هيروشيما وناجازاكي … ومأساة القنبلة الذرية

02:35 مساءً الثلاثاء 6 أغسطس 2013
أحمد محمد حسن

أحمد محمد حسن

كاتب ومخرج بالتليفزيون المصري، القاهرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

حامل الموت، الطيار الذي ألقى القنبلة قبل ٦٨ سنة

تمر اليوم 6 أغسطس/ آب 2013 الذكرى الثامنة والستون على إلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما اليابانية عندما قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإلقاء القنبلة النووية على اليابان ، ولاتزال بشاعة تلك المأسآة التي لم يستوعبها العقل البشري ماثلة في الأذهان في ظل التساؤلات حول مدى وحشية الحروب وكيفية تجنب تكرار تلك الجريمة البشعة .

ففي يوم 6 أغسطس/ آب عام 1945 كان سكان مدينةهيروشيما اليابانية على موعد مع إحدى أبشع صور الوحشية التي تفتق عنها العقل البشري لتدمير الإنسانية حيث حلقت طائرة من سلاح الجو الأمريكي على مدينة هيروشيما حاملة على متنها أبشع أسلحة الدمار الشامل (قنبلة نووية مخصبة باليورانيوم) وعلى أثر إلقائها ذابت جثث أكثر من 70 ألف شخص في النار فورا .

وبعد ثلاثة أيام من كارثة هيروشيما كررت الولايات المتحدة الأمريكية المأسآة في مدينة ناجازاكي اليابانية حيث ألقت طائرة أمريكية قنبلة نووية أخرى على المدينة أودت بحياة ما يزيد عن 70 ألف إنسان .

والهجوم النووي على هيروشيما وناجازاكي شنته الولايات المتحدة ضد الإمبراطورية اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس عام 1945 بسبب رفض تنفيذ إعلان مؤتمر”بوتسدام” والذي كان نصه أن تستسلم اليابان إستسلاما كاملا بدون أي شروط إلا أن رئيس الوزراء الياباني”سوزوكي” رفض هذا التقرير وتجاهل المهلة التي حددها إعلان بوتسدام .

وبموجب الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس “هاري ترومان”قامت الولايات المتحدة بإطلاق السلاح النووي على مدينة هيروشيما يوم 6 أغسطس عام 1945 ثم تلاها اطلاق قنبلة أخرى على مدينة ناجازاكي في 9 أغسطس (وكانت هذه هي الهجمات الوحيدة التي تمت بإستخدام الأسلحة النووية في تاريخ الحروب) وبعد ستة أيام من تفجير القنبلة على ناجازاكي في الخامس عشر من أغسطس أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء حيث وقعت وثيقة الإستسلام في الثاني من شهر سبتمبر/ أيلول مما أنهى الحرب في المحيط الهادئ رسميا ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية .

وقد سعت الولايات المتحدة بإلقاء القنبلة النووية على اليابان إلى وضع نهاية سريعة للحرب بأي ثمن وجني ثمار هذا النصر لصالحها بفرض نفسها كقوة على الساحة الدولية ومن ثم رسم معالم عالم جديد تكون هي القوة المسيطرة فيه لذلك كان اللجوء إلى الإفراط الشديد في إستخدام القوة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية .

ولا يزال ضحايا هذه الجريمة المرتكبة في حق الإنسانية يعانون بسبب الآثار المرضية الناجمة عن الإشعاعات إضافة إلى حالات الإعاقة والتشوهات التي تصيب الأجنة في رحم أمهاتهم فبعد سنوات من إلقاء القنبلتين لقي 60 ألف آخرين حتفهم نتيجة التأثيرات الإشعاعية للقنبلة النووية إضافة إلى 140 ألفا لقوا حتفهم في الدقائق الأولى للإنفجارين .

ناجون. لكنهم ضحايا الموت البطيء

سمي الضحايا الناجين من التفجيرات (هيباكوشا) وهي كلمة يابانية تترجم حرفيا إلى “السكان المتضررين من الإنفجار”واحتوت النصب التذكارية الموجودة في هيروشيما وناجازاكي على قوائم بأسماء الهيباكوشا الذين لقوا حتفهم منذ وقوع التفجيرات ويتم تحديثها سنويا في ذكرى التفجيرات .

لم

ولضمان عدم تكرار ما حدث في هيروشيما وناجازاكي لجئت الأسرة الدولية إلى وضع ضوابط لصنع وامتلاك الأسلحة النووية وقد تم التوقيع على إتفاقيات دولية تلتزم بموجبها الدول الموقعة بحظر انتشار الأسلحة النووية وأنشأت لهذا الغرض أجهزة دولية مهمتها مراقبة انتاج وانتشار الأسلحة النووية مثل المنظمة الدولية للطاقة ، ولكن الدول العظمى بالمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي السابق استثنت نفسها من هذه الإتفاقيات الدولية حول منع انتشار أسلحة الدمار الشامل وهي الدول التي تعرف بأعضاء النادي النووي غير أن هذه الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة تلعب دور الشرطي العالمي غير النزيه لمراقبة تطبيق اتفاق حظر انتشار الأسلحة النووية ولكن بمعايير مزدوجة ، وتقوم منظمة الطاقة الدولية “بشرعنة” هذه المعاييرفهي ترى فقط ما تراه القوى العظمى وتغض النظر عن ما سواه .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات