من يلوم الكفيفات بعد سنوات عجاف من البطالة؟

07:56 صباحًا الأحد 24 أغسطس 2014
شمس علي

شمس علي

كاتبة من السعودية

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
لا أحد يمكنه أن يلوم الكفيفات، بعد سنوات عجاف ممتدة من البطالة إن عبرن عن سخطهن، فهن مصابات بخيبة أمل متضخمة جراء تجاهل حاجتهن الماسة كمواطنات لهن الحق في التوظيف، إضافة إلى عدم العمل بالأمر الملكي الذي قضى بتوظيفهن، حتى وصلت نسبة البطالة بينهن إلى 70%، فيما جاء أمس الأول إعلان الخدمة المدنية دعوة 3620 متقدمة لمطابقة بياناتهن النهائية للوظائف التعليمية، ليفاقم من جبال الخيبة؛ حيث خلت كما أكدن لي قائمة المدعوات لمطابقة بياناتهن من أي اسم لخريجة كفيفة!
ما يعني أنه حتى شرط المؤهل التربوي الذي أعلنت عنه وزارة الخدمة المدنية مؤخرا على لسان متحدثها الرسمي عبدالعزيز الخنين كشرط للدخول في المفاضلة على الوظائف التعليمية لم يشفع لحاملاته من الكفيفات في الحصول على الوظيفة!
مع العلم أن سنوات انتظار بعض الكفيفات للوظيفة امتدت لتطاول سقف العقدين من الزمن على أمل الانخراط في سلك التعليم وخدمة الوطن الغالي، ومعها امتد مسلسل الخيبات ووضع العراقيل في طريق توظيفهن.
وآخرها كان عائق اشتراط حصول الخريجة على مؤهل تربوي الذي رغم أهميته الأكيدة في العملية التعليمية والتربوية أصبح يشكل عقبة أمام خريجات قديمات لم يكن ذنبهن يوماً أن الصروح التعليمية التي تخرجن منها ومنها جامعة الدمام (كلية الدمام سابقا) لم تلتفت وقتها لأهمية مؤهل مثل المؤهل التربوي ودوره في العملية التعليمية.
وفي نفس الوقت تقصر ذات يد عدد غير قليل من الكفيفات العاطلات دون دراسة دبلوم تربية حاليا خاصة وهو بحاجة لرسوم مالية مع صعوبة الإقدام على مثل هذه الخطوة بعد أن وضعت أمامها بعض الجامعات عراقيل مثل: شرط اجتياز المقابلة الشخصية، وكون الأولوية للمعدلات العالية، وما يذكر أن فترة الدراسة هذا العام ستكون مسائية وهو توقيت غير مناسب للأمهات والطالبات القادمات من مناطق بعيدة.
ونماذج الكفيفات العاطلات اللاتي امتد بهن الزمن أكثر مما يجب لتحقيق حلم الحصول على وظيفة دون جدوى خاصة مع الشرط الأخير كثر، ومنهن زهراء المقبل وهي سعودية «كفيفة» مضى على محاولاتها الحصول على وظيفة (14 سنة)، تقول زهراء: منذ تخرجي في العام 2001، وبعد أن فقدت ما أملك من بصيص نظر بعد تخرجي مباشرة من كلية الدمام كما كانت تسمى وقتها، قسم اللغة العربية، توجهت إلى البحرين لدراسة لغة برايل على أمل الحصول على وظيفة معلمة في مدارس الدمج التي تعلم فيها الكفيفات في فصول مجاورة للمبصرات، بيد أن جميع جهودي ذهبت سدى»، وتكاد تعرف زهراء كل صغيرة وكبيرة فيما يخص أسباب تأخر توظيف بعض الكفيفات حتى باتت مرجعا في ذلك نظرا لمحاولاتها الدائبة تحقيق حلمها في التوظف. مؤكدة هي وأخريات تحدثن معي حول الموضوع مطالبات بتسليط الضوء على مشكلتهن وإيصال أصواتهن، بأنه منذ 8 سنوات لم يتم توظيف كفيفة سعودية كمعلمة في المنطقة الشرقية، وعوضا عن ذلك يتم انتداب مبصرات أحيانا للقيام بهذه المهمة! ومثل زهراء هناك ختام العودة وغيرهن من النماذج.
وفي ظل موجة الإحباط هذه تحاول الكفيفات الوقوف على سبب مقنع لهذا التهميش غير مقتنعات بسبب ساقه أحدهم بأن معدلات تخرجهن من الجامعة منخفضة، فيما تؤكد بعضهن حصولها على معدل يصل إلى خمسة من خمسة، مصرات على المطالبة بحق يكفل لهن حياة كريمة باعتبارهن مواطنات، وقد حاولت كفيفات التواصل مع الخنين عبر حسابه في «تويتر» وكذلك عبر جواله للوقوف على الأسباب ومناقشته فيها، لكن لا جواب!
وبدوري حاولت أيضا مخاطبة الخنين وسؤاله صحفيا واتصلت به عدة مرات وبعثت له بـ sms وكذلك رسائل واتسآب للوقوف على الأسباب لكن لم أتلق رداً!
فمن يمكنه بعد ذلك أن يلوم الكفيفات المفتقدات لكثير من أسباب الرعاية والاهتمام والدعم من قبل المجتمع ومؤسساته لو تضخمت خيبات أملهن أكثر وتقيحت أو مات في داخلهن حلم الحياة الكريمة وحلمهن في الحصول على وظيفة معلمة بعد أن ذوى يوشك هو الآخر أن يموت؟!
علما بأن خيارات توظيف الكفيفات في غير مجال التعليم محدودة جدا في حال توفرها وتكاد تنحصر في العمل كمعلمة أو «سنترال».

http://m.alsharq.net.sa/2014/08/22/1207101

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات