تختتم (ماجازين إن) العام بعدد تذكاري، ليس فقط لأنه يحيط بأكثر القضايا الشائكة في آسيا والمنطقة العربية، ولكن لأنه يضع أمام القراء ترشيحات شخصية العام الآسيوية الأبرز ومن بينها الناشطة الباكستانية ملاله يوسف زاي ،  الرئيس الصيني شي جين بينغ،   الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون،   الرئيس الإندونيسي الجديد جوكو ويدودو،   الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،   رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي،   رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي،   شباب الحركة الديمقراطية في هونج كونج،   ما وين، مؤسس علي بابا ثاني أكبر شبكة انترنت في العالم، و نائب رئيس مجموعة شركات سامسونج لي جاي يونج… وغيرهم.

قدمت (ماجازين إن) في أعدادها الثمانية عشر السابقة، كما يقول ناشرها الإعلامي المخضرم لي سانج كي، عدة محاور مهمة: لماذا نسميه بالعصر الآسيوي؟ تيار الثقافة الكورية هالليو، عملية التغيير في كوريا الشمالية، قلب آسيا الثقافي النابض، سوق السلاح العالمي، الأطعمة الآسيوية إلى القمة، كيف تُحل مشكلة الثقة، تاريخ أنظمة التدوين والكتابة، ضوء الحب والسلام يضيء الكوريتين، سياسية جديدة بأوراق سحرية، تراث آسيا الثقافي، بيونج يانج: من مدينة ثورية إلى عاصمة رأسمالية، أحلام أطفال النيبال، وأخيرا هذا العدد: الصلاة من أجل الأفضل.

العراق هو البلد المحور الذي ينضم إلى زاوية البلدان الآسيوية التي تعرف بها (ماجازين إن) شهريا، وتتناول في صفحات الملف نظرة اقتصادية لأحلام العراق في التنمية، بعد سنوات الاحتلال والحرب، تبدجأ بحوار مع السفير العراقي في العاصمة الكورية : خليل إسماعيل الموسوي، الذي التقته ليزا ويتر، محررة ومترجمة آسيا إن.

ويقدم رئيس فرع جمعية الصحافيين الآسيويين في النيبال، بيشنو نيشتوري، رؤية للمؤتمر الدولي القادم الذي يقام في مسقط رأس بوذا ، مدينة لومبيني، للحوار بين الأديان.

ينضم إلى كتيبة أصحاب الرأي الكاتب المصري خالد سليمان معلقا من تونس حول الانتخابات الأخيرة، وقبل إعلان السبسي فائزا: على عكس من تسرعوا في التهليل لإنتصار ساحق لحزب ” حركة نداء تونس ” و حلفائه على حزب ” حركة النهضة ” و حلفائها .. رأينا أن حزب ” حركة نداء تونس ” رغم إنتصاره السياسي المبدئي إلا إنه لم يحقق أغلبية مريحة تكفل له قيادة السفينة التونسية خلال الخمس سنوات القادمة دون مضايقات سياسية أو مماحكات من المعارضة رغم إرتفاع عدد مقاعد ” نداء تونس ” إلى 88 مقعدا بدلا من 86 بعد إنضمام النائبين ” التوهامي العبدولي ” و ” أحمد الخصخوصي ” إلى حزب ” حركة نداء تونس ” ؛ و لم يكفل ما أطلق عليه التصويت العقابي من التونسيين لحركة النهضة و حلفائها داخل الترويكا الحاكمة وخارجها لمن حلوا محلهم في الإنتخابات البرلماني الأغلبية التي تحسم عملية التصويت في التشريعات الأساسية و من ثم إمتلك حزب حركة النهضة ذو ال 69 مقعدا برلمانيا و ما تبقى من حلفائه علاوة على الحلفاء الجدد ما أصبح يعرف ( بالثلث المعطل ) عقب الأزمة اللبنانية الشهيرة بين كتلتي 14 و 8 آذار .. و من ثم أصبح لدى حزب حركة النهضة ما يمكنه من المناورة السياسية بحيث يضمن عدم إقصائه من المعادلة السياسية التونسية كما حدث لبقية حركات الإسلام السياسي في مناطق أخرى .. و قد أكدحزب ” حركة النهضة ” براعته في تلك المناورات السياسية في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية عندما إصطفت قواعده وراء المرشح الرئاسي ” المنصف المرزوقي ” الذي ترشح مستقلا عن حزبه السابق ” المؤتمر ” الذي مني بهزيمة مؤلمة في الإنتخابات البرلمانية و لم يحصل إلا على ثلاثة مقاعد .. و رغم إعلان حركة النهضة حيادها في إنتخابات الرئاسة و ترك حرية الإختيار لقواعدها إلا أن الجميع كانوا يعلمون أنها ستلقي بثقلها وراء ” المنصف المرزوقي ” و هو ما تأكد عمليا عندما حصل ” المرزوقي ” على 33,43% مقابل 39,46% لمنافسه ” الباجي قائد السبسي ” و هي نسبة ليست بالمطمئنة أو البعيدة خصوصا بعد إنضمام الكتل التصويتية للمرشحين الأخرين لهذا المرشح أو ذاك .. و هو ما إستغله حزب ” حركة النهضة ” ليناور به من جديد ليضمن بقائه داخل دائرة الحكم بعد أن ضمن بقائه في المعادلة السياسية ..

لا تزال إضاءة التراث حاضرة في صفحات آسيا إن، فتكتب فاطمة الزهراء حسن: كليلة ودمنة … حكايات فولكلورية قديمة برؤى معاصرة، مستدعية علاقتها بالنص، منذ طفولتها، وإسقاطه الآن على ما يجري في الساحة السياسية، وهو ما أراده كاتبه في المقام الأول. بينما يكتب آندريه نيكولافيتش لانكوف وهو كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين، متناولا أسس الحفاظ على النظام القائم في كوريا الشمالية. وفي زوايا الرأي يقدم نصير إعجاز صورة لوفيات الأطفال في صحراء تار ببلده الباكستان، واسبابها.

ويضم العدد الجديد أيضا أحدث إبداعات الرسام المصري هاني طلبة الكاريكاتورية.

تتنوع أبواب (ماجازين إن)، الصادرة في سيئول بالإنجليزية والكورية في 120 صفحة ، ولكنها تتفق على إثارة الاهتمام بقضايا آسيا المهملة، سواء في الاقتصاد أو السياسة أو المجتمع أو الثقافة، بما يجعل كل عدد جديد بيانا لصوت آسيا الذي يجب أن يظل مسموعًا.

Tweet