أدى الإنتشار الأسْوأ في التاريخ لفيروس الإيبولا القاتل في غرب افريقيا إلى قلق دولي وحالة استنفار قُصوى خوفاً من تفشّي الوباء في العالم .
آكل لحوم البشر ، مرض القرود ، المرض المعدي المميت ، المرض النازف ، الحمى النزفية أو الإيبولا كلها أسماء لمرض يكشّر عن أنيابه في العديد من الدول الأفريقية وخاصة دول الغرب الأفريقي ، ومهدداً بالتفشي في دول العالم عن طريق السفر والطائرات .
وفيروس الإيبولا الذي ظهر في غينيا في فبراير/ شباط الماضي ثم انتشر في ليبيريا وسيراليون تم اكتشافه قبل نحو 40 عاماً إلا أن تفشي المرض هذا العام يُعد أوسع انتشاراً من أي مرة ظهر فيها .

انتشار فيروس إيبولا في غرب افريقيا هو الأسْوأ في التاريخ

ومرض فيروس الإيبولا القاتل مرض فيروسي خطير يصيب الإنسان وبعض أنواع القرود ، وهو مرض معدي وقاتل واكتشف هذا المرض لأول مرة عام 1976 ومن حينها ظهرت أنواع مختلفة منه مسببة أوبئة تكون نسبة الوفيات فيها من 25% إلى 90% .
وتنتقل العدوى من انسان إلى آخر عن طريق اتصال داخلي أو خارجي من شخص مريض أو عند استخدام شفرات تعود للمريض أو عند انتقال سوائل الجسم أو عند اتصال قطرة دم من المريض على العينين حيث أن الفيروس له القدرة على الدخول إلى الشعيرات الدموية والانتشار في كامل الجسم وبعد حوالي 10 ساعات من انتقال الفيروس تبدأ الأعراض بظهور رشح (زكام) وصداع بعد ذلك تبدأ الحمى مع دوران وغثيان وإسهال ونزيف الجلد الخارجي ونزيف الجدران الداخلية للجسم وخروج دم من العينين والأنف والأذنين وبعد ذلك تنتشر العدوى في أنحاء الجسم وتدمر الشُعيرات الدموية وأول تفجير عضو داخلي يكون الكبد .

مقابر ضحايا المرض

ومع تزايد معدلات الإصابة بالمرض قرّرت واشنطن سحب المئات من موظفي الإغاثة التابعين لهيئة السلام الأمريكية من 4 دول في غرب افريقيا بسبب تفشي المرض بها وهي غينيا وليبيريا وسيراليون وأخيراً نيجيريا ، ونصحت الخارجية الألمانية رعاياها بعدم السفر إلى الدول الأفريقية المتفشي بها الفيروس ووصفه رئيس وزراء بريطانيا (ديفيد كاميرون) بأنه : ” تهديد يحوم حول المملكة المتحدة ويجب التحرك لمنع وصوله ” .
وانسحبت سيشيل من تصفيات الأمم الأفريقية من مباراة فريقها أمام سيراليون بعد أن رفضت دخول الفريق الأخير أراضيها خوفاً من الإيبولا .
وبينما تتزايد المخاوف الدولية من انتشار وباء إيبولا الذي تفشى في غربي افريقيا واتجاه بعض الدول لفرض تدابير للحجر الصحي قلّلت وزارة الصحة والسكان المصرية من احتمالية انتقال الفيروس لمصر واستبعدت فرض اجراءات استثنائية بالمطارات .
ومن جانبها قالت الدكتورة سهير عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية : ” إن مصر بمنأى عن هذا الفيروس لأننا لا نملك حياة برية أو غابات وكإجراء احترازي فإن مصر توقفت تماماً عن استيراد القرود والنسانيس والتي تعد من أهم العوائل لهذا الفيروس من وسط أفريقيا منذ عدة أشهر .
ويؤدي الوباء إلى حصول نزف وقئ وإسهال ويمكن أن تصل نسبة الوفاة بسبب هذه الحمى إلى ما بين 25% إلى 90% ونتيجة لإنتفاء أي لقاح مضاد له فإن الفيروس يتكاثر بسرعة مسبباً فشلاً في عمل الكثير من أعضاء الجسم وفي هذه الموجة الوبائية توفي ستة من كل عشرة أشخاص ، والجانب السيئ للوباء هو تفشيه هذه المرة في المناطق الحضرية المزدحمة بدلاً من المناطق الريفية كما كان يحدث في السابق .
ويقول أحد الأطباء المتخصصين إن أي لقاح مضاد للإيبولا لن يُنجز قبل مرور عام من الآن .
ويواصل العلماء أبحاثهم لصنع مثل هذا اللقاح المضاد ويتوقع أن تبدأ أولى التجارب على البشر في سبتمبر/ أيلول المقبل .

Tweet