عندما جاءت لحظة ما لتكون خطواتي متجهة نحو كوريا ، في لقاء مع مجموعة من الأصدقاء العرب . الصديق أشرف ، الصديقة سعيدة ، الصديق علام ، الصديق محمد ، الصديق متين، الصديقة رضوى . لم أكن أعرف أي تفصيلات أو بالحقيقة لم أسأل . هي فقط كوريا .
قلت لابني المقيم في فانكوفر مع زوجته الكورية جيمي أني ذاهبة الى كوريا ، ولسوف أتعرف على موطن Hana تلك الطفلة التي سوف تحتفظ بإذن الله بالاسم الكوريHana ( رقم 1 ) وهو في العربية له مدلول الهناء والبركة .
غادرت عمان الى كوريا وفي العقل تساؤلات ! تركتها تتجول في عقلي . قابلت لمدة لحظات الأصدقاء أشرف ورضوى ومحمد على بوابة الطائرة .
عند الوصول لم أشعر أبدا بـأني أصل الى أي مكان لم أعرفه من قبل . ثمة شيء الآن يمسك بي لأشعر بالأمان والراحة . كيف ؟
تركت هذا التساؤل في مكانه وتابعت اتجاهي نحو اتمام العمليات المعتادة . أمسكت بحقائبي وشعوري يزداد توهجا ، هذا مطار Incheon بتفاصيله الجميلة بالصور المبهجة . هو ليس مطارا ، انما هو بوابة جميلة لكي ندخل منازلنا . كيف ؟ كان بالانتظار لافتة ترحب بنا من ASIA N . كانت الابتسامات من فريق ASIA N هي ابتسامات صداقة ارتفعت درجة حرارتها عن مستوى الترحيب ! كيف ؟ .
تركت حقائبي وبدأت أتجول في فضاء المطار فوقع بصري على Hana Bank رجعت بسرعة لفريق ASIA N لأقول لهم هذا الخبر ، فكانت المشاركة الحقيقية لي . كانت مشاركة الأصدقاء بعضهم لبعض . كيف ؟
شيء ما بدأ يتسلل الى قلبي وليمسك بكل تساؤلاتي ومحاولاتي ، فلا أشعر بها . هذا الشعور الحيوي ،هذا الدفء بدأ يتملكني .
كوريا يا كوريا
كوريا ، كان الاستقبال الرسمي وكانت محادثات العمل بشأن اطلاق موقع ASIAN – آسيا باللغة العربية – لينضم الى المواقع الأخرى الموقع الكوري الانجليزي والصيني . كان العشاء الكوري المميز ، كانت الفنادق الشوارع الورود التماثيل المنحوتات ودقات الطبول .كان التعرف على الشركات ا لكورية العملاقة . كل هذا كل هذا كان بنظري جزء من الشيء وليس الشيء كله ، تماما مثل الذي يعرف طبيعة قطعة طين واحد يستطيع أن يتعرف على كل القلاع والبيوت كلها . قطعة الطين الكورية ، ترابها شمسها ماؤها واليد التي صنعتها هي معجونة بكلمتين : الأمل والحلم . الأمل والحلم لديهم تلك الأم التي لا تكف عن الدوران والالتفاف عن التحليق عاليا عن الغوص فيأعماق الأرض بين ثنايا البحار . انها: المحبة. انها المحبة التي فيها كل أطياف الحب .
لكننا أيضا في عالمنا العربي نحب أوطاننا بكل أطياف الحب ، ولكن هناك عادة ما عادة النظر للأمور من منطق المتعاكسات وليس من منطق التحولات ولعلها عادة اكتسبناها من النظرة الخاطفة للطبيعة حار بارد ، لكن هذا مخالف لحكمة الطبيعة . هو فقط الاختلاف في الدرجة . فالماءالبارد المنعش هو نفسه الماء الساخن في كأس من الشاي الأخضر. تلك الحكمة هي التي جعلت كوريا هي كوريا ، فكان الحب المتوهج يبنى وكان الأمل يبنى . لم أشعر الا أن كوريا هي بلدي ،هو فقط تحولي من مكان لمكان. هذا ا لحب انساني أو بالأحرى جعل روحي تستعيد بعضا من أجنحتها . وجعل دمائي الباكية تتحول ولو قليلا من اللون الأحمر الى اللون الأخضر .
تركت أصدقائي قليلا من بين تلك المواعيد التي استطاع Lee Sang Ki بكل حيويته ونشاطه أن يجعل برنامجنا حافلا نابضا بالحيوية والفرح.
تركت أصدقائي . اقتربت من شجرة جميلة وضعت يدي عليها ، لأشعر برطوبة جذورها ثم حملتها سلامي الى أشجار بلدي سوريا وسألتها أن تبعث لها بعضا من طمأنينة وتقول لها أننا أيضا ما زلنا نحمل الأمل والحلم ، ولسوف يكون لنا مجددا أطواقا من زهور الياسمين . كوريا يا حبيبتي سوريا يا حبيبتي .
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.