فادي الديري يراسل رؤساء جمهوريات العالم

03:36 صباحًا الجمعة 15 أغسطس 2014
غنى حليق

غنى حليق

كاتبة وصحفية من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

فادي الديري يراسل رؤساء جمهوريات العالم .. و يُصادق المشاهير، جمع 10 آلاف توقيع خلال أربع سنوات

فادي الديري موظف في الحماية الخاصة، قاده نقاشه الحاد مع زوجته وتحديه لها للدخول في سباق عالمي لجمع تواقيع الروؤساء والمشاهير، وبات بفضلها يقتني ما يقارب العشرة الآف توقيع من مختلف الجنسيات والفئات والاختصاصات. هو لم يفكر يوماً بممارسة هذه الهواية، كما لا يعرف إلى اين ستقوده، ولكن كل ما يعرفه ان لا مشكلة لديه بالتواصل مع الملوك والامراء وروؤساء جمهوريات العالم ومشاهيرهم. أصدقاؤه: كتّاب، رسامون، نجوممسرح ، ملكات جمال، رياضيون.. وأيضاً رواد فضاء ، بالإضافة الى موسيقيين ونجوم من هوليوود..

ما هي قصة الديري مع هذه الهواية؟ وكيف ومتى بدأ بممارستها؟ ومن هو أول رئيس دولة راسله ولماذا؟ وما هي أبرز الاسماء التي حصل الديري على توقيع منها؟

التقينا الديري في منزله وحاورناه وسط كم هائل من الصور والكتب والرسومات والرسائلالموقعه من أصحابها، وكان هذا حوار:

يقول الديري:” بدأت هواية جمع تواقيع الروؤساء والمشاهير منذ أربع سنوات وعن طريق الصدفة. يومها دخلت في نقاش حاد مع زوجتي، وهددتها بأنني سأشكوها إلى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وتحدتني هي ان كنت سأجرؤ على فعلٍ كهذا”. لا يعرف الديري لماذا اختار الرئيس ساركوزي بالذات، أو ماذا سيكتب له في الرسالة! كل ما يعرفه انه صمم على مراسلته والتواصل معه بشتى الوسائل.

ولما كان الانترنت أسهل وأفضل وسيلة تواصل بين الناس، أخذ الديري يبحث عبره عن طريقة يتواصل من خلالها مع الرئيس ساركوزي، ولما وجد موقعه الرسمي غيّر رأيه بشأن الشكوى، وأرسل له رسالة إعجاب وتقدير وطلب منه أن يرسل له صورة موقعة. ويتابع الديري:”انتهى الموضوع بالنسبة لي عند هذا الحد، ولم أكن أتوقع أن يصلني الرد بتاتاً. ولكن بعد اسبوعين، اتصلت بي زوجتي بالمكتب واخبرتني أنها استلمت رسالة بأسمي موقعة من الرئيس الفرنسي”. لم يصدق الديري للوهلة الأولى كلام زوجته، وظن أنها تمازحه أو تتهكم عليه، ولكن عندما عاد إلى المنزل وفتح المغلف وجد بداخله صورة الرئيس ساركوزي موقعة بالاضافة إلى رسالة شكر على اهتمامه.

هذه المفاجأة أفرحت الديري كثيراً، وشجعته على مراسلة روؤساء آخرين غير الرئيس الفرنسي. “ولم لا ما دام الأمر بهذه السهولة!”. الرسالة التالية كانت لرئيس مالطا، ولما أتى الرد، قرر الديري التواصل مع جميع روؤساء دول العالم. كان هدفه من ذلك عرض صور الروؤساء في بيته ليقول للناس أن هؤلاء هم من أصدقائه، وهو بتواصل دائم معهم.

البحث عن مواقع روؤساء جمهوريات العالم وقادتها، قاده إلى مواقع مشاهير الكتاب والفنانين والادباء والرياضيين والممثلين…مما دفعه للتوسع برسائله ومراسلتهم هم أيضاً. ويرى الديري ان البحث على الانترنت والتواصل مع مشاهير العالم أمر بغاية المتعة، “تواصلي مع اشخاص كنت أسمع عنهم عبر الاعلام فقط أشعرني بأن لا شيء مستحيل، وأن لا فرق بين المواطن العادي والرئيس”.

يفخر الديري بمجموعته التي تضم تواقيع كل من: جورج بوش، بيل كلنتون، محمد علي كلاي، شير شافر، كوستاس مانديلور، ديانا ديمير، دولوريس فرانش، إليزابيت بلاكبورن، إيدا سام فولتا، جين نويهول، جيني لوز، جوليا لوبلان، لورين لوغاردا، مايكل دي وولف، مايكل جاسبر، روبرت عبدالله كينغ، رون كورب….يقول الديري نمّيت صداقات في مختلف دول العالم ، وتفاجأت بالنوعيات التي أتواصل معها وباسلوبهم المحترم في التعاطي، أحد الرسامين الاوروبيين المشهورين ارسل لي صورتي مرسومة وموقعه منه، كما ارسلت ليانوشيا انصاري أول رائدة فضاء فارسية صورتها موقعة مع شعار رحلتها الفضائية. أما الكاتب اللبناني المقيم في كندا فارسل لي مجموعته الكاملة وأصبح من اعز اصدقائي.اضافة غلى الكاتب راوي الحاج الحائز على جائزة الامبكت العالمية والذي ارسل لي مجموعته الكاملة والمترجمة إلى عدة لغات. وأيضا المصور الفوتوغرافي الاميركي سكوت كارلينا بات يرسل لي من كل معرض من معارضه صورة موقعه .

الإعلامية غنى حليق مع صديق المشاهير فادي الديري

هواية الديري في جمع التواقيع والتواصل مع مشاهير العالم جعلته يتفرغ كل ليلة لارسال ما بين 100 و150  رسالة ، كما جعلته يستلم يومياً ما يقارب الثلاثين رسالة. “لقد بات بيني وبين سعاة البريد صداقة، وباتوا يحفظون عنوان منزلي، ويتواصلون معي يومياً للتنسيق بشأن الرسائل”. لا يجد الديري صعوبة في التواصل اللغوي مع المشاهير، فأغلب المواقع مكتوبة باللغة الانكليزية ، وإذا ما صادف لغة غريبة عليه يحاول فك رموزها ويجري تجاربه حتى يصل لحل. يشعر الديري بالاهتمام عندما يتواصل مع أحد الشخصيات، ويحاول معرفة كل شيء عنه وعن بلده عبر الانترنت، كما يتواصل معهم عبر الفيس بوك، ويضطلع منهم على آخر أخبارهم.

جمع الديري خلال اربع سنوات ما يقارب 10 آلاف توقيع ما بين صور وكتب ولوحات ومخطوطات ورسائل….ويقول هذا العدد جعلني ادخل في سباق عالمي دون أن أدري، فأنا اليوم صاحب ثاني أكبر مجموعة تواقيع في العالم. يتواصل الديري مع الشخص الذي يقتني أكبر مجموعة تواقيع في العالم والتي تبلغ 17 الف توقيع، وهو من الجنسية الهندية،وكان جمعها خلال عشرين عاماً. “تجمعني صداقة معه ، ونحن على تواصل دائم ، نتبادل المعلومات وحتى التواقيع ، وقد عرفت منه أنه بدأ بجمع التواقيع القديمة، فاقتديت به”.

بدأ الديري منذ فترة قصيرة بتجميع التواقيع القديمة أيضاً، ولديه الآن مجموعة مهمة من التواقيع القديمة وابرزها ثلاث رسائل بخط يد الفنان فريد الاطرش، ورسالة موقعة من الرئيس جمال عبد الناصر، وأخرى بيد الرئيس لوي فيليب ، وتواقيع لروؤساء جمهورية لبنان السابقين ككميل شمعون، وشار حلو وفؤاد شهاب …..

يساعد الديري في مهمته بجمع التواقيع ابنه الياس البالغ 16 عاما، وهو ساعده اليمين كما يقول، يبحث معه، ويرسل الرسائل، كما ينظم ويؤرشف الصور والتواقيع الواردة . وللعائلة والاصحاب والاهل والمعارف دور أيضا في تغذية مجموعة الديري، لان الجميع يعمل جاهداً لتمويله بالصور والتواقيع وكل بحسب قدرته.

لم يعد الديري يستطيع احصاء أو حفظ جميع اسماء الاشخاص الذين تواصل معهم أوحصل منهم على تواقيع، وهذا ما يجعله أحياناً يراسل نفس الشخصية أكثر من مرة ، ويستلم منه رد أكثر من مرة أيضاً. هو لم يفكر يوماً بأنه سيصل مع هذه الهواية إلى هذه المرحلة، ولا يعرف حتى إلى أين سيصل، إلا انه يطمح للوصول إلى العالمية بكسر الرقم القياسي، ويعمل جاهداً على ذلك.

يبحث الديري اليوم عن تواقيع ورسائل قديمة ، يشتري بعضها ويتبادل بعضها الاخر، لانه لا يستطيع دفع الكثير من المال للحصول عليها. أغلب التواقيع القديمة حصل عليها من أصحابه ومعارفه أو من أشخاص يهمهم أمره. يعترف الديري أن بعض الشخصيات اللبنانية ساعدته في الحصول على تواقيع شخصيات سياسية أو اجتماعية كالرئيس أمين الجميل والرئيس سعد الحريري، وهما يؤمنان بموهبته ويدعماها.

يفكر الديري بتنظيم مجموعته من أجل الدخول فيها إلى موسوعة غينس، كما يفكر بتخصيص مكان لها لان الصناديق والخزائن لم تعد تتسع لها. وهو يعمل حاليا بمساعدة عائلته على تصنيفها وأرشفتها من أجل تسهيل عرضها فيما بعد.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات