آثار من الإمارات والعراق وفلسطين والسعودية مرشحة لقائمة اليونسكو للتراث العالمي

12:32 مساءً الأربعاء 18 يونيو 2014
شينخوا

شينخوا

وكالة أنباء، بكين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

رئيس المؤتمر العام لليونسكو رئيس الوفد الصيني إلى الدورة ونائب وزير التربية والتعليم الدكتور هاو بينغ في كلمة القاها بالجلسة الافتتاحية

عقد حفل الافتتاح للدورة الـ38 للجنة التراث العالمي التي تنظمها اليونسكو في مركز قطر الوطني للمؤتمرات في الساعة السابعة والنصف مساء يوم الأحد، حيث حضر الاحتفال كل من رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني ورئيسة الدورة الـ38 للجنة التراث العالمي الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس المؤتمر العام لليونسكو السيد هاو بينغ. وأعلن الجانب القطري أنه سيساهم بعشرة ملايين دولار لحماية التراث العالمي الواقع تحت تأثير الاضطرابات والكوارث الطبيعية. ومن المتوقع أن يستمر المؤتمر لمدة 11 يوما، حيث سيبحث أكثر من ألف وسبعمائة مندوب من مختلف الدول الترشيحات لتسجيل 40 موقعا ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، من بينها ثلاثة مشاريع متعلقة بالصين.

دو يوي، أمين عام اللجنة الوطنية الصينية لليونسكو:” هناك ثلاثة مشاريع متعلقة مع الصين. الأول والأهم طريق الحرير والذي تم تسجيله بالتعاون مع قرغيزستان. والثاني هو التراث الطبيعي المرتبط بتوسعة مشروع كارست في جنوب الصين. أما الثالث فهو القناة الكبرى. ويمكن القول إنه قد لا يكون هناك تشويق بسبب ضمان إدراج المشروعين الأولين.”

تجتمع لجنة التراث العالمي سنويا. وأهم أعمالها هو البحث عن المواقع التراثية من أجل ضمها إلى قائمة التراث العالمي. ووفقا لإحصاءات اللجنة يوجد حاليا 981 موقعا على قائمة التراث العالمي في أنحاء العالم. وأفاد المنظمون أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من ألف موقع. ويوجد 45 موقعا منها في الصين، التي تعتبر ثاني أكبر دولة تضم مواقع للتراث العالمي. وإذا تم إدارج المشاريع الصينية هذه السنة، سيصل هذا العدد إلى 48 موقعا.

استبعدت الدورة الـ 38 للجنة التراث العالمي في الدوحة البقايا الأثرية في “كيلوا كيسيواني” و “سونغو منارة” بتنزانيا من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، فيما أضافت موقعا أثريا في بوليفيا إلى القائمة ذاتها جراء تدهوره.

ويأتي استبعاد البقايا الأثرية التنزانية بعد أن قامت حكومة تنزانيا بتحسينات من شأنها صون هذه الآثار بما يبرر قرار الاستبعاد.

وقد أدرج الموقع التنزاني في قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في عام 2004، وذلك بسبب ظواهر التدهور والاضمحلال التي أفضت إلى انهيار الأبنية التاريخية والأثرية التي تم إدراج الموقع من أجلها، حتى تم ازالتها من قائمة المواقع المهددة بالخطر اليوم.

وكانت كيلوا كيسيواني وسونغو منارة، الواقعتان على جزيرتين متقاربتين تبعدان عن ساحل تنزانيا قرابة (300 كم) جنوب دار السلام، مدينتين تجاريتين ساحليتين، واعتمد الرخاء السائد في هاتين المدينتين على التحكم في الأنشطة التجارية بالمحيط الهندي مع الجزيرة العربية والهند والصين، لاسيما في الفترة بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر، حيث كانت تتم مقايضة الذهب والعاج من المنطقة الواقعة خلف الساحل بالفضة والعقيق الأحمر والعطور والخزف الفارسي والخزف الصيني.

من جهة ثانية، أضافت لجنة التراث العالمي اليوم مدينة بوتوسي (دولة بوليفيا متعددة القوميات) الى قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بسبب استمرار عمليات التعدين غير المنضبط في جبل سيرو ريكو.

واتخذت اللجنة قرارها لاحتمال تدهور هذا الموقع التاريخي من قبل عمليات التعدين وعدم الاستقرار وخطر انهيار سيرو ريكو والتقصير في الحفاظ عليها وعدم الكفاءة في إنفاذ التشريعات الوقائية والآثار البيئية على مجمع الهيدروليكية والذي بدوره يؤثر على النسيج التاريخي والسكان المحليين.

وكانت مدينة بوتوسي التي أدرجت في قائمة التراث العالمي عام 1987، تعتبر أكبر تجمع صناعي في العالم في القرن السادس عشر حيث كان يستخرج معدن الفضة بواسطة سلسلة من الطواحين المائية.

أما التجمع الحالي، فيضم النصب الصناعية في سيرو ريكو حيث تجر المياه بواسطة نظام معقد من القنوات المائية والبحيرات الاصطناعية، وكذلك مدينة “كازا دي لا مونيدا” الاستعمارية، وكنيسة “سان لورنزو”، والمنازل الفخمة وأحياء العمال، المسماة بالإسبانية “باريوس ميتايوس”.

وتترقب الدوحة في اجتماعات لجنة التراث العالمي الحالية، تسجيل الموقع رقم ألف إلى قائمة التراث العالمي التي تضم حاليا 981 موقعا في 160 دولة، من خلال النظر في إدراج 36 موقعا جديدة من مختلف دول العالم، بينها أربعة مواقع عربية.

وقد اجتمع اليوم ممثلو مجموعة الدول العربية لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو”، وممثلون وخبراء للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، وخبراء عرب بهدف تنسيق وتوحيد المواقف العربية لدعم الملفات العربية المقدمة للإدراج على قائمة التراث العالمي.

جانب من سور قلعة أربيل، العراق

وتضم المواقع العربية المقدمة للإدراج مدينة جدة التاريخية – بوابة مكة المكرمة (السعودية)، وقلعة أربيل (العراق)، وخور دبي (الامارات)، وفلسطين: بلدان الزيتون وكروم ـ المشاهد الطبيعية الثقافية في جنوب القدس/ بتير/ فلسطين.

وقالت مديرة برنامج حماية التراث في الألكسو حياة قرمازي، في تصريحات صحفية عقب الاجتماع، “التقينا بهدف توحيد الجهود العربية حيال هذه الملفات، خاصة بعد أن علمنا أن المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية (ايكومس) قد تحفظ على موقع خور دبي وطالب بإرجاء المواقع الأخرى”.

وتابعت “لذا اجتمعنا للنظر في تقارير الايكومس والرد العلمي عليها متضمنا النواحي الفنية، وكذا الرد على ما ورد فيه من أخطاء أو تناقض أحيانا، لأن في النهاية اللجنة هي صاحبة القرار بخلاف تقارير المجلس الدولي للمعالم والمواقع الذي يعد جهة استشارية”.

يذكر أن أهم المواقع المقدمة إلى قائمة التراث العالمي والتي تنظرها الدورة الحالية بالإضافة إلى المواقع العربية، هي غابة بياوفيجا (بيلاروسيا/ بولندا)، دلتا أوكافنجو (بوتسوانا)، كارست الصين الجنوبية المرحلة الثانية (الصين)، ستيفنس كلينت (الدنمارك)، بحر وادن (ألمانيا/ هولندا، الدنمارك/ ألمانيا)، المجموعة التكتونية البركانية لسلسة بويس وفالق ليموج (فرنسا)، الحديقة الوطنية للهملايا الأكبر (الهند)، محمية الحيوانات والنباتات البرية لسلسلة جبل هاميغويتان (الفلبين)، وأرخبيل كات با فيتنام.

واقترحت الصين أربع طرق لمواجهة التحديات الناشئة في الحفاظ على التراث العالمي في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 38 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” التي انطلقت اليوم في الدوحة.

وقال رئيس المؤتمر العام لليونسكو رئيس الوفد الصيني إلى الدورة ونائب وزير التربية والتعليم الدكتور هاو بينغ في كلمة القاها بالجلسة الافتتاحية إنه ” في الـ 38 سنة الماضية من دورات اللجنة ومع جهود حفظ التراث الطبيعي والثقافي للعالم لأكثر من 40 سنة، شهدنا تسجيل أكثر من الف موقع وقفت كشاهد على الحضارات العظيمة”.

وتابع هاو ” هذا ما يجب ان نفخر به لاننا أكثر اقتناعا بأن ما نفعله اليوم يصب في صالح البشرية جمعاء”، مضيفا ” ان الانجازات التي قمنا بها اليوم تعتمد على الارادة السياسية القوية لجميع الدول الأعضاء في اليونسكو، وعلى الجهود الدؤوبة والمضنية لكل الخبراء والباحثين الموجودين هنا الى جانب اولئك الذين لم تواتيهم الفرصة لحضور مؤتمرنا هذا لأسباب شتى والذين يستحقون بدورهم احترامنا وتقديرنا”.

وأكد ان الحفاظ على التراث العالمي يعد الشغل الشاغل لكل الدول الأعضاء،” فالانجازات صارت وراءنا وكثير من التحديات مثل تغير المناخ والكوارث الطبيعية والصراعات الاقليمية تنتظر امامنا” ، مشيرا الى قول الفيلسوف الصيني كونفوشيوس “عندما نبلغ الثلاثين من العمر نصبح مستقلين فعلا، وعندما نبلغ الأربعين لا نعود في حيرة مما نقوم به”.

وشدد على انه لمواجهة هذه التحديات الناشئة “نحتاج ان نصغي لمختلف الأصوات من الدول الأعضاء، ولتبادل الخبرات وأفضل الممارسات”.

واقترح في هذا الصدد اربع مقاربات وطرق أولها التعليم الذي اعتبره السبيل الأمثل لتوجيه جيل الشباب نحو حماية التراث، لافتا الى انه ” من اجل رفع الوعي بهذه الأهمية ولتعزيز استدامة عملنا، يحتاج الشباب ان ينخرطوا في هذه العملية، لانهم الجيل الذي ننقل اليه هذا التراث وهم الجيل الذي سينقله من بعدنا”.

واستطرد يقول ” لذا فنحن نشجع على دمج عناصر عملنا في حفظ التراث في الكتب والمناهج الدراسية للمدارس الابتدائية والثانوية، ونشجع على انشاء التخصصات المعنية، او مراكز في الجامعات لإجراء البحوث بينما نربي ونجتذب المواهب في هذا الصدد”.

اما المقترح الثاني فكان بذل الجهود من خلال العمل التراثي لدمج الثقافة في ما بعد جدول أعمال العام 2015 ، وفي هذا السياق ذكر انه تم الارتقاء بالثقافة الى مستوى غير مسبوق، ففي العام الماضي استضافت اليونسكو مؤتمرا دوليا حول الثقافة وتبنى “إعلان هانغتشو” الذي أكد على دور الثقافة في حماية التنوع والتنمية المستدامة.

كما انه حضر الشهر الماضي اجتماعا في مقر الامم المتحدة بنيويورك، للدفاع والدعوة الى دور الثقافة كأداة تمكين وموجه للتنمية المستدامة مع رؤية دمج الثقافة في جدول أعمال ما بعد العام 2015، مؤكدا ان ” التراث الطبيعي والثقافي يمثل جزءا مهما من التطور الثقافي، وبالتالي سيكون له تأثير على جدول اعمالنا في المستقبل”.

وبالنسبة للمقترح الثالث، أفاد هاو بأنه “استنادا إلى القرارات بشأن الاصلاح الهيكلي لمنظمتنا، نحتاج للمضي قدما وكذا للإصلاح في عمل التراث”.

وأوضح أنه قد أحرز الكثير من التقدم في الماضي في هذا الصدد، لكن، بغية تسهيل التمثيل العالمي في اللجنة “نحتاج إلى استكشاف كل الاحتمالات لزيادة التنوع في عضوية اللجنة، معربا عن سعادته البالغة بخبر إنشاء مجموعة عمل مفتوحة العضوية من قبل الجمعية العامة للدول الأعضاء، مع مهمة تمكين كل المناطق من ان تكون ممثلة بشكل عادل في أي وقت.

وأخيرا اقترح هاو ان يكون التراث الطبيعي والثقافي الرابطة التي تربط مختلف الحضارات للتعلم والفهم المتبادل.

واقتبس في هذا السياق قول الرئيس الصيني شي جين بينغ في زيارته الاخيرة الى اليونسكو في 27 مارس الماضي بأن ” الثقافات المختلفة قد تأتي بألوان مختلفة، ولا توجد ثقافة مهيمنة في العالم وهذا ما يجعل التعلم والميل المتبادل والتبادلات ممكنة وقيمة “، واستشهد الرئيس شي بالدور الذي لعبه طريق الحرير في تجسير الشرق والغرب وخلق فرص الازدهار والثروة لسكان المنطقتين.

لهذا، بحسب هاو، يمكن ان نعتبر التراث عنصرا حاسما لتعزيز الفهم وللحفاظ على التنمية السلمية.

ودعا هاو في كلمته كل الحكومات لدمج العمل التراثي في الاستراتيجية الوطنية والتركيز ليس فقط على التطبيق بل الأكثر أهمية على المحافظة.

وخلص إلى القول إن ” توقعات المجتمع الدولي منا هي ان نعزز تنوع المواقع الممثلة في قائمتنا، ومن الواضح ان مثل هذه الثروة التاريخية ستثري معاهدتنا وستضمن توازنا وتمثيلا ومصداقية لقائمة التراث العالمي “، متمنيا في الختام للمجتمعين دورة مثمرة والكثير من النجاح في عملهم.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات