كتاب مجلة (الدوحة) يسطو على أرشيف مجلة (الهلال)

05:21 مساءً الخميس 9 يناير 2014

العدد الصادر في ديسمبر ٢٠١٣

تقدم مجلة (الدوحة) التي تصدر شهريا في العاصمة القطرية كتابًا هدية مع كل عدد، وهي خدمة ثقافية لقارئها، استمرت في عدد هذا الشهر ، وهي تتحدث في (كتاب الدوحة) تحت عنوان (فتاوى كبار الكتاب والأدباء: في مستقبل اللغة العربية ونهضة الشرق العربي وموقفه إزاء المدنية الغربية)، بتوطئة الناقد سعيد بنكراد.

وقد يظن القاريء لهذا العنوان الماراثوني أن المجلة أرسلت تستفتي كتابًا في شأن ما هو مذكور، ولكن الأمر لا يعدو كون النصوص كلها تعتمد على جهد مجلة (الهلال) المصرية قبل نحو ٩٠ سنة، وأن الإضافة التي قدمتها (الدوحة) ليست أكثر من السطو على هذه الإجابات دون أن تشير – إلا عرضًا – وفي سطر مهمل بأن : “وقد جمعنا في هذا الكتاب آراء طائفة من صفوة الكُتاب والأدباء والمستشرقين في هذه الموضوعات العظيمة الشأن ردا على استفتاءين عرضهما عليهم (الهلال) في بضع السنوات الأخيرة”.

مجلة الهلال مجلة شهرية تصدر عن دار الهلال، أسسها جورجي زيدان سنة 1892 وصدر عددها الأول في 1 سبتمبر من نفس العام، وهي بذلك تعد أول مجلة ثقافية شهرية عربية

إن الأمر يصح لو أن (الهلال) هو الناشر، فيكون ذلك صحيحا بقول (جمعنا)، كما يصح لو ذكر مصدر الإجابات وتوثيق نشرها مؤرخة وهو ما أغفله محررو (كتاب الدوحة) إيهامًا بأن حق النشر وإعادته خاصان بهم، وكأن كل من اشترى مجلة أو كتابا يحق له أن يعيد نشره مغفلا أسماء مؤلفيه، وناشريه، وهم دار الهلال والمبدعون الذين عملوا بها لتظل علامة رائدة على الثقافة العربية.

إن (نهضة الشرق العربي) لن تكون بالسطو العلني على حقوق الملكية الفكرية، خاصة وأن الأسماء التي يجمعها غلافا الكتاب كانت ترد على (الهلال) ولم تكن تكتب لمجلة (الدوحة). يكفي أن نشير لأسماء منهم لندرك أن السطو يعرف قيمة الكنز، فأراد أن يجرد مالكيه من حقوقهم الأدبية والفكرية: سلامة موسى، طه حسين، جبران خليل جبران، جميل صدقي الزهاوي، مصطفى صادق الرافعي، معروف الرصافي، نقولا الحداد، أمين واصف بك، عيسى إسكندر المعلوف، محمد كرد علي، وخليل مطران، وسواهم.

لقد أثار رئيس تحرير مجلة الهلال الكاتب محمد الشافعي قبل شهور سرقة أرشيف الهلال المصور، و(آسيا إن) تقدم له سرقة أخرى لأرشيف (الهلال) المُدَوَّن.

يمكن أن يكون الأمر مبررا لو أن هناك اتفاقا معلنا بين المؤسستين، لكن ذلك ليس متوقعا لدى ثقافة تعتمد السطو على الملكية الفكرية، امتداد لأنواع أخرى من السرقات المعلنة والمضمرة.