بوصفي حلواني بورسعيدي قديم أبا عن جد أقول لمن لايعرف من الأجيال الجديدة .. “السمنية” : عجينة مطبوخة في “أزان” – قدر نحاسي ضخم – قوامها من الدقيق والسمن والسكر .. يضعها الحلواني على نار شديدة مدة طويلة ويظل يقلبها حتى يغلظ قوامها ثم يصبها في “صيجان ” – جمع صاج -بحذر حتى لاتلمس جلده فهي لزجة وساخنة جدا وتأثيرها على الجلد حروقا تشيه حروق النابالم – ياما لسعتني وأنا صغير – .. دائما كنت أتعرض لطرطشة السمنية وهي تغلي

– والسيبيا أثناء قليها “وهذه طبخة أخرى ” -بعد ذلك توضع الصيجان في الفرن حتى تنضج ويحمر وجهها وبعد أن تبرد يقطعها البائع مكعبات صغيرة ويسخنها على صينية نحاسية كبيرة فوق لإطار من الصاج به فتحة يوضع من خلالها موقد مناسب يجعل الصينية دائما ساخنة ..

هذا الإطار الضخم يسمى ” التنور ” .. بعد أن يسخن الباتع مكعبات السمنية فوق التنور في قليل من السمن البلدي يضعها في قرطاس من الورق ويسلمها للزبون ومعها بعض مكعبات من حلوى مصنوعة من اللبن والسكر والمكرونة .. لم أجد السمنية في أي بلد زرتها .. هذه الحلوى مخصوصة ببورسعيد .. وكذلك “التمرية” .

التمرية

التمرية : عجينة مخصوصة يقطعها الحلواني على هيئة مكعبات مستطيلة ويغلفها بنوح من الجلاش البلدي الرقيق ” النشابة ” ثم يسقطها في الزيت المغلي حتى تنضج ويصبح لونها ورديا ثم يضعها أيضا في قرطاس ورقي بعد أن يرش عليها السكر المطحون ” السكر البودرة ” .
إيه كانت أيام .

Tweet