جمهور الأهلي يعيد الأمل لكرة القدم المصرية

أكثر من ٣٠ ألف متفرج بملعب المباراة آزروا فريقهم

اعادت مباراة النادي الأهلي المصري مع منافسه الجنوب افريقي فريق أورلاندو بايرتس بنهائي دوري أبطال افريقيا لكرة القدم, والتي شهدت اقبالا جماهيريا كبيرا, الأمل في عودة النشاط الرياضي المتوقف وعودة الجماهير للمدرجات المصرية مجددا.

وشهدت مباراة الأهلي واورلاندو والتي اقيمت يوم الأحد بملعب نادي “المقاولون العرب” في منطقة الجبل الأخضر بالقاهرة حضور جماهيري كبير قدر بأكثر من 30 ألف مشجع, هي سعة الملعب.

وتوقف النشاط الرياضي بمصر منذ مذبحة استاد بور سعيد مطلع فبراير من عام 2012, والتي راح ضحيتها 72 قتيلا من جماهير مباراة الأهلي ونادي المصري البورسعيدي.

قبل أن يعود النشاط الرياضي على استحياء بتنظيم بطولة الدوري بنظام المجموعتين هذا العام والتي ألغيت في 19 يونيو بعد تهديد الجمهور باقتحام الملاعب ورفض وزارة الداخلية تامين المباريات.

وقام اتحاد الكرة المصري في اعقاب ثورة 30 يونيو وعودة الأمن لاداء مهامه بتنظيم مسابقة كأس مصر, والتي اقيمت مباراياتها بدون جمهور باستثناء المباراة النهائية التي اقيمت يوم السبت الماضي بين ناديي الزمالك ووادي دجلة والتي شهدها نحو اربعة ألاف مشجع.

وسمحت السلطات المصرية والأجهزة الأمنية باقامة المشاركات على المستوى الافريقي والعربي بدون جمهور باستثناء مباراة يوم الأحد.

واحتفظ فريق النادي الأهلي المصري بلقب دوري أبطال افريقيا لكرة القدم بعد فوزه على منافسه الجنوب افريقي فريق أورلاندو بايرتس بهدفين دون رد في المباراة التي جمعتهما يوم الأحد في اياب الدور النهائي.

وسجل هدفي الأهلي محمد أبوتريكة وأحمد عبدالظاهر في الدقيقتين (54) و(79) من زمن المباراة التي أقيمت على ملعب “المقاولون العرب” في منطقة الجبل الأخضر بالقاهرة بحضور جماهيري قدر بنحو 30 ألف مشجع.

وخاض الأهلي بأفضلية نتيجة لقاء الذهاب الذي انتهى بالتعادل الايجابي 1-1 في جوهانسبرج , وكان يكفي بطل مصر الفوز بأي نتيجة أو التعادل السلبي بدون أهداف.

واشاد الرئيس المصريالمستشار عدلي منصور في برقية ارسلها للنادي الأهلي باللروح العالية والأداء المتميز للفريق وفوزه بالبطولة القارية .

وذكر بيان لرئاسة الجمهورية مساء الأحد أن الرئيس منصور أشاد بسلوك الجماهير التي حضرت المباراة, والتي أكدت على سمو المعاني الرياضية, والتطلع نحو مباشرة النشاط الرياضي لكرة القدم , كما حيا جهود رجال الشرطة في حفظ الأمن.

ورغم التزام الجماهير بالتشجيع وعدم وقوع اي احداث أو خروج على النظام خلال المباراة, إلا أنه وقعت مصادمات صباح الأحد بين قوات الأمن ومجموعات من الجماهير بعد دخولها ملعب المباراة في ساعة مبكرة بدون تذاكر, وحاول الأمن اخراجها من الملعب, فوقعت اشتباكات استعمل الأمن خلالها القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش.

وامتلأت مدرجات استاد المقاولون العرب الذي استضاف المباراة عن أخرها بجماهير النادي خاصة من رابطة مشجعي الأهلي “الألتراس”, والتي شجعت بجنون, ودأبت على اطلاق الالعاب النارية والشماريخ واضواء الليزر.

الأمر الذي خلق انطباع ايجابي حول امكانية قدرة الأمن على احكام سيطرته على الجماهير , وخاصة روابط الالتراس للأندية, وعودة النشاط الكروي مجددا بعد تكبده خسائر مالية فادحة خلال العامين الماضيين.

ويرى عزمي مجاهد المتحدث الرسمي باسم اتحاد كرة القدم المصري, عضو مجلس ادارة الاتحاد, أنه “طالما أن هناك احترام لهيبة الدولة والقانون فسوف تعود الجماهير وتقام المبارايات ويعود النشاط الكروي مجددا”, موضحا أن سلوك الجماهير في تحسن مستمر.

وأعرب مجاهد لوكالة انباء ((شينخوا)) عن أمله في أن يعود النشاط الكروي في اسرع وقت ممكن, لافتا الى أن تعطل النشاط أدى الى خسائر فادي للقطاع الرياضي, وأنه بمثابة “خراب بيوت للمواطنين”.

واوضح أن عودة النشاط اصبح ضرورة الان خاصة بعد ما حدث في مباراة مصر الأخيرة مع غانا, معتبرا أنها نتيجة المباراة كانت نتيجة طبيعية لتوقف النشاط.

وخسرت مصر خسارة كبيرة في مباراة الذهاب في التصفيات النهائية المؤهلة لكاس العالم والتي اقيمت منتصف الشهر الماضي بكوماسي بستة أهداف لهدف واحد, وتقام مباراة الاياب 19 نوفمبر الجاري بالقاهرة.

وأعرب عضو اتحاد كرة القدم المصريه بعد مباراة اليوم عن توقعه العودة بقوة للساحة الكروية, والفوز في المباراة القادمة مع غانا, وعودة الكرة المصرية لسابق عهدها في اسرع وقت ممكن.

ويصعد الفائز بمجموع مباراتي مصر وغانا الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم والمقرر اقامتها بالبرازيل العام المقبل.

من جانبه, أكد الخبير الأمني اللواء/ فاروق المقرحي على ضرورة اعلاء قيمة القانون, وأهمية تطبيقه على الجميع وخاصة على روابط مشجعي الاندية “الالتراس”

وطالب المقرحي في تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) رجال الامن بالتحري عمن يحركون روابط مشجعي الاندية ويستغلونهم لاهداف سياسية, والوصول للايدي الخفية التي تعبث بهم منذ ثورة يناير, حسب قوله.

وأوضح أن قوات الأمن المصرية قادرة الأن على السيطرة وضبط ايقاع الشارع, لافتا الى أن السماح للجماهير بحضور مثل هذه المبارايات ليست مغامرة, ولكنها عملية محسوبة بدقة.

وأشار الى أنه اصبح هناك ثقة كبيرة لدي الامن, وقدرة على ضبط الأمن والقانون خاصة بعد الدعم الشعب الكبير للاجهزة الأمنية بعد ثورة يونيو.

وفيما يتعلق بمذبحة بور سعيد التي راح ضحيتها 72 شخصا من جماهير الأهليى, وتحميل الالتراس الأجهزة الأمنية مسئولية ذلك, اكتفى المقرحي بالتأكيد على أن “الأيام ستثبت حقيقة حادث بورسعيد”.

وكان النشاط الكروي قد استؤنف في الثاني من شهر فبراير الماضي, بتنظيم بطولة الدوري العام بنظام المجموعتين وبدون جمهور, قبل أن يقرر اتحاد كرة القدم المصر وقف البطولة في 19 يونيو الماضي, بعد تهديد الجماهير باقتحام الملاعب وحضور المباريات, ورفض الأمن تأمين الملاعب.

من ناحيته, اشاد علوي المنزلاوي عضو برابطة مشجعي النادي الأهلي “الالتراس” باداء الجماهير والتزامها, وسيطرة قادة الألتراس على الجماهير وضمان خروج المباراة بالشكل اللائق ببطل افريقيا.

وقال المنزلاوي لوكالة أنباء ((شينخوا)), إن “الجماهير دخلت المباراة والتزمت طوال المباراة بالتشجيع المثالي لفريقها, وبعد انتهاء المباراة استمرت بالمدرجات للاحتفال بفوز النادي الاهلي, ولاعطاء فرصة للفريقين وطاقم التحكيم وكبار المسئولين في مصر والاتحاد الافريقي بالخروج من الاستاد.

واضاف أنه “عقب ذلك خرجت الجماهير بكل سلمية وسلاسة وهدوء من الاستاد ولم يحدث أن وقع اي احتكاك بين الجماهير وقوات الشرطة, وحرصت الجماهير على ان يخرج اليوم بشكل لائق, رغم الحساسيات الموجودة بين الأمن وجماهير النادي الأهلى على وجه الخصوص”.

في المقابل, يرى الناقد الرياضي أحمد الدرمللي بصحيفة ((الشروق)) المصرية المستقلة, أن الاجراءات الأمنية لم تكب بالشكل المطلوب, وأن الانتشار الأمني بالاستاد تأخر, مما ترك الفرصة لبعض الجماهير من غير حاملي تذاكر المباراة لدخول المدرجات مبكرا, والتثبث بها ورفض الاستجابة للأمن بالخروج ما ادى لاستخدام القوة لاخراجهم.

واضاف الدرمللي أنه رغم الاشتباكات التي وقعت قبل المباراة, والتي استخدم فيها الأمن الغازات المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش, الا أن المباراة مرت بسلام, والتزم الجمهور بالنظام خلال المباراة.

وأوضح أن المباراة كانت اختبار جيد لالتزام الجماهير قبيل المباراة المرتقبة بين مصر وغانا في 19 نوفمبر الجاري في التصفيات المؤهلة لنهائيات كاس العالم, والتي تترقبها الانظار جميعا.

واشار الى أن النشاط الرياضي يجب أن يعود, وخاصة فيما يتعلق بكرة القدم, ولكن على أن يكون السماح بعودة الجماهير للمدرجات بشكل تدريجي.

هذا ويعد اللقب الذي أحرزه النادي الأهلي يوم الأحد بفوزه على أورلاندوا الجنوب أفريقي هو اللقب الثامن للأهلي بعد أعوام 1982 و1987 و2001 و2005 و2006 و2008 و2012, والثاني له على التوالي.

وسيشارك الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية المقررة في المغرب خلال ديسمبر المقبل حيث سيلتقي بطل آسيا فريق نادي قوانغتشو ايفرجراند الصيني في الدور ربع النهائي بموجب القرعة التي سحبت في المغرب.

وتملك الأندية المصرية الرقم القياسي في الفوز بالبطولة بواقع ثماني ألقاب للأهلي بعد تتويجه اليوم , وخمس مرات للزمالك ومرة واحدةللاسماعيلي.