ليس يسيرا أن تُختزل قارة عملاقة في 5 وجوه، لكننا يمكن أن نسميها بالوجوه الكاشفة، التي تجسد خمس رحلات لأفكار عظيمة.
الفكرة الأولى تأتينا من عالم الناشطة الباكستانية ملالة يوسف زاي التي أمضت يوم عيد ميلادها الثامن عشر مع بعض لاجئي سورية في لبنان، بعد أن افتتحت مدرسة خاصة بالبنات اللواتي يعشن في مخيمات هؤلاء القادمين من أتون الحرب في الشام، تضم أكثر من 200 تلميذة سورية. أصغر الحاصلات على جائزة نوبل في السلام اتهمت في كلمة افتتاحها للصرح التعليمي قادة العالم بالتخلي عن أطفال سورية، وهي التي عانت ظروفا صعبة حين أطلقت عليها حركة طالبان النار محاولة لاغتيالها بسبب دعم الفتاة للتعليم. ملالا صدر لها كتاب وعنها فيلم وأصبحت أيقونة تخطت حدود القارة للعالم كله.
الفكرة الثانية تأتي من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تولت الدكتورة أمل عبدالله جمعة كرم القبيسي رئاسة المجلس الوطني الاتحادي كأول سيدة إماراتية تصل لهذا المركز عبر انتخابات تشريعية، كما أنها الخليجية الأولى التي تصل للبرلمان عبر صناديق الاقتراع، وكانت أيضا أول نساء وطنها التي ترأست جلسة المجلس الوطني السادسة التي انعقدت قبل 4 سنوات.
منجز الدكتورة أمل يختزل الخطوات الوثابة التي قادت نساء الإمارات ليكن ليس فقط سيدات أعمال، وإنما صانعات للحدث في الإعلام والسياسة والثقافة.
الشخصيتان التاليتان تأتيان من الصين والهند؛ أكبر بلدين في عدد السكان في العالم، وقدم كل منهما فكرة سعى لتحقيقها، منذ توليهما المسؤولية في بلديهما.
الشخصية الأولى هي للرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تبنى فكرة استعادة طريق الحرير كحل اقتصادي وثقافي ومجتمعي لأزمات بلاده والقارة والعالم. لم يمنع تباطؤ الاقتصاد الصيني على دعم مبادرة الرئيس الصيني«حزام واحد وطريق واحد»، ضمن ما أسماه شي “التجديد العظيم للأمة الصينية”، لكي تنضم بلاده إلى صفوف الاقتصادات المرتفعة الدخل، باستخدام الأسواق والموارد، في الداخل والخارج.
أما الشخصية الثانية فهو ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي ، الذي كان زعيما لإقليم كوجارات منذ أكتوبر2007، حتى انتخب تحت قيادة حزبه بهارتيه جنتا بارتي لرئاسة الوزراء في مايو 2014 بعد نصر ساحق في الانتخابات العامة في 2014. الرحلات المكوكية للرجل يقف وراءها فكر ثاقب لتحديث بلاده تقنيا، وانطلاقها اقتصاديا، وإعادة الروح لعلاقاتها السياسية مع جيران الهند في آسيا.
وأختتم الشخصيات الخمسة بالحديث عن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والذي يقدم كل يوم نموذجا للشخصية القيادية المبادرة، ومبادراته لا تترك حقلا إلا وتحرثه، كما لا تترك جيلا إلا وترعاه، ولا تسأل عن فضاء أرضي أو سماوي إلا وتجده، بسلسلة من المؤسسات الداعمة وعدد كبير من الجوائز المشجعة، ونخبة من الإصدارات النوعية.
هذه الشخصيات عنوان لآسيا الجديدة، الفاعلة، التي تمنح الحقوق للجميع بتساو كبير، وكذلك آسيا القوية التي رغم عذابات الحروب في منطقتنا العربية والتهاب الحدود في بلدان أخرى لا تزال تقدم النموذج.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.