صبري موسى … تسلم الأيادي

09:16 مساءً الأحد 3 نوفمبر 2013

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

ما ألمَّ بالأديب الكبير صبري موسى، يمثل قطعة حادة جارحة من الصخر الأسود مضفرة في مسبحةٍ نحن جميعًا حبَّاتُها. حباتٌ تتألمُ في صمتٍ، وتتضرعُ أن يهبها الله الصحة قبل طول العمر، والستر قبل رعاية الدولة غير المُجدية.

الأديب صبري موسى

يحدث هذا لأديبنا، الذي منحته الدولة قبل 47 عامًا منحة تفرغ ليكتب روايته الأشهر (فساد الأمكنة) عن جبل سكن الصحراء مثلما سكن قلوب وعقول أبنائه، ويبدو أنه اليوم بعد نحو نصف قرن، قد عرف عن قرب قسوة ذلك الجبل المحيطة بأهل مصر دون استثناء، والمحبطة لهم، سواء كان الأديب أو المواطن البسيط، كلاهما يمرض، وكلاهما لا يجد الرعاية الكافية، والاهتمام اللازم، لكن قصة صبري موسى تشير بأصابع الاتهام إلى المؤسسات الهشة الموكول إليها رعاية المنتمين لها.

لستُ أتحدث فقط عن اتحاد كتاب مصر، وإنما عن مؤسسة روز اليوسف، التي منح مطبوعاتها صبري موسى وكتيبة من أنبل مبدعي مصر حياتهم، وأعتقد أنه آن الأوان لتعلن المؤسسات عن تفعيل رعاية أبنائها بما يستحقون، فلا تأخذهم بساتين صاخبة بالحياة، وتنساهم في أرض بور خالية من الامتنان.

لقد ارتاح قلبي حين قرأت أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسى صدق على علاج الكاتب الصحفى والروائى صبرى موسى بمستشفى الحلمية العسكرى للعظام على نفقة القوات المسلحة، فى إطار الدور الذى تقوم به القوات المسلحة لرعاية كبار الكتاب والصحفيين، الذين قدموا تراثا ثقافيا متميزا للوطن.

يذكر أن الكاتب الصحفى صبرى موسى ولد بمحافظة دمياط عام 1932، وعمل مدرساً للرسم لمدة عام واحد، ثم صحفياً فى جريدة الجمهورية، وكاتباً متفرغاً فى مؤسسة «روز اليوسف»، وعضواً فى مجلس إدارتها، ثم عضواً «فى اتحاد الكتاب العرب»، ومقرراً للجنة القصة «فى المجلس الأعلى للثقافة» وقد ترجمت أعماله لعدة لغات، بالإضافة إلى أنه من أحد أهم كتاب السيناريو خلال القرن الماضى.ومن أهم أعمال الكاتب الكبير صبرى موسى سيناريوهات أفلام “البوسطجى، الشيماء، وقنديل أم هاشم، قاهر الظلام، رغبات ممنوعة، أين تخبئون الشمس”.

لكن ما حدث يقول بأنه لا تزال دوائر المصالح تعمل، مثل الأواني المستطرقة، يمتد تأثيرها في كل شيء، بدءا من اختيار الفائزين بالجوائز، مرورا بالمكرمين بالسفرات لتمثيل البلاد، والبعثات للتعليم، وصولا للعلاج اللائق بالداخل والخارج، وهذه الدوائر قوامها بشر يعيشون عالة كاللبلاب على أشجار مؤسسات الدولة، تفكيك الدولة / دوائر مصالحها وإعادة بنائها وفق آليات الحكم الصالح سيغير الصورة كثيرا، لن توجد اليوتوبيا بين يوم وليلة ولكن الجحيم سينحسر تدريجيا.