إلى الرئيس عدلي منصور: إنكم تذبحون ثورة 30 يونيو

07:44 مساءً الأربعاء 9 أبريل 2014
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

عدلي منصور

لا يوجد لدي أدنى شك في أن الرئيس ” عدلي منصور ” رجل محترم و قاض جليل يتمتع بأخلاق عالية و يد نظيفة و هذه الصفات كلها تحسب له لا عليه و تدحض أراء تحاول أن تدعي غير ذلك فضلا عن أكاذيب الأعداء و سباب العملاء الذين يرددون ما يملى عليهم من أجهزة المخابرات الذين يعملون لحسابها .. ؛ لكن هذا لا يمنع أيضا من أن أرى أن الرئيس ” منصور ” رجل شديد البطء في إتخاذ القرار و ربما زاهدا في السلطة بشكل مبالغ فيه إلى حد الإضرار بأمن مصر و مصالحها .. فضلا عن أن مسألة تفويض جزء كبير من صلاحيات الرئيس التي إنتقصت أصلا في الدستور الجديد 2014 هي أمر فيه قولان ؛ و قد عانينا ما عانينا في ظل حكومة فاشلة و متواطئة إلى حد أنها كانت أقرب للطابور الخامس في حقبة حكومة ” الببلاوي ” ؛ ثم أتت حكومة ” محلب ” القادم من وزارة ” الببلاوي ” اللعينة و التي كانت من وجهة نظري أسوأ أختيار حيث أنني أميل كل الميل لوجهة النظر التي تقول أن ” إبراهيم محلب ” إخوانجي بدل جلده مع العصور لكنه ظل إخوانيا في جوهره ؛ و لكن أمام التحديات التي تواجهها مصر قلنا لنصبر و نرى .. فإذا بحكومة بالغة الرخاوة تسعى بالدولة بسرعة فائقة لتحولها من حالة السيولة إلى حالة الفشل الكامل و كانت أعظم التجليات في وزارة التعليم التي وقعت في حجر ” وائل الدجوي ” صاحب الصلات الإجتماعية القوية “بمحلب ” و التي أظن أنها كانت مؤهله الوحيد لتولي الوزارة لنجد أنفسنا من جديد في مواجهة شعار أهل الثقة المقيت و على أية حال كان كل ما فعلته تلك الحكومة الرخوة القافزة بكل إصرار في هاوية الفشل يصب في صالح “جماعة الإخوان الإرهابية ” و هو ما يدعم إعتقادي بأن المهندس ” إبراهيم محلب ” القادم أصلا من أحدى أكبر معاقل ” الإخوان ” ” شركة المقاولون العرب ” إخوانيا.
و كما إستمرت أحوال مصر في الداخل في التدهور الذي بلغ ذروته مع أحداث أسوان التي توجها الجهل الإعلامي المذهل بإصراره على إستخدام كلمة ” هدنة ” بين أبناء حي واحد و كأننا نتحدث عن الحلفاء و المحور ؛ إستمر أيضا التدهور في الخارج بوتيرة أسرع يكرس لفكرة مظلومية الجماعة الإرهابية و أنصارها بفضل التحرك ” السلحفائي ” على مستوى وزارة الخارجية و الفشل المريع و إهدار المال العام في ” هيئة الإستعلامات ” التي ينبغي مسائلة مسئوليها بعد إغلاقها و إغلاق مكاتبها في الخارج توفيرا للعملة الصعبة التي لو وظفت لدى شركات محترفة لكان أفضل ألف مرة من أجل إظهار حقيقة الأوضاع في مصر التي تتعامل مع قضية تهدد الأمن القومي المصري على طريقة مجلات الحائط و بيانات الإحتفال بعيد الفلاح ؛ و على سبيل المثال لا الحصر هل لدى السيد الرئيس و الجهات المعنية في الدولة فكرة عن عدد القنوات التي تحذو حذو الجزيرة ؟ .. قد يحدثك أحدهم على قنوات تبث من لندن و تركيا و ربما الموالية ” لحماس ” .. لكنني أتحدى هيئة الإستعلامات أن تمد السيد الرئيس بعدد القنوات المماثلة في ” تونس ” على سبيل المثال و هم كثر بالمناسبة و لهم تردد على ” النايل سات ” ؛ و بدلا من أن تستأسد الوزيرة ” درية شرف الدين ” على هذا أو ذاك في القنوات المصرية الخاصة كان أولى بها أن تتحرك لإغلاق ” قناة الجزيرة ” نهائيا و طردها من مصر و إتخاذ إجراء رادع مع تلك القنوات التي تتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي المصري .. و لست أقترح بدعة فقد فعلت دول كثر ذلك و كان لها وقفة مع من يمس شئونها الداخلية و منها ” الجزائر ” على سبيل المثال و طردها لقناة ” الجزيرة ” .. أما أن تصبح ” مصر ” ” ملطشة ” لأن لدينا وزيرة إعلام لا تدري و هيئة إستعلامات نائمة و الإثنان يتباريان في الفشل ؛ و أظن الرئيس ” عدلي منصور ” يعرف جيدا مأخذ الرأي العام على ” أحمد المسلماني ” و ” مصطفى حجازي ” و لم يكلف خاطره بالتوضيح للرأي العام الذي أصبح محبطا إلى أبعد الحدود إذ أنه لم يكن بإمكانه إستيعاب الهدوء االمبالغ فيه للسيد الرئيس ..
– إن حاكم دويلة ” قطر ” المعادية لمصر .. نعم ” المعادية ” لمصر يا سيادة الرئيس قامت برمي القفاز في وجه ” مصر ” و وجهك لأنك رئيسها ومن يمثلها و ذهب في جولة للتآمر عليها و تطويقها إفريقيا .. بحث عن ملاذ آمن لقيادات المنظمة الإرهابية و الحصول على دعم سياسي لها ؛ زار ” تونس ” و ” الجزائر ” و أنت أدرى بما دار .. ثم عرج على ” السودان ” تاركا ورائه مليار دولار إندلعت بعدها أحداث ” أسوان ” ؛ و ها هو الفاشي العثماني في تركيا يهدد و يلوح في وجه ” مصر ” بعلامة ” رابعة الإرهابية ” ربما أنساه مشهد ” مصر الجريحة ” هزيمة ” الخلافة العثمانية ” التي يريد أحيائها علي يد الجيش المصري العظيم الذي قاده ” إبراهيم باشا ” ليمرغ أنف أجداد ” إردوغان ” في الوحل .. و إن كان قد نسي ما حدث منذ أمد بعيد فلعله يتذكر نزول الجيش المصري العظيم في اللاذقية في نهاية الخمسينيات مما جعل جيش بلاده الذي تجرأ على الحشد على الحدود السورية يرتعد فرقا و ينسحب هو و من لف لفه من جيوش دول ” حلف بغداد ” العميل و هم يبولون في سراويلهم ؛ يا رجل العدالة يا سيادة المستشار الجليل أين وزارة إعلامك و هيئة إستعلاماتك من ذلك و من فضح مذابح ” الخلافة العثمانية ” في ” أرمينيا ” و ” اليونان ” و ” وسط أوروبا ” و ” البلدان العربية ” .. إن كانت ” وزارة إعلامكم ” التي أرفض أن تمثلني كمصري هي و “هيئة إستعلاماتكم ” لم يقرؤوا التاريخ و لا دراية لهم به أفلا يعلمون أن التبادل التجاري بين ” تركيا ” و ” الكيان الصهيوني ” “10 مليار دولار ” ؟! ألا يعلمون أن أكبر تعاون عسكري في الشرق الأوسط بين ” تركيا ” و “الكيان الصهيوني ” ؟! ؛ ألا يعرفون أن الدعي ” التركي ” قبل دية ” ضحاياه في السفينة مرمرة ” دون إعتذار من “الكيان الصهيوني “؟! ؛ ألم يصل إلى مسامعهم أن الوغد التركي هو الذي دمر” سورية ” ويرعى الجماعات الإرهابية فيها ؟! .. ألم يبلغ أحدا ” درية شرف الدين ” و “رئيس هيئة الإستعلامات” أن الفاشي ” التركي ” يريد تكرار السيناريو السوري في ” مصر ” و أنه يصدر إليها الإرهاب و الإرهابيين ويرعاهم ؟! ثم يدعي بعد ذلك أنه يريد تحرير القدس مدلسا على البسطاء و المأفونين .. لماذا لم يفضحوه و يشنوا أكبر حملة دعائية ضده ؟!
و في الختام دعني أسألك و أستنير برأيك يا فخامة الرئيس .. إن ما تفعله ” تركيا ” المعادية لمصر هو نفس ما تفعله دويلة ” قطر ” العدوة .. نعم العدوة و لاشئ غير ذلك و دعنا من حديث العواطف ؛ و بالمناسبة هذا ما تفكر فيه جنوب إفريقيا التي إنتقلت إليها إستثمارات الجماعة الإرهابية و إمبراطوريتها المالية فضلا عن بلدان إفريقية أخرى تسعى الجماعة الإرهابية لتطويقنا ” مائيا و قاريا” من خلالها ؛ .. هذه الكيانات و من لف لفهم كيانات معادية لمصر و القانون الدولي و العدالة تمنحنا الحق في غلق ” قناة السويس ” في وجوههم و وجه تجارتهم فلتفعلها حتى يرتدع الجميع و لو خضنا من أجل ذلك حربا بعد حرب .. تحرك يا فخامة الرئيس فقد سئمنا صمتك و التحريض ضد دول معادية مثل ” تركيا ” و ” قطر ” ليست من نواقض الوضوء و لا مبطلات الصيام .. أولئك الذين لم يرعوا فينا حرمة الدم أو الدين لابد من أن يكونوا عبرة لغيرهم وإلا فستأكلنا الذئاب و ” من هان على نفسه كان على الناس أهون ” و نحن لسنا كذلك ..
ملحوظة : أرجو أن لايتنطع أحدهم و يحدثني عن الممر المائي الدولي و حرية الملاحة فيه و إتفاقية القسطنطينية لأن نفس الإتفاقية تمنحنا الحق في إغلاق القناة في وجه أية دولة معادية لمصر.. وقد فعلناها من قبل مع قوى عظمى لا مع الأقزام و لسنا في حاجة لأن يمنحنا أحد الإذن و إرادة شعبنا فوق الجميع و من لا يحترم إرادة شعب مصر في ثورة 30 يونيو فليواجهه إن إستطاع.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات