بيروت : خالد نصار فنان تشكيلي موهوب، استطاع بفترة قصيرة نسبيًا ترك بصمة مميزة في عالم الفن التشكيلي، إذ تتميز لوحاته بشفافية عالية وألوان متأرجحه ما بين الثورات الخارجية التي تعم الدول العربية والسلام الداخلي الذي ينشده لبلده وللعالم أجمع. فاجأ الناس بموهبته في الرسم التي ظهرت متأخرة ، وهو المعروف كلاعب كرة قدم ، وأثار دهشة واستغراب من يعرفة بأسلوبه وتقنياته وتمكّنه من هذه الموهبة التي عمل عليها فيما بعد كباحث ومجرب إلى أن وصل إلى مرحلة الخصوصية والتفرد. اللون الأزرق لونه المفضل الذي يحضر بقوة في أغلب لوحاته، والهم الانساني هاجسه الدائم الذي رافقة منذ طفولته، وهو اللآجئ الفلسطني الذي ورث الاضطهاد والتهجير أباً عن جد.
يسكن نصار حالياً في مدينة غزة الصامدة، ويحاول بفنه مقاومة كل أشكال العنف والاضطهاد في العالم ابتداءاً من مدينته وصولاً إلى كل الدول العربية التي تشهد ثورات وتخلف ورائها الكثير من الظلم والفقر والتشرد. وهو كمبادرة منه طرح كل اعماله للبيع وخصص جزءًا من ثمنها لفقراء ومرضى مخيم اليرموك. على هامش هذه المبادرة تواصلنا مع نصار وكان هذا الحوار:
الفنان خالد نصار لاجئ فلسطينى تهجر ابائه واجداده من قريتهم بربرة القريبه من قطاع غزة كما باقى المهجرين قصرا من باقى القرى والمدن الفلسطينية عام 1948 ..عاش طفولته بين شوارع وأزقة مخيم النصيرات يرسم باحلامه صور تلك القرية حتى زارها في بدايه السبعينات ، وما زالت مشاهدها تداعب خياله وتفرض نفسها أحيانا على أعماله وتتسيد المشهد في كثير من اللوحات ..
رغم وجود الموهبة منذالطفولة إلا انها ظهرت عندي في وقت متأخر نوعًا ما، كنت في العقد الرابع من العمر عندما بدات مشواري مع الفن التشكيلي. البداية كانت مفاجأة لكل من عرفنىمن أقرانى، إذ كنت مشهورًا بينهم كلاعب كرة قدم مميز وليس كفنان تشكيلي .
أول لوحة رسمتها كانت في عام 1998 . بعد هذه الانطلاقة بشهرين شاركت في أول معرض جماعى بمناسبة مرور 50 عامًا على النكبة مع نخبة من عمالقة الفن التشكيلى في فلسطين …واستمريت بالرسم وبنقل الواقع واحداث الانتفاضة حتى عام 2004 ، إذ في هذه السنة قررت التوقف عن العمل والعرض بهدف إعادة لملمة أوراقى والبحث عن اسلوب خاص يميزني عن الآخرين ويترك بصمة في المجتمع.وبالفعل غبت عن الساحة الفنية حتى أواخر العام 2011 حيث كانت الثورات العربية في أوجها …وظهرت بعدها باسلوب جديد يشبهني …
خلق الله الانسان لاعمار هذا الكون، والانسان أصل هذا الكون وليس غريبًا أن يكون هو العنصر الاساسىي في كل شيء، وحركته وطموحه ولّدت الاحداث وشكلت مشاهد التاريخ التى بنت وعمّرت، كما هدّمت ودمّرت وأفرزت صراعات وظلم وعبودية ..وكونى فلسطينى يبحث عن وطنه المغتصب كانت لوحاتى ترسم نفسها لتعبّر عن حالتي الانسانية .
الثورات العربية إستفزت ألوانى واعادتنى للمشهد التشكيلى بعد توقف سنوات .حركة الشارع العربى كانت واضحة وجلية وصرخة ألوانى مع صرختها وبدت تزهو لتعبر عن طموح وآمال تلك الاصوات المندده بالظلم والقهر ..فألوانى إندمجت وتلونت بألوان الثائرين …
اللون الأزرق لون الهدوء يأخذنا معه في فضاء فسيح بلا حدود ..الله سبحانه وتعالى لوّن السماوات باللّون الأزرق وانعكست على الارض فلوّنت البحار والمحيطات وغطت أكبر مساحة على سطح الارض .علاقتى باللّون الأزرق علاقة أبدية تفتح أمامى الأُفق والانطلاق، اعتبره لون البسطاء المسالمين الحالمين لذا لا يفارقنى ويطفو على السطح دائمًا ويلوّن معظم مساحاتى …..
البساطة في كل شيئ بداية من المسطح الذى يحتضن الوانى نهاية بالأدوات المتاحة واستخدام يدى واصابعى في التلوين ..
في المرحلة الأولى كانت تجاربى محدودة . أما في المرحلة الثانية إنطلقت باحثا ومجربا في كل شيئ يوصلنى إلى هدفى حتى توصلت قبل عام لصناعة الوانى لتكون أعمالى تسير في ذات الاتجاه نحو الخصوصية والتميز .
موروثنا من التراث زاخر وتاريخنا مليء بالاحداث وواقعنا كل يوم يتجدد بالمشاهد واللوحات التى ترسم نفسها وتبحث عمّن يشكلها .. وأنا تقمصت دور الفراشة الباحثه عن الرحيق ، وطفت أشكل وألون هذا الواقع وأربطه بالأحداث والأحلام ..مشرعًا كل الأبواب الموصلة لذاك الامل المنشود..
الفنان عنصر فاعل ومحرك أساسى في التفاعل مع كل المستجدات المفرح منها والمؤلم ..ولأني من تلك الطبقة الفقيرة أردت أن أحقق تلك المقولة وأجسدها واقعًا ملموسًا، وبما أننى لا أملك المال طرحت لوحاتي للبيع وخصصت جزءًامن ثمنها للفقراء والمرضى في مخيم اليرموك عسى ولعل أجد من يستجيب لدعوتى . هذه المبادرة قمت بها في شهر رمضان الماضى، ولم اجد من يستجيب لها ، وفي هذه السنة اعيد طرحها من جديد سيما ونحن على ابواب شهر رمضان المبارك، وما يعانى منه اهلنا في مخيم اليرموك مؤلم وموجع ….الحمد الله هذه الدعوة لقيت تجاوباً هذه السنة وهناك من يتصل ويسأل عن آلية شراء اللوحات وكيفية إرسالها ..وسوف أعلن ذلك بشكل رسمى وعبر وسائل الاعلام فور انتهاء عملية البيع ..
كما ذكرت آنفًا الفن رسالة انسانية سواء كان تشكيليًا أو مسرحيًا أو غنائيًا أو تمثيليًا ..ويصب في خدمة المجتمع وتثقيفه وتوجيهه الوجة السليمة شرط ان يكون هناك صدق وإخلاص وتضحية وعطاء من الفنان ..وكما يقال دائما ما يخرج من القلب حتمًا يصل الى كل القلوب …
منذ عودتى الأخيرة إلى الساحة الفنية شاركت في العديد من المعارض الجماعية الدولية والمحلية ، وكنت عنصرًا فاعلًا فيأاكثر من ملتقى دولى وعربى .كمت شاركت في لجان تنظيمية عليا لاكثر من مهرجان دولى واقمت معرضيين شخصيين في محافظتين بجمهورية مصر العربية الاسكندرية والبحيرة .
وحزت على عديد الاوسمة والجوائز وشهادات التكريم …كان آخرها تكريمى عن دولة فلسطين في بينالى الثقافة والفنون الدولى المستقل والذى اقيم بالقاهرة في فبراير الماضى ..قبل أيام مرت علينا ذكرى النكبة 66 وعملت مع اللجنة الوطنية العليا لاحياء تلك الذكرى الأليمة ورسمت جداريات تدل على العودة القريبه على جدران جامعات في غزة ، ورافق ذلك مشاركة في المهرجانات الادبيه التى اقيمت لنفس السبب ورسمت لوحات أمام الجمهور ..الان قاربت على الانتهاء من مجموعتى الخامسة (بلا عنوان) لتصبح جاهزة للعرض … أصبح عندي الان خمسه معارض جاهزة تنتظر أن ترى النور ويراها المتذوقون …
نهاية حديثى اتقدم بالشكر الجزيل لمجلتكم الغراء التى فتحت لي صفحاتها لأطل على جمهورى العزيز الذى أكن له كل تقدير واحترام …
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.