هل تفوز البرازيل بكأس العالم هذه المرة على أرضها؟

منتخب البرازيل

العالم كله على موعد مع مباريات كأس العالم لكرة القدم التي ستبدأ في 12 يونيو/ حزيران المُقبل بمدينة ” سانت باولو ” بالبرازيل وستكون المباراة الإفتتاحية بين منتخبي البرازيل وكرواتيا ، وهذه هي المرة الثانية التي تُقام فيها البطولة بالبرازيل بعد كأس العالم 1950 وبذلك تُصبح البرازيل خامس دولة تستضيف البطولة مرتين على أراضيها بعد المكسيك وفرنسا وايطاليا والمانيا .

والبرازيل هي أكثر المنتخبات فوزاً بكأس العالم لكرة القدم ( خمس مرات ) ، والبرازيل وأسبانيا هي المنتخبات الوحيدة التي فازت بكأس العالم خارج أراضيها ، والبرازيل هو المنتخب الوحيد الذي فاز بكأس العالم في أربع قارات مختلفة مرة في أوربا (السويد 1958) ومرة في أمريكا الجنوبية (تشيلي 1962) ومرتين في أمريكا الشمالية (المكسيك 1970 و الولايات المتحدة الأمريكية 1994) ومرة في آسيا (كوريا واليابان 2002) .

وهناك مزحة شائعة حول كرة القدم تقول : ” الإنجليز اخترعوها ، والبرازيليون اتقنوها ” .

بيليه في زيارة إلى القاهرة (من أرشيف الكاتب الخاص)

ويُعد الأسطورة ” بيليه ” هداف المنتخب البرازيلي على مر التاريخ برصيد 77 هدفاً .

والمنتخب البرازيلي هو المنتخب الوحيد الذي نجح في التأهل لجميع نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ بدايتها عام 1930 ورغم فوز البرازيل بكأس العالم خمس مرات وهو رقم قياسي إلا أن المنتخب البرازيلي يُعد المنتخب الوحيد بين المنتخبات الفائزة بكأس العالم الذي لم يفز على أرضه قبل أن ينضم إليه المنتخب الأسباني والذي فاز بالكأس العالمية خارج أرضه في جنوب أفريقيا عام 2010

وقد سادت في البرازيل مع التحضير لمباريات كأس العالم مظاهرات شعبية احتجاجية لم تقتصر على العاصمة ريو دي جانيرو فحسب بل امتدت إلى المدن البرازيلية الأخرى وشملت أوساطاً شعبية واسعة .

والسؤال هو : لم هذه المظاهرات في وقت يعرف فيه الجميع عن الشعب البرازيلي كونه من عشاق كرة القدم ومنتجي أبطالها إضافة إلى حبه العارم للرقص ، وخاصة السامبا ، وإقامة الكرنفالات الأكثر شعبية والأوسع شهرة بالعالم ؟

والإجابة عن السؤال هو أن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية البائسة التي تعاني منها الفئات الكادحة في البرازيل وارتفاع نسبة البطالة خصوصاً مع الجزء الأسود من الشعب البرازيلي مع المديونية الخارجية العالمية التي يعاني منها الإقتصاد البرازيلي مع نقص الإستثمارات للبنية التحتية التي بدورها لا تساهم في تقليص البطالة والفقر القائم ، وسط كل هذه الظروف تأخذ الحكومة البرازيلية على عاتقها إقامة المونديال في بلدها إذ أن قرار إقامة المونديال بالبرازيل تطلب إقامة 12 ملعباً دولياً كبيراً لكرة القدم في إثنى عشر مدينة برازيلية كلّف خزينة الدولة مبالغ طائلة جداً مع العلم بأنها سوف لن يُستخدم أغلبها بعد الإنتهاء من المونديال وستتحول إلى عبء ثقيل على الميزانية العامة للدولة سواء من حيث الإدامة والصيانة أو إذا ما تركت دون استخدام فستنهار وستكون خسارة كبيرة.. من هنا ينشأ هذا التذمر لدى الأوساط الشعبية وخاصة الكادحة منها لأن المبالغ التي تصرف على المونديال لا تجلب ربحاً مماثلاً للخسارة التي يتحملها الإقتصاد الوطني من جراء الصرف الكبير والباذخ على إقامة الملاعب وغيرها لسكان البرازيل في وقت كان من الضروري توجيهها لتحسين وتطوير البنية التحتية وايجاد فرص عمل ثابتة للعاطلين عن العمل .

ولمنع كافة أشكال الجريمة خلال كأس العالم بدأت البرازيل في نشر قواتها على الحدود المتاخمة ل 10 دول في قارة أمريكا الجنوبية لتعزيز الأمن قبل بداية منافسات كأس العالم لكرة القدم المقررة في يونيو المقبل .

وقالت وزارة الدفاع البرازييلية أنها بدأت في نشر 30 ألف من قوات الجيش والبحرية والقوات الجوية على طول حدودها مع جيرانها والممتدة لمسافة 17 ألف كيلومتر .

وستعمل الطائرات والمروحيات ودوريات الزوارق البحرية على إيقاف تهريب المخدرات وتجارة السلاح وكافة أشكال الجريمة بالإضافة إلى الهجرة غير الشرعية خلال البطولة العالمية التي تقام في الفترة من 12 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز .

وبكل ما يحدث في داخل البرازيل من مظاهرات شعبية واحتجاجات ومع نشر القوات على الحدود لمنع كافة أشكال الجريمة خلال البطولة… هل ستفوز البرازيل بكأس العالم على أرضها هذه المرة ؟