ذكري ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

11:33 صباحًا الثلاثاء 14 يناير 2014
سماح أبو بكر عزت

سماح أبو بكر عزت

كاتبة بجريدة الوطن المصرية ومجلة العربى الصغير الكويتية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الخامس عشر من شهر يناير ، ذكري ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

الخامس عشر من شهر يناير ذكري ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

نزار قباني

الخامس عشر من شهر يناير ، ذكري ميلاد الزعيم الخالد جمال عبد الناصرليس صدفة أن يولد وثورة 19 تتشكل في رحم الغيب ، في 15 يناير  1918 أطل  جمال حسين عبد الناصر …..الذى سيصبح بعد 34عاماً الزعيم جمال عبد الناصر أو ناصر كما يناديه الغرب ، ناصر صاحب شرارة ثورة 1952 والذى ولد ويد القدر تدق أبواب ثورة 1919 مبشرة بميلاد جديد لمصر ، تشكل حلم الزعيم ناصر منذ أن كان طفلاً في الاسكندرية وتشكل في وعيه خصمان ، الفقر والاحتلال ، ظل طيلة حياته حتى غادر دنيانا خصماً شرساً لمن يسلب الفقير قوته ولمن يسلب المصري أرضه ، اليه في يوم ميلاده نهديه قصيدة كتبها نزار قبانى الذى كان قد اختلف معه وكتب منتقداً اياه قصيدة هوامش على دفتر النكسة والمدهش أن الذي أفرج عن القصيدة هو عبد الناصر نفسه بعد رسالة أرسلها نزار قباني قال في سطورها ..
(إذا كنت قد صرخت في وجه العالم العربي هذا الصراخ الذي وصل إلي حد الهمجية.، فلأن الإنسان لا يصرخ عادة إلا حين تكون مساحة الجرح.. أكبر من مساحة الطعنة، وكمية دموعه أكبر من مساحة عينيه. وقال فى خطابه إلى الرئيس جمال عبدالناصر: قصيدتى أمامك..
. لم يكن بإمكانى وبلادي تحترق الوقوف على الحياد، فحياد الأدب موت له.. لم يكن بوسعي أن أقف أمام جسد أمتي المريض أعالجه بالأدعية والأحجبة والضراعات، فالذي يحب أمته يطهر جراحها بالكحول ويكوى – إذا لزم الأمر – المناطق المصابة بالنار.
وردا على هذا الخطاب
 كتب الرئيس عبدالناصر التعليمات الآتية:
– لم اقرأ قصيدة نزار قباني إلا من النسخة التى أرسلها إلي، وأنا لا أجد أي وجه من وجوه الاعتراض عليها. – تلغى كل التدابير التىقد تكون اتخذت خطأ بحق الشاعرومؤلفاته ويطلب من وزارة الإعلام السماح بتداول القصيدة .. لهذا كان عظيماً و من أجله كتب نزار هذه القصيدة له في يوم مولده .
 

 

إليه في يوم مولده

 

نزار قباني

 

 

زمانـك بستـانٌ .. وعصـركَ أخضرُ

وذكـراكَ ، عصـفورٌ مـن القلب ينقرُ 
ملأنا لك الأقــداحَ ، يا مــن بِحُبّـه

سكِـرنا ، كما الصـوفىّ بالله يســكرُ 
دخلت على تاريخنـــا ذات ليلـــةٍ

فرائحــةُ التاريــخ مسكٌ وعنبــرُ 
وكنت َ، فكـانت فى الحقــول سنابلٌ

وكانت عصــافير ٌ.. وكان صــنوبرُ 
لمسْتَ أمانينــا ، فصــارتْ جداولاً

وأمطــرتنا حبّـا ، ولا زلتَ تمطــرُ 
تأخّــرت عن وعــد الهوى يا حبيبنا

وما كنت عن وعــد الهــوى تتأخرُ 
سَهِدْنا .. وفكّــرنا .. وشاخت دموعنـا

وشابت ليالينــا ، وما كنت تحضــُرُ 
تعاودنـــى ذكــراك كلّ عشيّــةٍ

ويورق فكـــرى حين فيــك أفكّر .. 
وتأبى جراحـــى أن تضــمّ شفاهها

كأن جــراح الحــبّ لا تتخثّـــرُ 
أحبّك لا تفسيــر عنــدى لصَبْوتـى

أفسّـر ماذا ؟ والهـــوى لا يفسَّــر 
تأخرت يا أغلـى الرجـــال ، فليلنـا

طويـل ، وأضــواء القناديـل تسهرُ 
تأخّـرت .. فالسـاعات تـأكل نفسهـا

وأيامنا فــى بعضهــــا تتعثّــرُ 
أتسأل عن أعمــارنا ؟ أنت عمــرنا

وأنت لنا المهــدىّ .. أنت المحــرّرُ

وأنت أبو الثــورات ، أنت وقـودهـا

وأنت انبعـاث الأرض، أنت التغيّــرُ 
تضيق قبـور الميتيــن بمــن بهـا

وفى كل يــوم أنت فــى القبر تكبرُ 
تأخــرت عنّا .. فالجيــاد حـزينـة

وسيفك مـن أشـواقه ، كـاد يكفـــرُ 
حصانـك فـى سينـاء يشـرب دمعَهُ

ويا لعــذاب الخيــل ، إذ تتـذكـّرُ 
وراياتك الخضــراء تمضــغ دربها

وفـوقك آلاف الأكاليــل تُضـــْفَرُ 
تأخــرت عنا .. فالمسيــح معـذّبٌ

هناك ، وجــرح المجــدلية أحمرُ .. 
نساء فلسطيـنٍ تكحّلـن بالأســــى

وفى بيت لحــمٍ قاصـراتٌ .. وقصّرُ 
وليمونُ يـافـا يـابسٌ فـى حقولــهِ

وهل شجــرٌ فى قبضـة الظلم يُزهرُ ؟ 
رفيق صــلاح الدين .. هل لك عودةٌ

فإن جيـوش الــروم تنهــى وتأمرُ 
رفاقك فى الأغــوار شـدّوا سُروجَهم

وجنـدك فى حِطِّين ، صلّوا .. وكبّروا .. 
تُغنّـى بـك الدّنيــا .. كأنك طـارقٌ

على بـركات الله ، يرســو .. ويُبحرُ 
تناديـك من شــوقٍ مـآذنُ مكّــةٍ

وتبكيـك بَــدر ٌ، يا حبيبـى ، وخيبرُ 
ويبكيـك صـفصاف الشــام ووردها

ويبكيـك زهـرُ الغـوطتين ، ودُمَّــرُ 
تعال إلينــا .. فالمــروءات أطرقتْ

وموطــن آبائــى زجـاج مكسّرُ .. 
هزمنـا .. ومـا زلنـا شِتـاتَ قبائـلِ

تعيشُ على الحقــد الدفيــن وتثـأرُ 
رفيق صــلاح الدين .. هل لك عـودةٌ

فإن جيـوش الــروم تنهـى ، وتأمرُ 
يحاصــرنا كالمــوت ألفُ خليفــةً

ففى الشرق هولاكو .. وفى الغرب قيصرُ 
أبا خالـد أشكـو إليــك مـواجعـى

ومثلــى له عــذرٌ .. ومثلك يعــذرُ 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات