بنها تحتفل بكاتب حكاياتها

10:09 مساءً السبت 5 ديسمبر 2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
فؤاد مرسي يوقع "حكايات السيدة بنها"

فؤاد مرسي يوقع “حكايات السيدة بنها”

استضاف قصر ثقافة بنها حفل توقيع أحدث إصدارات الكاتب فؤاد مرسي، كتابه: حكايات السيدة بنها، وفيه نقرأ مقدمة الكتاب الذي يجمع بين السيرة الذاتية والبحث:

“ما برحت السيدة بنها كما يحلو لى أن أسميها؛ تستلبنى بشوراعها وناسها وحواديتها وتاريخها بلحظاته الفاصلة, مازالت حكايات أبى عنها, التى اختلطت فيها الحقيقة بالخرافة ترافقنى أينما حططت بأحد جوانبها، وتستفز فعل الكتابة بداخلى.  طوال الوقت وهى تسكننى، ولا تفارقنى حالة الكتابة عنها وبها، فما ألبث أن أتناءى عنها حتى ليخيل لى أنى قد نسيتها حتى تفاجئنى بقوة أشد”.

يضيف فؤاد مرسي:

“فكرت فى كتابة عمل روائى طويل عنها, يبدأ منذ اللحظة التى تحول فيها هذا المكان من قرية صغيرة إلى مدينة بقرار من الخديوى عباس, الذى بنى قصره على نيلها ثم قتل فيه، وما تلا ذلك من أحداث ساهمت فى رسم هذا المكان اجتماعيا بالصورة التى نعيشها الآن. إذ يمكننا أن نصف مدينة بنها، بأنها مدينة ذات طابع ريفي، تغلب الأعراف والتقاليد الريفية على طابع أهلها، رغم أن معظم سكانها يعملون بالوظائف سواء الحكومية أو الخاصة، خصوصا بمدينة القاهرة التى تبعد عنها بحوالى 40 كيلو متر باتجاه الجنوب، وكذلك بالمصانع المنتشرة بالمحافظة.

وقليل من أهلها يعملون بالتجارة والأعمال الحرة، وتعتمد التجارة فيها على سكان القري المجاورة (حوالى أربعين قرية) الذين يرتكزون على قضاء حوائجهم منها، كما يقام بها سوق أسبوعي يفد إليه البائعون من كافة بقاع الوجه البحري. كل هذا نسج عن بنها حكايات عاش فى كنفها الأولون، وتتبعها اللاحقون ممن أصابهم مسها وشغفوا بها فراحوا يتقصّون أخبارها فى بطون الكتب، ويتلقفون كل ما يصادفونه  عنها تلقف الظامئ المحروم”.

ويعترف الكاتب:

“لا أكتب عن بنها بدافع شرنقة الذات, أو تمجيد وعبادة الماضى والحنين إليه. إنما أكتب لهؤلاء الناس الذين يعيشون في مدينة لا يعرف معظمهم عنها شيئا ولا يحسون بها ويعدونها واحدة من الأماكن الممسوخة الفاقدة للطعم والرائحة. فالمكان بنظرى لا يقل أهمية عن الإنسان فى الكتابة بل هو إشارة إليه ودلالة عليه ويحكم الإنسان فى معظم تصرفاته ويميز طبائعه، وليس مجرد حيز جغرافى يتحرك فى إطاره الإنسان أو ديكور يقف فى خلفية الحياة. فمن خلال المكان نستطيع أن نقرأ ونفهم سيكولوجية ساكنيه، ومن ثم تصبح معطيات التواصل أقرب للإمكان والتحقق… ولا يمكن لباحث أن يحيط بتاريخ بنها ويستوعبه دون أن يحيط بتاريخ أتريب ويتأمله، فالعلاقة بينهما علاقة جدلية ومعقدة، فعلى حين كانت أتريب فى الحقب القديمة هى المكان الأبرز فى تلك المنطقة؛ كانت بنها مجرد قرية صغيرة تابعة لها، يطلق عليها أحيانا نزلة بنها وأحيانا منية بنها وفى أحسن الأحوال “بنها العسل”. ثم شاءت الأقدار أن يخفت نجم أتريب ويبزغ نجم بنها وتصبح عاصمة للمحافظة الواقعة فى الوجه البحرى”.

 

فؤاد مرسي بريشة الفنان توفيق هلال

فؤاد مرسي بريشة الفنان توفيق هلال

ووفقا لما جاء بالكتاب التذكارى الذى أصدرته المحافظة بمناسبة عيدها القومى عام 1981، فقد استحدثت محافظة القليوبية  في سنه 715 هـ /1315 م بمرسوم من الملك الناصر محمد بن قلاوون، لما أمر بعمل الروك الناصري. وكانت نواحيها قبل ذلك تابعة لإقليم الشرقية ثم فصلت عنها باسم “الأعمال القليوبية”، نسبة إلى مدينة قليوب التى كانت قاعدة لها، وفي سنه 933 هـ / 1527 م إبان العصر العثمانى، أطلق عليها اسم ولاية القليوبية ثم مأمورية القليوبية  في سنه 1826م، وفي سنه 1833م سميت مديرية القليوبية. وطبقا لقانون الإدارة المحلية رقم 124 لسنة 1960م، الذي صدر في 2 شوال 1379 الموافق 28 مارس سنة 1960، أصبح اسمها هو محافظة القليوبية.

 

غلاف الكتاب

غلاف الكتاب

وتتضمن فصول كتاب “حكايات السيدة بنها” مجموعة من القراءات والحكايات والمواقف التى تعين على الإحاطة بسيرة هذا المكان وناسه وتجلياته عبر فصول التاريخ. بعضها نتاج تجارب وبحوث شخصية، وبعضها آثرت أن أعرض له وفق وروده فى الكتب المختلفة التى انشغلت بأمر هذا المكان أو ذكرته – حتى – ذكرا عابرا، لكنه لم يخل من دلالات عميقة ومهمة. وبعض هذه الكتب لم يعد متاحا للناس الآن بسبب قدم طبعاتها ونفادها من المكتبات والأسواق، غير أننى لا أكف عن البحث عنها، مهما كلفنى الأمر من مشقة. وقد رأيت أن أتيحها للناس لما أراه فى عيونهم وأتلمسه فى أرواحهم؛ من شغف يتفجر كلما سمعوا حكاية من هذه الحكايات أو معلومة من تلك المعلومات، على الرغم مما يكتنف بعضها من أساطير وخرافات لاتمت للعلم أو التاريخ بصلة، غير أنها تصورات قارة فى النفوس ومؤثرة فيها ومحركة لبعض دوافعها.

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات