مصر تهدي العالم مفتاح الحياة

01:56 مساءً السبت 14 مارس 2015
أشرف أبو اليزيد

أشرف أبو اليزيد

رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
صورة تذكارية لكبار المشاركين في المؤتمر الاقتصادي

صورة تذكارية لكبار المشاركين في المؤتمر الاقتصادي

مفتاح الفراعنة الذي تم تحويره ليكون شعار المؤتمر الاقتصادي هو رمز الحـياة الأبديـة عند المصريين القدماء، ويعد رسالة للحياة بعد الموت، يحمله آلهة الفراعنة وملوكهم، كما نرى في تماثيلهم وأغطية توابيتهم، وسواء كان يعني، لدى علماء المصريات، الرحم / رمز الميلاد، أو هو جامع أيقونتي الأنثى والذكر؛ حيث يمثل الشكل الجامع لهما أساس الحياة، أو كان اجتماعا روحانيا، غير مادي، يضم إيزيس وأوزيريس، اللذين فاضا بالنيل، أساس الحياة في مصر.

mAw2FIff أو هو مفتاح الحياة يدوره المحوري لنهر النيل في مصر، بين الدلتا، رأسه البيضاوية، والصعيد، بذيله الممتد جنوبا. هذه المعاني كلها، أو بعضها، تمثلت في المفتاح الرمز الذي مدت به مصر يدها للأصدقاء قبل الأشقاء، لعمقها العربي، مستثنية من يعاديها، وامتداها الإفريقي، مستعيدة مكانها ومكانتها، وأفقها العالمي مستبعدة من يحاربها، لتكون رسالة المفتاح، نحن نهبه للأصدقاء، وحسب، ونحن دعاة سلام مع محبي السلام، وحسب.

وسواء كانت مفردة الاستجابة لنداء مفتاح مصر تنطق استثمارا، أو دعما، أو وديعة، أو مساعدة، أو معونة، أو مساندة، أو تفاهما، فإن زخم الحضور الدولي لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري يعني اجتياز مصر مرحلة عسيرة، وأن المستقبل بدأ يأخذ شكلا إيجابيا، وأن ذلك كله ليس سوى النجمة التي تلوح في الأفق، على الربان الماهر، والملاح الحصيف، أن يختار الطريق المناسبة لوصول سفينته إلى مقصدها، وسط بحر عاصف من مشكلات تجتاح كل أمة تحاول أن تنهض، وكل شعب يريد أن يتقدم، وكل قوة تريد أن تكتمل وتنتصر.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي راهن بما يقارب المقامرة على حضور العالم كله، عدا قطر وتركيا وإسرائيل التي لم تدع أي منها، قال في كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، أن دعم الاقتصاد المصري سيسهم في توفير فرص العمل وإتاحة الفرص أمام الأجيال القادمة لحياة أفضل، مرحبا بالشركاء والمستثمرين الساعين للاستفادة من الفرص المتوفرة للاستثمار في الاقتصاد المصري، مؤكدا أن بلاده عازمة على تطوير وتحديث القواعد الاقتصادية المصرية بما يعود بالفائدة على الجميع، وتعمل على تهيئة مناخ مناسب للاستثمار.

 

في كلمات القادة، أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أن أجهزة الاستثمار الكويتية ستوجه 4 مليارات دولار لضخها في الاقتصاد المصري، قائلا في كلمته: “أؤكد مجددا دعم بلادي اللامحدود للأشقاء في مصر وجهودهم الكبيرة التي يبذلونها للاستقرار وتوفير مناخ ملائم لنمو اقتصادهم وخلق فرص استثمارية واعدة”

وأعلن ولي العهد السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز في كلمته أمام مؤتمر “مصر المستقبل” الدولي للتنمية الاقتصادية في شرم الشيخ، عن تقديم المملكة حزمة مساعدات بمبلغ 4 مليارات دولار لمصر، تشمل وديعة بمليار دولار في البنك المركزي والباقي مساعدات تنموية.

خطاب الرئيسي السيسي أمام الوفود

خطاب الرئيسي السيسي أمام الوفود

وفي كلمته صرح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء بالإمارات العربية المتحدة حاكم دبي بتقديم بلاده دعما إضافيا لمصر بقيمة 4 مليارات دولار: “وقفت دولة الإمارات مع مصر خلال الفترة الماضية وبلغ إجمالي ما قدمته الإمارات لمصر خلال العامين الماضيين أكثر من 14 مليار دولار”

وقد تبارت الدول، بممثليها، من رؤساء ووزراء، في إبراز أهمية مسعى مصر، وأن ما يصيب مصر من خير يعم، وهو أمرٌ إيجابي ويعني إعادة اكتشاف محورية دور بلد تاريخي يريد أن يكون له مكان في المستقبل، وهذا ما شهده ممثلو100 دولة، منهم 30 رئيسا، و500 مسؤول ما بين رؤساء حكومات ووزراء ودبلوماسيين، إلى جانب أكثر من 2500 مستثمر.

لكن الاستثمار الأهم الذي نطمح إليه لن يكون سوى في الإنسان المصري، تتعهده قوى التنمية منذ التحاقه بسني التعليم الأولى، وتسير معه حتى تخرجه في الجامعة، بل وتواصل تدريبها خلال العمل، فالإنسان هو صانع المعجزات بلا استثناء.

قبل أيام، وفي في كوريا الجنوبية صرحت وكالة التجارة وترويج الاستثمار الكورية(KOTRA)  والمؤسسة الوطنية الكورية للسكك الحديدية بأنهما بدأتا برنامج تدريبات مهنية وإدارية لمصريين قائمين على قطاع السكك الحديدية، بمشاركة50 مهندسا يعملون في وزارة النقل المصرية وهيئة السكك الحديدية المصرية، وهي المرة الثانية التي يجري فيها البرنامج منذ العام الماضي، بهدف تحسين القدرة المصرية على تشغيل القطاع وإدارته بالإضافة إلى تعزيز العلاقات التجارية بين كوريا ومصر. لدى مصر  9,570 كلم من السكك الحديدية و705 من المحطات تغطي بها 500 مليون راكب و6 ملايين طن من البضائع سنويا، لكنها تعاني حتى الآن من عدة مشاكل تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية ناجمة عن نظام السكك الحديدية القديم.

هذه النوعية من الاستثمارات مطلوبة بشكل أكبر، خاصة وأن التأهيل وإعادته مطلوبان للتنمية البشرية، العضد الأساس للتنمية الاقتصادية.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات