زهور الأزاليا: الحياة الكورية في قصائد كيم سو وول

07:57 صباحًا الإثنين 27 أبريل 2015
أمل ممدوح

أمل ممدوح

ناقدة مسرحية وباحثة أنثروبولوجية وصحفية حرة

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الشاعر والديوان وزهور الأزاليا

الشاعر والديوان وزهور الأزاليا

تكاد تكون مصادر قراءاتنا ثابتة المصدر لحد كبير حيث ترتكز غالبا على الدول الأوروبية ، فيما يبقى أدب يمثل حضارات أخرى في النصف المظلم من الاهتمام إلا فيما ندر.

فأدب مثل أدب شرق آسيا بما خلفه من حضارة عريقة لا زال لا يحظى باهتمام لا ئق ، ومن واقع جديد المعرض وثابته معا قد يجدر عرض ديوان شعر ترجم للعربية منذ فترة قريبة من ذاك النصف الأكثر إعتاما، أبدعه شاب لم ينتج غيره في حياته القصيرة ، ولا ينتمي الديوان لإحدى دول شرق آسيا وحسب وإنما من دولها التي لا نتناولها بشكل أكبر كما نتناول الأدب الصيني مثلا , فهو ديوان كوري عُد ديوانا قوميا واعتبر صاحبه ” كيم سو وول ” شاعرا قوميا لكوريا ، أبدعه شاب واستغرق ذلك فترات حياته حتى موته مبكرا  منتحرا في عمر 32 عاما لإحباطه لعدم رضاه عما يكتب ، في حين خلده هذا الديوان  الواحد كإبداع على مهل حتى النضج وإن كان في فترة الشباب.

كيم سو وول

كتب ” زهور الأزاليا ” ميلاد الشعر الكوري الحديث ، لخص هذا الديوان الواحد تقريبا أحزان شعب ومشاعر عميقة لتجارب الفقد تلخص حياة الشاعر وظروف وطنه في مرحلة هامة من التاريخ الكوري وأثرها اجتماعيا ونفسيا في فترة الاحتلال الياباني لكوريا قبل انقسامها وذلك أثناء الفترة التي عاشها من 1902 وحتى 1934 ، حتى صار الرائد للشعر العاطفي في تاريخ الشعر الكوري الحديث وشاعرا قوميا لكوريا من أهم وأشهر شعرائها ،غُنت له الكثير من الأغاني التراثية ، وهو إن كان قد حظي بعدة دراسات  كورية عنه إلا أنه نصيبه من الدراسات الأجنبية كان أقل كثيرا أما العربية فأكثر قلة بل معدودة .

” كيم سو وول ” امتزجت فترات حياته وعجنت بالأرض الكورية كما خبر ثقافة مستعمرها الياباني ،ويعد نموذجا لمثقف الوطن المستعمَر ، فقد ولد في جونج جو في كوريا الشمالية ودرس في مدارس سول في كوريا الجنوبية ثم التحق بجامعة طوكيو في اليابان مما أتاح له الاقتراب من الثقافة اليابانية ،ثم عمل مديرا للمكتب المحلي ل “دونغ ايلبو” ، واستمرت قصائده في الظهور في الصحف ، لكن رضاه عنها كان يتضاءل فتدهورت حياته وانجرف إلى الشرب ثم الانتحار عام 1934 .

وبالتوقف مع ديوانه ” زهور الأزاليا “،  والذي تم تسجيله كملكية ثقافية حديثة في عام 2011 وهو أول ديوان يسجل في تاريخ الأدب الكوري الحديث ، فإننا نجده يعكس الروح الشعبية في مختلف العواطف التي عبر عنها وتنقل بينها الشاعر سواء الحزن والشجن  أو السرور أو الحنين أو الحسرة واليأس والأمل والحب والغضب وإرادة المقاومة واستعادة السيادة ، فتنوعت مواضيع هذا الديوان المكون من 240 صفحة متضمنة ملخصا عن تاريخ الشعر الحديث وعن الشاعر ، ما بين فراق الأحباء أو الحبيبين والشوق والتسليم بالقدر والتغني بالطبيعة والإحساس بالغربة والقلق النفسي ونقد الواقع الاجتماعي ، كما عكس الكثير من عمق الثقافة الكورية من معتقدات شعبية وأساطير او لهجات عامة وأسماء كثيرة لمناطق واقعية ، وذلك بترجمة للعربية عن الكورية قامت بها “لي دونج أون ” الباحثة بقسم اللغة العربية بجامعة هانجوك للدراسات الأجنبية وحرره وراجعه كل من صلاح عبد العزيز وأسامة جاد وأصدرته دار ” كلمة ” للنشر والتوزيع بدعم من المعهد الوطني الكوري للآداب والترجمة بشكل أنيق بسيط صمم في غلاف صممه عمر عادل يصور زهور الأزاليا .

126 قصيدة

أصدر الشاعر ديوانه عام 1925 أي عندما كان عمره 23 عاما حيث كان في مقتبل شبابه وهو أمر يدعو للدهشة أن يمتلك في هذا العمر هذا الفيض من الأحاسيس المتنوعة العميقة والشجن والتجارب الإنسانية التي تكسب ديوانه هذه المكانة الهامة حتى الآن ، وقد تضمن الديوان 126 قصيدة مابين متوسطة الطول أو القصيرة جدا تبدأ بقصيدة ” ذات يوم بعيد ” التي تحمل حزنا وعتابا وحبا مغلفا بكبرياء إثر ألم وتنتهي بقصيدة ” صياح الديك : كوكو يو ” التي تتحدث عن مشاعر الوحدة والإحباط ومقاومة الحنين لكنها أيضا تنتهي بجملة إشراق الشمس ، فالأمل دائم الإطلال . وأكثر ما يلفت النظر في الديوان كثرة تواجد الطبيعة والتشبيهات المرتبطة بها من مظاهرها وطقسها وفصولها وطيورها وكائناتها الحية أيضا سواء في عناوين قصائده والتي غالبا تستخدم بتعبيرات وسياق رقيق مثل ” نتف الأعشاب ، البحر ، فوق الجبل ، على ضفة النهر الجاف ، ليلة ربيع ، ليلة ، أمسية ثلجية ، غيمة أرجوانية ، صياح الديك ، حافة السماء ، نملة ، سنونو ، بومة ، براعم ، مطر الربيع ، ضباب حريري ، ليل سيول ، في صباح خريفي ، في مساء خريفي ، نصف قمر ، ثلج منهمر ، رياح وربيع ، المد الأحمر ، صياد سمك ، جدجد ، لون القمر ، إذا تغير البحر إلى بستان توت ، ضوء الشمعة الأصفر ، فجر ، سحابة ، ليل القمر في الصيف ، مقدم الربيع ، نباتات مائية ، مساء بارد ، أغنية الغدير وسادة بط المندارين ، جبل ، زهور الأزليا ، طائر الوقواق ، العشب الذهبي ، قرية بجانب النهر ، صياح الديك :  كوكويو “. أما القصائد نفسها فتضمنت العديد من العبارات والكلمات المنتمية للطبيعة بشكل أو بآخر مما يشي بغنى البيئة الكورية التي يعيش فيها بمظاهر الطبيعة وتنوعها .. فإن لم نكن نعرف شيئا عن كوريا سنفهم من قصائده مدى الطبيعة الخصبة المتنوعة التي تفترش سماءها وأرضها .. ومن ذلك ومن قصيدة ” نتف الأعشاب “:

” بالعلا ، فوق الجبل ، خلف بيتنا ، ينمو العشب الخضر / وعبر قاع الغدير الرملي للبستان

تبدو ظلال العشب الأخضر ، وهي تطفو بعيدا “

فهذا الارتباط والتغني الرومانسي بالطبيعة سائد في معظم الديوان وقصائده .

ونلحظ سمة أخرى في الديوان هي كثرة أسماء الأماكن والمدن والأحياء والقرى الحقيقية وكذلك الأنهار والجبال ، فالشاعر ملتحم ببيئته وذكرياته ، وحكاياته مرتبطة بوطنه الذي يبدو يحفظه ميلا ميلا وشبرا شبرا ويعيش في وجدانه ، يؤكد ذلك أسماء قصائده :” وانج شيم ني ” وهو اسم حي في سول وسط كوريا، ” ساك جو وكوسونج ” حيث الاسم الأول اسم قرية ميلاده والثاني اسم قرية سكن والديه ، وفي قصائد أخرى أسماء مثل ” جيه مول بو ” وهو اسم مدينة في غرب كوريا و” إن تشون ” وهي مدينة وميناء في كوريا و” سونج تشون ” وهي قرية صغيرة بجوار القلعة و” سام سو ” و ” كاب سان ” وهما اسمي منطقتين مشهورتين بالوعورة الشديدة .

صورة أنثروبولجية للحياة الكورية

تعد السمة الهامة المميزة للديوان أنه صورة أنثروبولجية للحياة الكورية بصورها المختلفة وتفاصيلها من ملبس وأساطير وطقوس وعادات مع صور الطبيعة كما سبق وأشرنا ، ففي قصيدة ” شخصان ” ” بحذاء القش المربوط ، والمعطف القطني المحكم ، وبينما أستقيم وألتفت ، حتى من مسافة ، هي ما تزال هناك ”

صورت الأبيات الزي الكوري قبل العصر الحديث ، سواء للقدمين حيث كان الكوريون يلبسون أحذية مصنوعة من القش بعد لفافة على القدمين بقماش قطني ( بدلا من الجوارب ) ، وكذلك ملابسهم فكانوا  يلبسون المعاطف التقليدية ويربطون عليها الحزام المحكم حول الخصور حينما يسافرون إلى مكان بعيد . كما عرفتنا بعض القصائد بوحدة المسافة التقليدية الكورية ” ري ” والتي تساوي 450 مترا وذلك في قصائد مثل ( مسافة ألف “ري ” .. عشرة آلاف “ري ” ) كما وردت في قصيدة ” نباتات مائية ” ، وفي هذا الجزء من قصيدة ” تأرجح “:

“فتيات ” سونج تشون ” الصغيرات .. يقفزن عاليا في لعبة الأرجحة خاصتهن / الثامن من إبريل عيد ميلاد بوذا ، لذا يقفزن على الأرجوحة “

ضمت ملامح من الثقافة الكورية بوجود الديانة البوذية وأن الاحتفال بعيد ميلاد بوذ يوافق يوم الثامن من إبريل ، وظهر من لعب الفتيات أنه مناسبة للاحتفال تسودها مظاهر البهجبة ولهو الأطفال في القرى مع ذكر قرية كورية هي ” سونج تشون ” بجوار القلعة . وعرفتنا قصيدة ” تشون هيانج ويي دو ريونج ” بحبيبين بهذين الإسمين في رواية كورية قديمة مشهورة ووجود نهر باسميهما وعرفنا أن ” تشون هيانج ” قد عاشت حسب الرواية عذراء فاضلة ، كما ورد في نفس القصيدة الإشارة لخرافة في المعتقدات الشعبية الكورية عن ” جسر العقعق ” الذي تبنيه كثير من العقاعق ( طيور ) الكورية بطريقة السلسلة بأجسامها ، كما عرفنا في قصيدة ” طائر الوقواق” عن حكاية أو أسطورة الأخت ” جين دو ” التي قتلتها غيرة زوجة أبيها فماتت وصارت طائر وقواق ، وعرفنا في قصيدة ” حنين لبيتي ” سمات للمعابد البوذية وأنها عادة ما تكون في الجبال مع احتوائها على المباخر والأوعية النحاسية العريضة ، كما بينت شيئا عن طقوس ليلة الزواج بإضاءة الشموع المزهرة وذلك في قصيدة ” ليلة تضيء الشموع المزهرة فيها ”

وكذلك عرفنا عن إحدى عادات الزواج في قصيدة ” التنورة الأولى ” هي التنورة الأولى أول ملابس جديدة تلبسها العروس بعد الزواج وتكون هدية من والدي زوجها وذات لون قرمزي ، أما  قصيدة ” وسادة بط المندارين ” فعرفتنا بأحد العادات والمعتقدات الكورية وهي الوسادة الطويلة التي يتوسدها العروسان خلال شهر العسل وتبين أن تسمية بط المندرين ترمز لحب الزوجين في المعتقدات الكورية ، وهناك كذلك عادة حرق الأعشاب على القبور من خلال قصيدة ” لقد عشت بدون أن أعرف الحياة مطلقا ” ، كما ذكرت أيضا في قصيدة ” وجه تغطيه المساحيق ” آلة ” كاياكوم ” وهي آلة وترية تقليدية .

الهموم القومية الكورية

ويستمر ظهور الثقافة الكورية  بملمح القومية والشعبية في الديوان خاصة حين يعكسه بشكل غير مباشر وبنفس السياق الرومانسي العذب الهموم القومية الكورية ولمحات بسيطة عن أبطالها وتاريخها بدورها نضالية الشاعر ، ففي قصيدة ” هل ينبغي أن نقول كل ما يدور في أذهاننا من كلمات ” ذكر الشاعر تمثال ” جانج سونج ” الواقف في وسط ميدان متحدثا عنه بأسى ، وهو تمثال الحارس التقليدي الكوري في مدخل القرية ، مازجا بين ذكره والسخرية من متاعب البشر لبعضهم كما تطرق لذكر قائد كوري آخر هو  الجنرال “نامي” في قصيدة ” النباتات المائية “وهو قائد كوري شجاع عاش في السنوات من 1444 – 1468، أما حب الشاعر لوطنه وانشغاله بهمه وقضية احتلاله فنراه ونلمح ظلاله في عدة مواضع من الديوان ، ففي قصيدة ” نباتات مائية ” وهي من القصائد الهامة يستعيد الأمجاد القديمة بصوت ممزوج  بالأسى واليأس الساخر ” أين ذلك النهر الأخضر حيث قاد الجنرال ” نامي ” فرسه لشرب الماء ” ، وبسخرية تحمل ألمه يسخر ممن لا يستطيع كسب معركته وإن كانت من أجل العدالة مستشهدا بتل ” موسان ” ومن قاتلوا عنده لأجل العدالة فهزموا فرأى أنه كان أجدى بهم الاختباء والاختفاء كرفاق بلا جدوى ، ليكمل قصيدته بنبرة أمل كعادته بحديثه عن قائد ثائر شجاع حمل غضب 300 عام من العار صانعا من قطع البامبو قوسا وسيفا من مجرفة صدئة رافعا راية العدالة عاليا وداقا الطبول على طول الأرض وعرضها ، وإن كانت خلفية أو تفاصيل ذلك ليست واضحة تماما ،  أما عنوان قصيدة ” أفكر فقط .. لو كانت لدينا أرض ملكنا كي نحرثها ” فيكفي لنرى فيه وجعه بوطنه. كما أن قصيدة ” أرض دولة أخرى ” تعكس بقوة قضية وطنه المهيمنة عليه :

” جسر الفولاذ هناك ، فيما أنظر للوراء / ركضت نحوه في ارتباك /  أحبس أنفاسي ،

والآن قدمي مزروعة في أرض لدولة أخرى .. ما “

وفي نفس السياق قصيدة ” حنين لبيتي ” ومنها: ” أبتهل ، دعني أعود إلى وطني ثانية ، مكللا بالمجد ” مصورا فيه إحساسه بالغربة تجاه وطنه .  وتتكرر ارتباطا بقضية وطنه كلمات الشاعر عن الحرية كقصيدة ” زهور الأزاليا ” والتي حملت معادلا رمزيا للحرية فحمل الديوان اسمها ، فزهور الأزاليا زهور برية معروفة في كوريا تنمو بريا  بحرية خاصة في المناطق المشجرة وفي المستنقعات ، ويتأكد توظيف الشاعر لرمزيتها للحرية في القصيدة التي يرى فيها ترك حرية الرحيل للحبيبة بقوله :

” ومن جبل ” ياك ” في ” يونج بيون ” / سأقطف ملء ذراعي الأزاليات / وأنثرها في طريقك ”

أما الحلم فكان له وجود كبير في الديوان الحالم .. فتكررت كلمة “حلم “بكثرة ملفتة ، كما كان للمرأة كبيرة أو صغيرة وجود كبير في الديوان وكذلك قصة حب واضحة للشاعر يشير لها دائما ونعرف أنه فقد فيها حبيبته وكثيرا ما يشعر بالحنين لها ، ويمتزج في كثير من المواضع معنى الحب وفراق المحبين بمعنى الوطن فيستخدم فراق الحبيبة للإشارة لفراق الوطن .

وبدت  ذاتية الشاعر وملامح شخصيته .. فظهر شعوره  بالوحدة وبدا الجانب الوجداني التأملي والفلسفي  للشاعر وكشف الديوان عن روح إنسانية تشغلها حقائق وجودية كالحياة والموت وتشعر باغتراب وغربة  تظهر في تكرار كلمة كالحنين وكذلك في معان وقصائد عدة من الديوان كقصيدة ” سنونو ” : ” حتى السنونو الذي يحلق ذهابا وجيئة في السماوات / يملك عشه القوي المألوف ، ليعود إليه ! / وأنا لا أستطيع سوى أن أحزن ، كمخلوق بلا بيت ! ”

وفي قصيدة ” لم أعرف فعلا من قبل ” نجد بيتا يعبر عن غربة نفسية عميقة :

“أكابد الحنين الذي يثقبني عميقا جدا ” . ويثير الشاعر الأسئلة الوجودية عن معنى الحياة وقيمتها وجدوى الأشياء والمعاني .. وذلك مع وجود دفقة شعورية واضحة وغزيرة تسود معظم الديوان وعواطف متنوعة كالأمل والفرح والحزن واليأس ، وإن كان اليأس والإحباط وخيبة الأمل طاغيا نوعا ما لكن تخفف من وطأته رقة التصوير وجمال التعبيرات وصور الطبيعة الحاضرة باستمرار فالديوان مغلف بنكهة رومانسية رقيقة ملتحمة بالطبيعة .

أما اللغة الشعرية فجاءت عذبة تمتاز بالصور اللونية البصرية من خلال الطبيعة ومكوناتها وحالاتها المختلفة  ووجود اللون أيضا بذكر الألوان المختلفة ببعض القصائد ، تميزت كذلك بالإحساس باللغة التقليدية والشعبية والسلاسة ووجود المتضادات التي توضح المعنى وعمقه وسيادة الشجن في رسم نهايات القصائد غالبا . إلا أن هناك مشكلة نوعا ما بظهور بعض الإشارات لأسماء أو أحداث لا يفهمها أو يلم بها القارىء خاصة القارىء الذي لا ينتمي للثقافة الكورية .. ومن هنا وبرغم وجود إشارات في الهامش السفلي لصفحات بعض القصائد لتوضيح بعض الكلمات أو خلفيتها إلا أن هناك قصائد خلت من ذلك .. منها قصيدة ” أم وأب ” فلم نفهم تماما من وماذا يعني الشاعر بهذين البيتين : ” ولكن في هذا العام مع ابن الرابعة عشرة وابنة ، معا / لا يستطيع والد ” سون بوك ” أن يضع حدا لحياته .. أيمكنه ذلك ؟ ” فلم تشر الترجمة سوى لأن ” سون بوك ” هو اسم ولد ، هذا بالإضافة إلى غموض بعض التركيبات اللغوية في الترجمة التي كانت أقرب للترجمة الحرفية دون نقل الروح الكامنة وراء الكلمات أو المعاني خلف التعبيرات مما شكل عقبة في استيعاب وتذوق عدة أجزاء من الديوان وإن كانت تشبيهات وصور الكاتب الرقيقة كان لها فضل تخفيف ذلك وإثارة الجذب الذي كثيرا ما كانت تضيعه الترجمة وتركيباتها وذلك رغم جودتها الحرفية . وكنت أرى أنه من الأفضل إلحاق مزيد من شرح بعض أجزاء القصائد الغامضة عند وجود خلفية هامة يجهلها القارىء وإن حدث جزء من ذلك بشكل جيد في المقدمة وبعض منه في بعض القصائد ، لكن الديوان بشكل كلي أتاح لنا التحليق في الحياة والطبيعة الكورية ونمتد معها في براح واسع بحرية .. كزهور الأزاليا .

2 Responses to زهور الأزاليا: الحياة الكورية في قصائد كيم سو وول

  1. mary رد

    9 يوليو, 2020 at 1:47 م

    هل هناك نسخة pdf الكتاب المترجم

    • 아슈라프

      Ashraf رد

      10 يوليو, 2020 at 1:24 ص

      يرجى سؤال الناشر أو كلية الألسن

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات