الشعب يموت، والمجرمون يفلتون، والحكومة تتفرج!

07:38 صباحًا الثلاثاء 24 ديسمبر 2013
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

ىثار تفجير مديرية أمن الدقهلية

ها هي جماعة الإخوان تطبق دستور القتل، فأين الدولة المصرية؟

لم يكن هناك لجنة خمسين من الإخوان المسلمين تجتمع لتحدد مواد دستور القتل، والخيانة، والخسة، ولم يحدد الإخوان موعدا للاستفتاء على دستورهم في إشعال البلد، وتدمير الاقتصاد، وترهيب المواطنين. كما لم يكن الإخوان المسلمون بحاجة إلى مهلة وخطة زمنية وخارطة طريق لفعل ما عزموا عليه من جرائم. لقد سنوا دستورهم أو استعادوه، حسب شريعة الدم التي التصقت بهم وبرأس تنظيمهم الغادر، ثم أرسلوا من ينفذونه، بعد أن ناموا قريري العيون لأنهم عرفوا أن أقسى رد عليهم، بعد سنة من الديكتاتورية، وبعدها ستة شهور من العنف، لن يكون سوى بإعلان أنهم جماعة إرهابية، مجرد إعلان، بينما الدولة تمسك من هم تحت نواظرها وتحاكمهم، من النشطاء، وتترك جيوش الإخوان تأكل مفاصل الدولة، أو ما بقي منها.

منذ أيام وعلى بعد خطوات من مديرية الأمن التي استهدفت كان الإخوان يسيرون في مظاهراتهم، ويقتلون الآمنين، والحكومة تتفرج

لم يعد الشعب ينتظر موعدا للقضاء على تجريم أفعال جماعة الإخوان المسلمين، ولا بات يحلم بحبس الذين يروعون الآمنين في الشوارع والجامعات والمؤسسات، ولم يعد يأمل بمحاكمة خونة الحكم والوطن، بل ظل أبناؤه يترقبون هلع وجزع موعد الألم القادم: هل سيذبحون جنودا مصريين مرة أخرى على الحدود؟ هل سيستهدفون المكدين في الشارع كانوا سائقين أو مجرد مارة، فيكسرون سياراتهم، أو يقتلونهم؟ هل سيتخذون من الطلاب في الجامعة رهائن أو ضحايا جددا؟ الشعب كله يدخل تحت مفردات الضحايا، والقتلة يرتعون والحكومة تتفرج.

 تكتفي الحكومة بتسريبات مخزية، وحشد إعلامي لسب أعداء موظفي الدولة، مثلما تكتفي بأي شيء وكل شيء إلا أن تحمي مصر والمصريين. في الوقت الذي يتهافت فيه كتاب مسنون، كأعضاء الحكومة، لتبرير كل ما يفعله الإخوان، كما برر فهمي هويدي قتل امرأة لسائق شاب أثناء مظاهرة للإخوان بدعوى قصة ملفقة عن امرأة دهسها، هي قصة لم توجد إلا في خيال هويدي وليس لديه دليل على صدقها إلا ما يبتدعه هو وإخوانه من أكاذيب! 

 آخر خبر، حتى كتابة هذه السطور، هو تلك السيارة المفخخة التي انفجرت بمديرية أمن الدقهلية، لتقتل ١٤ مصريا، حتى الآن،  وتصيب عشرات آخرين، مع انهيار أجزاء من المبنى، وانهيارات مماثلة في مبنى المسرح القومي المواجه للمديرية. يصاب اللواء سامي الميهي، مدير الأمن، بإصابات بالغة، ويقتل مديرَا مكتبه في الحادث، مع انهيار مبناهم، بالإضافة إلى انهيارات في الدورين الثاني والثالث، بفعل سيارة مفخخة بها نحو ٥٠٠ كيلوغرام من المتفجرات.

لقد حذر كافة الخبراء من هذه اللحظة، التي بدا أن البلاد تتجه نحوها، لا إراديا، وإذا كان من فوضوا الدولة ـ دون شروط ـ يطمحون في أن يحقق التفويض أمنا شاملا، واقتصادا زاهيا، وحكما عادلا، وهو ما أصبح غائبا إلى درجة كبيرة.

إنها الساعات الحاسمة، في الأيام القليلة القادمة، فإما يُبتر أعضاء جسد الخونة، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، وإما يتسلل الخوف في شرايين الوطن، من أقصاه إلى أدناه، وحينها لن يكون الخوف من المجرمين وحسب، بل سيتفجر خوف الضحايا وذويهم عنفا أخطر، وهو ما ستثبته الأيام.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات