قطعة الطين الكورية

04:01 مساءً الثلاثاء 6 نوفمبر 2012
نجوى الزهار

نجوى الزهار

كاتبة من الأردن، ناشطة في العمل التطوعي

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عندما جاءت لحظة ما  لتكون خطواتي متجهة نحو كوريا ، في لقاء مع مجموعة من الأصدقاء العرب . الصديق أشرف ، الصديقة سعيدة ، الصديق  علام ، الصديق محمد ، الصديق متين، الصديقة رضوى . لم أكن أعرف أي تفصيلات أو بالحقيقة لم أسأل . هي فقط كوريا .

قلت لابني المقيم في فانكوفر مع زوجته الكورية جيمي أني ذاهبة الى كوريا ، ولسوف أتعرف على موطن  Hana  تلك الطفلة التي سوف تحتفظ بإذن الله بالاسم الكوريHana   ( رقم 1 ) وهو في العربية له مدلول الهناء والبركة .

غادرت عمان الى كوريا وفي العقل تساؤلات ! تركتها تتجول في عقلي . قابلت لمدة لحظات الأصدقاء أشرف ورضوى ومحمد على بوابة الطائرة .

عند الوصول لم أشعر أبدا بـأني أصل الى أي مكان لم أعرفه من قبل . ثمة شيء الآن يمسك بي لأشعر بالأمان والراحة . كيف ؟

تركت هذا التساؤل في مكانه وتابعت اتجاهي نحو اتمام العمليات المعتادة . أمسكت بحقائبي وشعوري يزداد توهجا ، هذا مطار  Incheon  بتفاصيله الجميلة بالصور المبهجة . هو ليس مطارا ، انما هو بوابة جميلة لكي ندخل منازلنا . كيف ؟ كان بالانتظار لافتة ترحب بنا من ASIA N  . كانت الابتسامات من فريق ASIA N  هي ابتسامات صداقة ارتفعت درجة حرارتها عن مستوى الترحيب ! كيف ؟ .

تركت حقائبي وبدأت أتجول في فضاء المطار فوقع بصري على Hana Bank  رجعت بسرعة لفريق  ASIA N  لأقول لهم هذا الخبر ، فكانت المشاركة الحقيقية لي . كانت مشاركة الأصدقاء بعضهم لبعض . كيف ؟

شيء ما بدأ يتسلل الى قلبي وليمسك بكل تساؤلاتي ومحاولاتي ، فلا أشعر بها . هذا الشعور الحيوي ،هذا الدفء بدأ يتملكني .

كوريا يا كوريا

كوريا ، كان الاستقبال الرسمي  وكانت محادثات العمل بشأن اطلاق موقع  ASIAN  – آسيا باللغة العربية – لينضم الى المواقع الأخرى الموقع الكوري الانجليزي والصيني . كان العشاء الكوري المميز ، كانت الفنادق الشوارع  الورود  التماثيل  المنحوتات  ودقات الطبول  .كان التعرف على الشركات ا لكورية العملاقة . كل هذا  كل  هذا  كان بنظري جزء من الشيء وليس الشيء كله  ، تماما مثل الذي يعرف طبيعة قطعة طين واحد يستطيع أن يتعرف على كل القلاع والبيوت كلها . قطعة الطين الكورية ، ترابها  شمسها ماؤها  واليد التي صنعتها هي معجونة بكلمتين : الأمل والحلم .  الأمل والحلم لديهم تلك الأم التي لا تكف عن الدوران والالتفاف عن التحليق عاليا  عن الغوص فيأعماق الأرض بين ثنايا البحار . انها: المحبة. انها المحبة التي فيها كل أطياف الحب .

لكننا أيضا في عالمنا العربي نحب أوطاننا بكل أطياف  الحب ، ولكن هناك عادة ما  عادة النظر للأمور من منطق المتعاكسات وليس من منطق التحولات ولعلها عادة اكتسبناها من النظرة الخاطفة للطبيعة  حار بارد ، لكن هذا مخالف لحكمة الطبيعة . هو فقط الاختلاف في الدرجة . فالماءالبارد المنعش هو نفسه الماء الساخن في كأس من الشاي الأخضر. تلك الحكمة هي التي جعلت كوريا هي كوريا ، فكان الحب المتوهج يبنى وكان الأمل يبنى . لم أشعر الا أن كوريا هي بلدي ،هو فقط تحولي من مكان لمكان. هذا ا لحب انساني أو بالأحرى جعل روحي تستعيد بعضا من أجنحتها . وجعل دمائي الباكية تتحول ولو قليلا من اللون الأحمر الى اللون الأخضر .

تركت أصدقائي قليلا من بين تلك المواعيد التي استطاع  Lee Sang Ki  بكل حيويته ونشاطه أن يجعل برنامجنا حافلا نابضا بالحيوية والفرح.

تركت أصدقائي . اقتربت من شجرة جميلة وضعت يدي عليها ، لأشعر برطوبة جذورها ثم حملتها سلامي الى أشجار بلدي سوريا وسألتها أن تبعث لها بعضا من طمأنينة وتقول لها أننا أيضا ما زلنا نحمل الأمل والحلم ، ولسوف يكون لنا مجددا أطواقا من زهور الياسمين . كوريا يا حبيبتي  سوريا يا حبيبتي .

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات