فرسا الرهان المتنافسان في تونس من اليمين، أحدهما هو حركة النهضة التي تتبنى مشروعا يمينيا دينيا يتخذ مرجعيته من الإسلام بتفسير أقرب لرؤية جماعة الإخوان كما يقول القريبون من الحركة فيما يقول خصومهم أنهم فرع جماعة الإخوان في تونس أو النسخة التونسية منها .. ؛ أما المنافس الأقوى على الساحة فهو حزب نداء تونس ذو الميول الليبرالية التي تؤكد على علمانيتها و مدنية الدولة وإقتصاد السوق الحر رغم أن حزب نداء تونس تكون من إئتلاف حزبي من أنصار الحزب الحر الدستوري في الأساس بالإضافة لأحزاب أخرى بعضها يساري إلا أنهم إلتقوا في مفاهيم العلمانية ومدنية الدولة مع تأكيدهم على تمسكهم بمكونات الهوية التونسية ومنها الأسلام الوسطي برؤية وسطية صوفية زيتونية أو ما أصطلح عليه بالإسلام التونسي .. و عروبة تونس دون إغفال البعد الإفريقي والمتوسطي و الأمازيغي إلخ ..

رئيس حزب نداء تونس و رئيس الوزراء الأسبق الباجي قايد السبسي

و قد بدأ حزب نداء تونس تحركاته الإنتخابية بعرض برنامجه المتكامل في مؤتمر بأحد الفنادق الكبرى بالعاصمة التونسية أعقبته جولات متتالية بحضور رئيس حزب نداء تونس و رئيس الوزراء الأسبق ” الباجي قايد السبسي ” المرشح لرئاسة الجمهورية .. رافقه فيها مرشحي الحزب في الإنتخابات التشريعية ؛ و ربما كان حرص ” السبسي ” على التجوال في أنحاء تونس من أجل تأكيد سلامة حالته الصحية و التي أثيرت حولها الشائعات مؤخرا من بعض خصومه السياسيين ؛ و قد أكد ” الباجي قايد السبسي ” أن خيار حزبه هو الإنتخابات رغم أنه أعرب عن خشيته من وقوع أحداث قد تعكرها لكنه أكد تمسك حزبه بها ؛ كما قال أن لديه وعود من الأصدقاء بتوفير تسيهلات مالية ضخمة لتونس إذا فاز حزبه في الإنتخابات و هو ما يتمناه حيث أكد أن تونس تمر بوضع دقيق لا يحتمل الإنتكاس أو التأخير مناشدا الشعب التونسي أن لا يتقاعس في الذهاب إلى صناديق الإقتراع لأن هذا هو واجبه الوطني المقدس ..

– فيما أكد ” الطيب البكوش ” الأمين العام لحزب نداء تونس أن الحزب مستعد للتعاون و الإئتلاف مع جميع الأحزاب من أجل إستعادة تونس لعافيتها و لكن على أساس الدولة الوطنية المدنية و أنه لا توجد نية لدى حزبه مطلقا في الإئتلاف مع أي حزب قائم على أساس ديني أو ينادي بأوهام الخلافة ..

– وقد قام عدد من قيادات الحزب بتقديم شروح وافية لبرنامج حزب نداء تونس خلال المؤتمر الرئيس و المؤتمرات التي صاحبت جولاتهم في ولايات تونس و أحيائها .. وكان أبرز النقاط التي ركز عليها البرنامج .. برنامج التنمية و مكافحة الفقر الذي وعد بتوفير 155 ألف مليون دينار إستثمارات خلال 5 سنوات يترتب عليها نمو في الناتج الداخلي بنسبة 34% و زيادة الدخل الفردي إلى أكثر من 28% و من ثم تراجع نسب البطالة ؛ كما أكد البرنامج على إستتباب أمن البلاد على كافة الصعد و مكافحة الإرهاب و إعتبر ذلك أولوية حيث لا إستثمارات بدون إستقرار البلاد ؛ و أحتلت البيئة و مكافحة التلوث صدارة البرنامج حيث تعرضت البيئة في تونس لإنتهاكات خطيرة خلال السنوات الأخيرة و أصبح لزاما على الدولة وقفها ؛ و لم يغفل البرنامج مكافحة البطالة و التأكيد على حقوق المرأة منذ العهد ” البورقيبي ” و زيادة مكاسبها ؛ كما أكد البرنامج الثقافي على إنفتاح تونس و إشاعة ثقافة التسامح و إحترام الخصوصيات الثقافية و الدينية ؛ كما شمل برامج لتعليم الكبار في كافة المجالات ؛ بالإضافة لتكريس دولة القانون و إحترام القضاء و الحفاظ على الأخلاق العامة ؛ و حرص البرنامج على الإهتمام بالجهات المحرومة و المهمشة و توفير الوسائل و السبل مثل الطرق السيارة و وسائل النقل و تيسير القروض خاصة قروض السكن .. و توفير الرعاية الصحية و رعاية كبار السن و أصحاب الإحتياجات الخاصة ..

– و كان ” الباجي قايد السبسي ” زعيم نداء تونس جريئا و موفقا في إقتحام المعاقل التقليدية لمنافسه حزب حركة النهضة حيث عقد عدة مؤتمرات ناجحة في مناطق فقيرة و مهمشة ترتفع فيها نسب الفقر و البطالة و الأمية .. و نجح إلى حد بعيد في إقناع ذلك القطاع الهام من التونسيين بجدوى برنامجه لكن تبقى الإنتخابات تحتمل المفاجأت حتى الأمتار الأخيرة و هو ما يتطلب مواصلة العمل بجدية من قبل الحزب الذي يطمح إلى الوصول للسلطة ..

Tweet