ثقافة القهوة … غرامٌ كوري!

هنا، في كوريا الجنوبية تعد القهوة ليست بنوبة صباحية تبدأ بها يومك وانما نوبات متعددة اثناء اليوم خلال عملك قهوتك دائما معك … باستراحتك بالجامعة… اثناء قيادتك للسيارة … خلال انتظارك للقطار … دائما القهوة تكون رفيقتك بكوريا .

القهوة , ثاني اكبر منتج يتداول بعد البترول وهى ليست فقط مشروبا انما احيانا تكون ثقافة ترتبط بالشعوب بالرغم ان كوريا الجنوبية ليست دولة استوائية او دولة من دول المعروفة باسم (حزام القهوة) وتلك الدول التى تكون قريبة نسبية من خط الاستواء . وبالرغم من ذلك اصبحت كوريا الجنوبية اهم الشعوب ترويجا للقهوة بالرغم انها لست من مواردها .

القهوة , ثاني اكبر منتج يتداول بعد البترول

ظاهرة طبيعية ليس فيها ما يبعث على الدهشة.. الشعوب التي كانت مشهورة بالإقبال على شرب الشاي.. اصبحت تقبل على شرب القهوة. ويحدث العكس بالنسبة للشعوب التي كانت مشهورة بالإقبال على القهوة. وينتمي الشعب في كوريا الجنوبية إلى النوع الأول حيث كان مشهورا منذ قديم الأزل بعشقه للشاي مثل باقي شعوب آسيا. وفي السنوات الأخيرة، بدأ يتحول إلى القهوة مثل شعوب أخرى. لكن التحول هنا كان عنيفا وقويا بعض الشيء. فقد وصل الأمر إلى انتشار مجال تقديم القهوة إلى حد أنه بات في العاصمة سيئول محل للقهوة في مبنى من كل اثنين. وهذه المحال إما أن تكون كورية خالصة أو أن تكون فروعا لسلاسل عالمية شهيرة مثل ستاربكس الأميركية. ومع تلك الوفرة، فإنه من الصعب في معظم أوقات اليوم العثور على مقعد شاغر فيها. وتشير الإحصائيات إلى أنه في نهاية عام 2011 كان هناك 21381 محلا للقهوة في كوريا الجنوبية بزيادة عشرة أضعاف عام 2006. واستهلك المواطن الكوري في العام الماضي 338 فنجانا من القهوة في المتوسط ودفع في محالها 2،2 مليار دولار. كما زادت واردات كوريا الجنوبية في العام الماضي بمقدار 44 % عنها في عام 2010.
وتعد كوريا الجنوبية صاحبة أكبر عدد لمنافذ ستاريكس في العالم بعد الولايات المتحدة. ويشير الخبراء إلى أن ستاربكس هي المسؤولة عن جنون القهوة الذي يعيشه أبناء كوريا الجنوبية من خلال حملاتها الإعلانية التي قامت بها في عام 1999 عندما اقتحمت السوق الكورية الجنوبية لأول مرة.. فساهمت في نشر ثقافة القهوة بنجاح لتستفيد تلك السلسلة وتفتح الطريق أمام صناعة جديدة في البلاد. ولم تعد هذه المحال مجرد مقاه بل أماكن للمقابلات الاجتماعية والترفيه.
ويقول صاحب أحد المحال إن الكوري كان يدفع بالكاد 300 وون لفنجان القهوة. واليوم صار مستعدا لدفع خمسة آلاف. فإن الدولة في كوريا الجنوبية تنبهت إلى مشكلة مهمة وهي الزيادة الكبيرة في أعداد محال القهوة. ووصل الأمر إلى أن نجد محلين متجاورين يحملان اسما واحدا لسلسلة واحدة. ومعنى ذلك أن تبدأ المحال في المضاربة بشكل كبير ليخسر الجميع في النهاية. من هنا بدأت الدولة تفكر في تنظيم تلك الصناعة بفرض قيود عديدة ويرفض المسؤولون هناك الحديث عن هذه القيود. إلا أن بعض الصحف تشير إلى أن أهم القيود سوف تتعلق بالمسافة بين المحال حيث سيتعين ألا تقل عن 70 أو مائة متر. وسوف تصل المسافة إلى 500 متر إذا كان المحلان يحملان اسما واحدا.

من المتوقع أن تسجل واردات كوريا الجنوبية من القهوة رقما قياسيا في هذا العام وفقا لإحصاءات صادرة عن وكالة الجمارك.

ويبدو أن حجم الواردات من القهوة خلال الفترة المذكورة يتجاوز الرقم القياسي المسجل في عام 2011(92,040 طن) ومن المتوقع أن يسجل رقما قياسيا هذا العام.

لوحات فنية يبدعها شاب كوري على كوب القهوة

كانغ بن لي شاب كوري يبلغ من العمر 23 عاماً ليس صانع قهوة عادي يعمل في مقهاه الخاص ففي بلاده كوريا الجنوبية غيره الكثير ولكنه مختلف فهو فنان مبدع يرسم اللوحات الملونة على القهوة لأنه أراد أن يستمتع عشاق القهوة بأكواب تزينها لوحات فنية رسمها بيديه وبإحساسه على رغوة القهوة وأن كان وللأسف عمرها قصير إلا أنها متعة تخلد في ذاكرة متذوقيها، ولم يتوقف عند هذا الحد بل ابتكر فن رسم الشخصية(character art ) على القهوة مضيفا بذلك فناً جديداً على ما يسمى اللاتية أرت أو فن اللاتية .. (LATTE ARTIST)

وقال لنا في حوار خاص أنه تعلم ودرس القهوة منذ 6 سنوات و يحب العمل الحساس الذي يضفي إحساسه في العمل باستخدام يديه ويعطي من مشاعره خلال الرسم على عكس الانطباعات العادية أو المتوقعة من وجهة نظره ، فهو يهتم بالعمل ويقوم بصنع الأجزاء المختلفة في صنع القهوة من التحميص وطريقة التقديم وحتى تزيينها بطريقة “اللاتية أرت” أو فن اللاتية وهو الرسم على رغوة القهوة إلى أن وصل إلى ابتكار فن الشخصية الذي ميزه عن غيره في هذا المجال جاعلاً من مقهاه الصغير مرسما مختلفاً.

وأضاف اخترت هذا الفن لرغبتي بممارسة الفن الذي لا يقتصر على شكل معين وغير مقيد بأي شروط شكلية أي يظهر المعنى الحقيقي للفن،وقال “اعتقد أن اللاتية العادي والذي يستخدم الحليب والسيروب شراب الشكولاته فقط أصبح محدوداً ومقيداً وأنا رغبت في أن ألون هذا الفن وأجعله مليء بالألوان.
وبدأت العمل والتعلم بالتجربة والخطاء وبعد تكرار المحاولات استخدمت شراب الفاكهة في رسم وتلوين هذه اللوحات حتى نجحت في صنعها.
وأشار إلى أنه لم يدرس أو يتلقى التعليم في الفن أو الرسم ولكن عندما كان اصغر سناً كان يخربش ويصنع أشياء بيديه و قضى وقتً طويلاً في تعليم نفسه ويعتقد أن الوقت الذي قضاه في ذلك كان مفيدا جدا ومساعدا له في مهنته ومجال عمله على حد قوله.

وعن اختيار الصور واللوحات التي يرسمها قال “أختار صورة عن حدث أو قضية اجتماعية أو لوحة كورية تمثل الجمال الكوري، وعادة أرسم الأشخاص الذين يحبهم الناس ويتعاطفون معهم ولهم تأثير في المجتمع، وشخصيات معروفة عالمياً”.
ويأمل أن يصل بفنه للعالمية وقال” أتمنى أن أنشر وأعلم فن رسم الشخصية الذي ابتكرته بحيث يكون فناً يدرس ليس فقط في كوريا بل في كل أنحاء العالم لأني بذلك سأضفي نوع من المرح الجديد للكثير من عشاق القهوة ولفناني اللاتية أرت حول العالم”.
وفي رده على من لا يصدقه قال” لا تتفاجئوا ولا تندهشوا حتى تتذوقوا كوب القهوة الذي أصنعه، وأضاف ضاحكاً عندما أعد قهوتي وتتذوقونها سوف أتصل برقم الطوارئ لأن مذاقها كافي لأن يصدمكم”.
وفي نهاية حواره شكر “روج” على اهتمامها بفنه وقال أشكر مجلتكم على اهتمامها بالإبداع والمبدعين ، كما أرغب في أن تصل قهوتي لجميع الناس لأني بذلك أتواصل معهم عن طريقتى

وبالنهاية ثقافة القهوة لا تتغيير ايضا بتغير نمط الحياة وغير انها باتت واصبحت عشقها يمكث لعده عقود من هذا القرن.

هل تعتقدون أن عشاق القهوة سيستمرون في غرامهم لها سواء كانت بنكهة كورية ام عربية… ؟ وكما انتشرت نكهات القهوة الغربية بكوريا الجنوبية، هل تعتقدون أن قهوتنا العربية ستسحر الكوريين ايضا … عشاق القهوة … ؟