تعيش مصر لحظات تاريخية حاسمة مع انطلاق الانتخابات الرئاسية أمس(الاثنين) والتي يتنافس فيها وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي وزعيم التيار الشعبي حمدين صباحي وتعد الاستحقاق الثاني والأبرز من خارطة طريق المستقبل.
وليس هناك شك في أن الأوضاع التي عاشتها مصر في الآونة الأخيرة تعزز الرغبة لدى الجماهير المصرية في الإقبال على الإدلاء بأصواتهم من أجل استعادة الأمن والآمان وتهيئة الأجواء لتضافر جهود الحكومة ومؤسسات الدولة للعمل على التخفيف من حدة الفقر والقضاء على البطالة وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنشيط قطاع السياحة.
وفي ظل وجود إرادة قوية لدى الشعب المصري في أن ينعم بالاستقرار الاجتماعي وكذا استطاعة السلطات المصرية الحالية التصدى لأعمال العنف الصادرة عن جماعة الإخوان المسلمين، تنتظر مصر زعيما يقود دفة البلاد نحو الاستقرار ويعبر بها هذه المرحلة الدقيقة إلى مستقبل ينعم فيه الجميع بالأمن والخير والازدهار.
ويرى خبراء صينيون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أن الدعم الساحق الذي يحظى به السيسي وانعكس من خلال حصده لـ94.5 في المائة من أصوات المقترعين المصريين بالخارج، أمر جيد حقا في ضوء مدى الحاجة الملحة إلى تحسين الوضع والوفاء بالمطالب التي خرج الشعب المصري من أجلها عدة مرات. فقد باتت مصر الآن في حاجة ماسة إلى “زعيم روحي” يتمتع بالقوة والشعبية. وإذا تمكن السيسي من استثمار هذا التفوق استثمارا جيدا وعمل على توحيد صفوف الشعب والارتقاء بمستوى معيشته ودفع عجلة الاقتصاد، فمن المؤكد أن مصر ستتخطى المرحلة الراهنة وتعود إلى طريق الاستقرار والتطور.
وعلى الجانب الآخر، فإنه مهما كان الفائز بالانتخابات، فإن عليه التغلب على صعوبات جمة وتحديات عدة. إذ أن كيفية إدارة الدولة ومعالجة مشكلاتها المتراكمة واستعادة نظامها الاجتماعي ودفع تنميتها الاقتصادية الشاملة قدما وجسر الخلافات بين الأطراف وتحقيق علاقات دبلوماسية متوازنة ستشكل معا اختبار لمدى حنكة وحكمة الرئيس الجديد المنتخب.
علاوة على ذلك، فأن خروج الشعب المصري في 25 يناير و30 يونيو للمطالبة بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية تبرز جليا ضرورة أن يعكف الرئيس الجديد للبلاد على النهوض بالاقتصاد الذي يقوم في الأساس على دعائم صلبة وتحسين الأوضاع المعيشية من خلال توفير فرص العمل ومحاربة الغلاء .كما أن العمل باتجاه تحقيق عملية مصالحة سياسية ترتكز على الحوار بين مختلف الأطراف مسألة ذات أهمية حيوية لكى تخرج مصر من أزماتها.
وبالتأكيد فإن الانتخابات الرئاسية التي انطلقت حاليا هي بداية جديدة للانتقال السياسي في مصر وتمثل أيضا خطوة مهمة سترسم ملامح المستقبل الذي يتطلع إليه المصريون. وفي ظل الوضع الحالي، فإن إتمام هذه الخطوة بنجاح لا يتطلب ذكاء المرشحين الرئاسيين وشجاعتهما فحسب، وإنما يتطلب أيضا ثقة وصبر جميع أطياف الشعب المصري.
وكانت قد أغلقت صناديق الاقتراع فى اليوم الأول لانتخابات الرئاسة المصرية فى الساعة التاسعة مساء (الاثنين) بالتوقيت المحلى وذكرت وكالة أنباء (الشرق الأوسط) أنه تم غلق صناديق الاقتراع في عدد كبير من مقار اللجان الانتخابية على مستوى الجمهورية، البالغ عددها 13 ألفا و899 لجنة.
وأشارت إلى أن رؤساء اللجان التي تم إغلاقها قاموا بتحرير محاضر، أثبتوا فيها أعداد الذين أدلوا بأصواتهم في اليوم الأول للانتخابات، وأعداد بطاقات التصويت التي لم تستخدم. وأوضحت أن القضاة رؤساء اللجان الانتخابية أشرفوا على عملية إغلاق الصناديق بالأقفال الكودية، وإغلاق كافة الأبواب والنوافذ المحيطة بمقار تلك اللجان، ووضع الأختام المعدة لذلك أعلاها، وتركها في حراسة أمنية مشددة من رجال الجيش والشرطة.
ومن المقرر أن تستأنف عمليات التصويت اعتبارا من التاسعة من صباح اليوم وحتى التاسعة مساء. وقد منح اليوم عطلة رسمية لكي يتمكن أكبر عدد ممكن من المشاركة في التصويت، بعد أن شهد اليوم إقبالا كثيفا من قبل الناخبين على التصويت في الانتخابات، التي يتنافس فيها المرشحان المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق، وحمدين صباحي زعيم التيار الشعبي.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.