الكاتبة والباحثة آمال عربيد تغوص في فن المصوغات المغولية – الهندية

09:35 صباحًا الجمعة 28 مارس 2014
غنى حليق

غنى حليق

كاتبة وصحفية من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
بيروت  –يعتبر كتاب فن المصوغات المغولية- الهندية ومكانتها بين الشرق والغرب للكاتبة والباحثة آمال عربيد، والذي تتحدث فيه عن تاريخ حضارات الهند منذ نشأتها من أهم الكتب المتخصصة، إذ تتناول فيه عملية اكتشاف المعادن والاحجار الكريمة وتطور صناعتها والتعريف عنها، كما تتناول تاريخ المغول بكل خلفياته وكيف تحولوا من الهمجية إلى الرقيّ بالحضارة عن طريق الفنون والعلم؟ وتظهر التواصل الحضاري بين الغرب والشرق في ذلك العصر ، وتخبر عن أهم السلاطين الذين اهتموا بالفن إلى جانب الحروب، وما هي الحضارة العمرانية الرائعة المتجسدة بأرقى فنون الهندسة في القصور ، الجوامع، المعابد والأضرحة ، وكيف وصلت تلك المجوهرات إلى عالمنا العربي.

آمال توقع كتابها الموسوعي

عربيد كاتبة وباحثة حاصلة على ماجستير في الفنون والآثار، وهي حالياً تحضّر اطروحة الدكتوراه في “الرموز ودلالاتها في فنون مجوهرات الحضارات القديمة والاديان حتى العصور الوسطى”، اهتمامها في الفنون والاثار ودراستها لهما دفعاها لزيارة أغلب متاحف العالم، والسفر إلى مختلف الدول التي تحتضن هذه الاثار كالهند والصين ومصر وفرنسا وايطاليا …. التقينا عربيد على هامش هذه الدراسات والاصدارات وكان هذا الحوار :
– نبدأ بسؤال عن دافعكِ لإصدار كتابك “فن المصوغات المغولية-الهندية ومكانتها بين الشرق والغرب”، ما هي الأسباب أو الأفكار، أو الهواجس التي جعلتك تخوضين غمار هذا الكتاب؟

– من الطبيعي أن كل فكرة مهمة ومميزة يجب أن تبصر النور ، من ناحية إصدار كتابي هذا، لقد لاقيت صعوبات جمة في اصداره ، حيث جلت على الكثير من دور النشر وفوجئت بالغبن الذي يلحق الكاتب والمؤلف إذ يتعاملون معه كصفقة تجارية محض دون مراعاة الفكر والإبداع والرسالة الأدبية والفكرية والتاريخية التي يضعها المؤلف بين أيديهم، كذلك التكاليف الباهظة لطباعة الكتاب وبعدها لا يأخذ الكاتب سوى نسبة ضئيلة هذا إن أخذ حقه، وكان كتابي هذا ملهماً لي لتأسيس دار نشر تعنى بالمؤلف والكاتب وصاحب أي فكرة إبداعية يريد أن يوصل رسالته للمجتمع ويصوب أخطاء تاريخية كثيرة أهلكتنا بظلمها ، ويأخذ حقه الطبيعي في إصدار كتابه عبر مؤسستي “آمالنا” والتي أعتبرها آمال الجميع ! وأعتبر كتابي ” فن المصوغات المغولية- الهندية ومكانتها بين الشرق والغرب” نموذجاً جيداً ومميزاً من حيث التقنية والإخراج والموضوع ، لأعمالي وللكتب التي أنوي اصدارها!


– لماذا اخترت التركيز على هذه المصوغات ومكانتها بين الشرق والغرب؟
– لم يكن مقرراً اختياري لهذا الموضوع أثناء دراستي للماجستير حتى اضطررت للسفر إلى دولة الكويت بسبب حرب تموز 2006، ومن الطبيعي ان أستفيد من الوقت لإكمال دراستي، فزرت متاحفها وأثارها علّني أجد ما يختص برسالتي ، ولأن أغلب الموضوعات الأثرية كانت درست سابقاً، مثل “موقع فيلكا الأثري” الذي تشتهر به الكويت، وأثناء زيارتي لمتحف دار الأثار الاسلامية لفت نظري كتاب مصور خاص (كتالوغ) بـ”مجموعة آل الصباح” شدتني تلك المجوهرات الهندية المغولية! من حيث طبيعة الأحجار الكريمة ، والطرز المختصة به والفريدة من نوعها ، والنقوش والألوان التي تتفرد به كذلك الرموز المنقوشة عليها ، أما من حيث مكانتها بين الشرق والغرب وذلك بسبب استحواذ الغرب عليها كبريطانيا التي استولت على معظم ثروات الهند خاصة مقتنيات سلاطينها المغول ويوجد في متاحفها أهم التيجان البريطانية المرصعة بجواهر الهند المغولية وحسنتها الوحيدة أنها اعتنت بها وحفظتها في المتاحف لقيمتها التاريخية والفنية والمالية.

– كأنك تحاولين الدخول إلى عمق التاريخ من الباب الفني والعلمي، هل تعتبرين أن الفنون هي المقياس الأهم لقياس وفهم تاريخ الشعوب وثقافتها والتعرّف عليهما؟
– الثقافة تشكل جسر حيوي للحوار بين الحضارات ، والفن وحدة لا تتجزأ إذ هي تشمل كل أنواع الفنون وطرزها ، وتظهر لنا مدى تطور هذه الشعوب ومستوى ثقافتها فهي تظهر لنا كل إبداعاتها وعلومها عبر لوحة فنية لتحفة معينة عليها نقوش لرموز دينية أو ميتالوجيا لأسطورة تعتنقها تلك الشعوب أو هندسة عبقرية لصرح معماري ، أو لوحة جدارية تتخلّلها ألوان وصور لأبطال وملوك مروا عبر التاريخ ، باختصار مجرد وصولها إلينا دليلاً قاطعاً على أهميتها لإطلاق صفة التطور أو الهمجية على شعب ما، كالمغول مثلاً الذين وصموا بالتتر إلا أن الناحية الفنية لسلاطين مغول عاشوا هذه الحقبة تظهر لنا الجانب الحضاري من تاريخهم بتأثرهم بفنون العصر الوسيط ومعاصرته ومحاورته بتطوير إبداعاتهم الفنية لتلامس عبقرية فناني أوروبا في تلك المرحلة!


نلاحظ في كتابك ما يُظهر ويكشف ويدلّ على العلاقة أو التواصل الحضاري بين الشرق والغرب في مراحل زمنية غابرة وعابرة، كيف ترسّخت لديك هذه القناعة، وما هي مصادركِ في الدلالة والمعرفة؟
– التواصل الحضاري بين الشرق والغرب ليس جديداً فقد أخذ الغرب الكثير من علوم الشرق عبر مستكشفيهم ورحالاتهم ومبشريهم ، وكذلك عبر غزوهم لبلاد الشرق واستيلائهم على كنوزها الثقافية والمادية والأثرية ، ومن المعروف أن الهند وبلاد فارس كانت مطمعاً مهما للغرب فهي تحتوي على شتى الكنوز ، إلا ان السلاطين المغول وعلى رأسهم السلطان “جلال الدين أكبر” عنى في تلك الحقبة بالملاحة فانتعشت حركة التجارة بين الشرق والغرب وقصدها الكثير من الرحالة والفنانين والتجار الأوروبيين (هولندا، وفرنسا والبرتغال وبريطانيا) وتميز السلطان أكبر بحكمته السياسية في بلاده فجمع بين الأقاليم الهندية ووحد بين الديانات الثلاث (المسلمة،والهندوسية، والمسيحية) بأن لكل ديانة حريتها في المعتقد بما لا يسيء للآخر في معتقده وكلهم تحت طائلة القانون وذاع صيته حتى وصل للغرب ، فتدخل لإيقاف محكمة التفتيش الاسبانية ضد لمسلمين واليهود، كذلك بوقف المذابح بين المسيحيين أنفسهم في فرنسا وذلك في القرن السادس عشر ، وكل هذا موثق بمصادر ومراجع في الكتاب.
هل استحضاركِ ، في كتابكِ، السّلاطين الذين اهتموا بالفنون إلى جانب اعتناقهم الحروب ومنطقها التدّميري والتخريبي، هو استحضار متعمَّد يهدف إلى ابراز حقائق فنية وثقافية معنة شهدها التاريخ؟
– عندما نقف مشدوهين أمام عبقرية هذه الفنون خاصة المجوهرات المغولية الهندية ، من الطبيعي ان نبحث عن الشعوب التي قدمت لنا هذا الفن، وبالتالي نلقي نظرة موجزة عن تاريخها ونفاجأ بأن هذه الشعوب المغولية التي وصفت بأبشع أنواع الصفات الغير انسانية انها وراء هذه الجماليات الفنية، مما يفعنا للتساؤل كيف جمعت بين الوحشية وحب الفن ، ويحثك على البحث جدياً في تاريخ هؤلاء السلاطين علنا نكتشف ماذا تخفي أعماقها من نواحي جمالية تسعد البشرية وتدفعها نحو التطور والسير في ركاب الحضارات المتقدمة ، علماً بأن المغول وقائدهم جنكيزخان كان وضد دستوراً لبلاده ومجلس شورى، مماثل لأنظمة كثيرة مازالت سائدة حتى اليوم ! وقد ذكرت في كتابي بعضاً من قوانينهم وتاريخهم وكيفية تطورهم بعد اعتناقهم الإسلام ديناً، وتاثرهم بحضارات كثيرة غربية وشرقية إذ كانوا بصطحبون معهم معظم الفنانين والمهندسين من الدول التي يستولون عليها وذلك على ما اعتقد أوصلهم إلى ما هم عليه من رقي بالفن .
– كيف تقرأين اليوم ، ومن منظار تاريخي فاصل بين الماضي والحاضر الحضارة العمرانية التي برزت وتجسّدت بالفنون الهندسية في القصور والجوامع والمعابد والأضرحة التي شيّدها الإنسان القديم ومازالت ماثلة في حاضرنا؟
– لا يسعني أن أقول عن الحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية والفارسية والهندة والصينية بلإنسان القديم إذ لولا حضاراتهم لكنا نحن الانسان القديم، ونحن تعني هنا بشرقنا وغربنا، إذ نهلنا عنهم كل علومهم وطورناها لنصل إلى ما نحن عليه الآن من تطور ! أما من ناحية هندستهم العمرانية وصروحهم فكانت مثالاً وقدوة لفناني العصر الوسيط ، لولا علم النسب الذي وضعه فنانو الإغريق وطوره الرومان ، والرقم الذهبي الذي وضعه فوثوغورس لكنا مازلنا نستخدم وسائل بدائية في العمران، فهناك البارثنون بأعمدته، والكولوسيوم في روما ، والاهرامات التي مازال مهندسو عصرنا لا يستطيعوا أن يفكوا لغز هندستها ، كذلك الفاتيكان هندسه بعبقرية “مايكل اجلو” ، وجامع “آيا صوفيا” والذي حاول مهندسه العثماني “معمار” أن يماثل كنيسة الفاتيكان في هندسته حتى جاء أعجوبة عصره لجمعه في هندسته وزخرفته بين الشرق والغرب وهو الآن متحفاً يزوره الشرقيون والغربيون ، كذلك تاج محل في الهند ، وهناك الكثير من الصروح والقصور التي مازالت شاهدة على عبقرية فنانيها إلى يومنا هذا، ولا يوجد مقارنة بين هندسة اليوم وذلك الزمن لأنه يتوفر لدينا كل وسائل التقنية لاختراع أي شيء وبسرعة متناهية بينما الأقدمون امتلكوا العبقرية بكل شيء ونفذوها بوسائل بدائية وهنا يكمن الإعجاز!
– لو توقّفنا عند “تاج محل” في الهند، الذي تشيرين إليه في كتابك، كيف تفسرين عظمة هذا الصرح؟
– “تاج محل” إنه هندسة معمارية فذة والأهمية تكمن في أحجاره الماربل البيضاء الشفافة التي يخترقها ضوء القمر ليلاً ، وينفذ لداخلها ويوسعها دفئاً اشعة الشمس الذهبية فتظن بأنك تنظر للسماء من محارة لؤلؤية في أعماق البحر، أما العظمة فتكمن بداخله أنه شيد ضريحاً لتخليد ذكرى حب، فهو رمزاً للوفاء والتضحية ، إذ يتخلل الضريح زخرفات ورسومات مرصعة بالأحجار الكريمة ، ويعجز اللسان عن وصف جماليته.
– هل تعتبرين الهند أو التاريخ الفني الهندي هو الأصل الذي يمكن البناء عليه لفهم جمالية وثقافة ذلك الزمن وتالياً، يجب الاستفادة منه في حاضرنا؟
– جاء تطور الفنون في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر كظاهرة لا تتكرر رغم استمراره لقرون وشملت أوروبا وصولاً لبلاد الهند وفارس والسلطنة العثمانية ، حيث أهتم الملوك والسلاطين بشرقهم وغربهم في الفنون بكل أنواعها من الناحية الجمالية الإبداعية الهندسية لتشييد قصورهم ، والرسومات الجدارية والوانها والزخارف الخارجية والداخلية باذلين الغالي والنفيس لتكريس أمجادهم وعظمتهم ، وبالطبع الهند زاخرة بهذه الفنون ولها بصمتها الجمالية الخاصة لتمازج الفنون الهندية والمغولية والارسية بميثالوجيا هندوسية واسلامية وأوروبية مسيحية اعطتها طرزها الخاص المتميز بين الفنون ، ومن الطبيعي أن نستفيد منه في عصرنا الحالي بإحياء هذا التراث والنهل منه وتطبيعه بما يتوافق مع الذوق الفني العام ، ليشكل حواراً ثقافياً بين الحضارات بعيدا عن السياسة التي قتلت كل ما هو جميل!
– تطور المعادن وصناعتها والتعريف عنها في كتابك، إلى م يهدف هذا التعريف، خصوصاً التعريف بتلك الأحجار الكريمة والمجوهرات وسواها…؟
– كثير من النساء يشترين الذهب والمجوهرات عامة معرفة بمكوناتها أو هل هي حقيقية أو مزيفة ومصنة لأنه يوجد في الهند مصانع تصنع هذه الأحجار ولا يستطيع حتى الخبراء المختصين اكتشافها إلا عبر الآت خاصة ، وأشرح في كتابي طرق كشف المزيف أو المصنع، وهل تناسبنا هذه الأححجار الكريمة أم لا ، وخاصة الألماس الذي يأخذ معقولهن، وأعتقد أن الشرح واف ومبسط عن كل الأحجار الكريمة وطبيعتها وكيف تتاكد المرأة قبل الشراء من معرفة حقيقتها.
– جواهر الملوك والأمراء المغول في ثلاثة قرون عبرت حاضرة في كتابك : ما هي مصادرك في تجميع وتفسير وتأكيد هذه الحقبة التاريخية ، وما الهدف من التعمّق في قراءة هذه الجواهر؟
– الهدف من دراسة هذه الحقبة أولاً اظهار حقيقة تايخية تسقط صفة الوحشبة عن كافة السلاطين، وكيفية تطورهم ورقيهم بسبب تأثرهم بالحضارات وبالطبع كل ذلك موثق بمصدر ومراجع موثوق بها ، وكذلك ميدانياً بزيارتي للهند ودراسة المجوهرات في متحفها الوطني ومقارنة بلآثار لهذه الحقبة لتأكيد توثيق دراستي ، كما تعرف هذه الدراسة هي رسالتي للدراسات العليا الماجستير في الفنون والآثار وقد نلت عليها درجة الإمتياز لأنها أظن الأولى في الشرق الأوسط التي تجمع بين الناحية التاريخية والفنية والعلمية بأسلوب أدبي وباستنتاج فلسفي وعلمي ، هذا يشهادة أكبر الأساتذة والذين لهم فضل الإشراف عليها وحثي على الإستمرار لاستكمال دراستي في الدكتوراه بما يختص باستنتاجاتي المعمقة في قراءة الرموز التي على هذه المجوهرات .
– تقنيات الأحجار الكريمة والمعادن في عصور خلت ، هل تعتبرين هذه التقنيات هي فعل ثقافي حضاري انتجته شعوب تلك المراحل العابرة ، وهل لها تاثير في واقعنا اليوم؟
– لولا الماضي لما كان الحاضر ولما كنا نبني للمستقبل، فكل ما نصنعه واخترعه اجدادنا أخذناه وطورناه بما استطعنا ، فصنع الذهب بدأ منذ الآف السنين وآثاره من حلي ومجوهرات وأواني موجود في كل متاحف العالم ، أما من حيث التقنية فهذا ما يدهشك تلك الأنامل المبدعة التي صاغت تلك المعادن الصلبة لتقدمها لنا تحفة خارقة وبوسائل جد بدائية ، وبالنسبة لمجوهرات المغولية- الهندية هناك تقنية أصلية هندية كتقنية كندن وهي فريدة من نوعها بحيثلها ميزتها بأن الحجر الماسي مثلاً لا يسقط منها منذ أكثر من 400 سنة وذلك مشروح في كتابي ، وهناك تقنيات كثيرة أخذها المغول عن الفنانين الذين كانوا يصطحبونهم معهم من الأراضي التي غزوها كالموصل ودمشق، تقنية الميناء والرابوسية وكل هذا أضأت عليه بالتفصيل في الكتاب مع صور وهو شيق جداً. ونحن اليوم نأخذ الكثير من التقنيات عن الغرب ولا نهتم بالتقنيات الشرقية التي أخذها الغرب عنا وطورها ثم صدّرها إلينا بقالب آخر ونحن نجري وراء الماركات العالمية فيما معظم ابتكاراتها نابع عن مصوغات الشرق .أتمنى أن نجدد هذا التراث الفني، فالفن هو حوار بين الحضارات بشموليته.
تقولين “كنوز الشرق حلم الغرب”، هل تعتبرين كتابكِ هذا هو بمثابة إعلان منك يقول ان الشرق وفنونه وثقافته هو الأصل؟
– بالطبع كنوز الشرق هي حلم الغرب، عندما تصل إلى متاحف أوروبا ، تندهش بأنه يزخر بتحف الشرق أكثر مما يملك من آثار بلاده، في متحف اللوفر هناك طابقان للتحف الفرعونية بكل فنونها ومجوهراتها ، وكذلك طابق مخصص لبعض المجوهرات الأوروبية للملوك الأوروبيين والباقي لوحات وفنون أوروبية ممتدة من ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وكل عباقرة الفن ، ليس كل فنون الشرق هي الأصل بل بعضها هو المنشأ وكما شرحت سابقاً الفن هو حوار ثقافي بين الحضارات لتأثره وتمازجه فالفن وحدة كلية لا تتجزأ.
– أي وصل كتابك من حيث الاهتمام والانتشار في الدول العربية؟
– أتمنى أن يعتمد كتابي هذا للتدريس في الجامعات المختصة بالجيولوجي والتاريخ والفنون والآثار، لتبسيط دراسة التقنيات للمعادن والأحجار الكريمة في كتابي خاصة أنه باللغة العربية ومعظم الكتب هي باللغة الأنكليزية أو الفرنسية أو الهندية، كذلك أتمنى على المتاحف العربية وخاصة الكويت ،شراؤه لأنه غني بالمعلومات الفنية والتاريخية والعلمية ويضيء على أهمية جامعي هذا التراث من قبل عائلة ” آل صباح” الكريمة، كما أتمنى على وزارة الثقافة اللبنانية أولاً و العربية ثانياً الإهتمام بشرائه وتوزيعه على مكتباتها لأهمية دراسته وليس أن يقتصر شراء الكتب التي تعنى بأثار كل بلد فقط، وهذا ما تتمتع به المكتبات والمتاحف الثقافية الأوروبية والعالمية ولا نظل وقفلين على أنفسنا .
– إلى اين تريدين الوصول من خلال هذا الكتاب: إلى معرفة أوسع، إلى بحث مستمر ، إلى دلالات تستحضر الماضي وتثبته في واقعنا…؟
– خلال أبحاثي الدراسية والميدانية لإعداد هذا الكتاب ،إكتشفت معارف كثيرة وغنية ويتوجب علينا جميعاً دراستها وأضاءت لي على علوم نادرة لم نكن نهتم بها مثلا علاقة الكواكب بالأحجار الكريمة ، مما دفعني للذهاب إلى الصين ودراستها عن كثب، وأصدرت كتاباً بهذا الشأن بعنوان “اسرار العلاج بالأحجار الكريمة وعجائبها في الأبراج” . لقد زرت معظم متاحف العالم ( اليونان، مصر، البحرين ، الكويت ، ايطاليا (روما، نابولي، فنيس) ، فرنسا، الصين (وأربع من أقاليمها لمتابعة سلالة مينغ)، ومازال عندي الحضارة الإسلامية وهي من أصعب شيء علي، لأن الابواب لم تفتح لي في المتاحف العربية للأسف !
ماذا تخبرينا عن الجهد والمعرفة والنشاط والحركة التي سلكت طريقها لبلوغ وانجاز هذا الكتاب الهام؟
– لقد أخذ جهداً كبيراً أكثر من المعتاد وذلك لأنه يعتمد على الأبحاث الميدانية وليس فقط المراجع والتي كانت بدورها بالإنكليزية والفرنسية وتحتاج إلى الترجمة ومن ثم توثيقها، أما الشأن الميداني أي دراستة المجوهرات في المتاحف بعد أن تعذر دراستها في الكويت حيث مجموعة آل صباح ، سافرت إلى الهند بعد أخذ إذن من السفارة الهندية ووزارة الثقافة الهندية، وتمت دراستها في متحف نيودلهيالوطني ومن ثم السفر إلى اقليم هؤلاء السلاطين حيث قصورهم ومعابدهم وقلاعهم لتوثيق مصادر المجوهرات ورموزها بأثارها، كذلك زيارة مصانع الأحجار الكريمة ومختلف المراكز الدينية ، وثم السفر إلى حيدر اباد لزيارة متحف سالار جنغ لدراسة مجوهراته. كلفني الكتاب الكثير من الوقت والمال والجهد قبل أن يبصر النور ، أتمنى أن يلقى الاهتمام المناسب.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات