الصين تنتصر للهوية

04:55 مساءً الأحد 10 نوفمبر 2013
فاطمة الزهراء حسن

فاطمة الزهراء حسن

مخرجة تليفزيونية، وكاتبة من مصر، مستشار شبكة أخبار المستقبل (آسيا إن)

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

تعليم تلاوة القرآن الكريم بأحد مساجد الأويغور في شينجيانج

بعد جهود متواصلة استمرت لأكثر من خمس سنوات صدرت أخيرا الترجمة الكاملة للقرآن الكريم باللغة الويغورية في جمهورية الصين لتؤكد على هوية مسلميها من قومية الأويغور، وعلى أنها تعتبرهم فعلا ضمن نسيج قومياتها المتعددة كدولة تضم أكثر من مليار ونصف نسمة يشكل المسلمون حوالي 100مليون منهم وفقا لآخر إحصاء أي حوالي 7% من إجمالي سكان الصين.

موقع إقليم شينجيانج الذي يتمتع بالحكم الذاتي في الصين

موقع إقليم شينجيانج الذي يتمتع بالحكم الذاتي في الصين

فالمسلمون في الصين يتوزعون على عشر قوميات هي :الهوي وهي أكبر القوميات الإسلامية هناك, القزق,الطاجيك,القرغيز,التتار,الأوزبك,سالار, اليوجور,باوان , والدونجشيانج, ويتبع كل أصحاب القوميات المسلمة في الصين المذهب السني الحنفي عدا قومية الطاجيك فهم يتبعون المذهب الشيعي.
وهنا استدعي الإستطلاع الموسع الذي قام به الأديب والكاتب الروائي أشرف أبو اليزيد ورئيس تحرير شبكة آسياإن العربية  في مجلة العربي الكويتية حول إقليم شينجيانج الصادر في شهر نوفمبر/تشرين ثان 2009 والذي يعتبر مرجعا مصورا لهذه البقعة المهمة في الصين وعاصمتها أورمتشي, وهو كذلك صاحب موسوعة طريق الحرير الصادرة عن مكتبة الإسكندرية 2013 , ذلك الطريق الذي كان له الفضل الكبير والجوهري في دخول الإسلام إلى الصين في عصر بني أمية , فقد فتح المسلمون الأوائل المنطقة التي كانت تسمى تركستان الشرقية في العصر الأموي إلا أن تلك الفتوحات لم تتوغل في عمق الأراضي الصينية إلا عن طريق القوافل التجارية فيما بعد بين غرب آسيا والصين.
إقليم شينجيانج الذي يتمتع بحكم ذاتي لقومية الأويغور, يشكل سدس مساحة الصين , وقد يرى كثيرون أن منح إقليم أغلبية سكانه من المسلمين في دولة كالصين هو أمر فيه تناقض عما نتصوره دائما ويصلنا باستمرار في وسائل الإعلام –الغربية غالبا- عن القمع والقهر الذي تتبعه الصين مع الأقليات العرقية على أراضيها وأنها من أكثر الدول انتهاكا لحقوق الإنسان ولكنها ومجددا تنتصر لمواطنيها الصينيين بعيدا عن دياناتهم وعرقياتهم إنهم شعب واحد وهوية واحدة تحت علم واحد.
لقد قدمت الجمعية الإسلامية الصينية فريقا من المتخصصين من علماء اللغة والفقه والشريعة لكي يقوموا بترجمة القرآن الكريم من اللغة العربية إلى اللغة الويغورية القديمة في محاولة لتقريب معاني القرآن وتفسير آياته لأهل الإقليم بلغتهم الأم, كوقد تم الانتهاء من الترجمة منذ أيام برعاية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والإدارة العامة للصحافة والنشر في الصين وقد تم البدء في هذا المشروع العظيم منذ عام2008 لأكثر من خمس سنوات وقد صدرت هذه النسخة المكرمة من القرآن باللغة الويغورية تزامنا مع الإحتفال بالعام الهجري الجديد.
الصين حرصت على تقديم ترجمة للقرآن الكريم بلغات متعددة كالصينية والقرغيزية والقزقية والإنجليزية لتضرب مثلا عمليا على كيفية تحقيق الوحدة بترسيخ الإختلاف لتكون القومية الصينية هي الأساس والإنتماء للوطن هوالأساس وتكون الأعراق مصدرا حقيقيا للتنوع الذي يحقق التكامل.

أضرحة على طريق الحرير في شينجيانج

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات