الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه

أعربت الرئيسة بارك كون هيه عن أملها في أن تبني كوريا الجنوبية واليابان الثقة وتبدآن علاقات ثنائية جديدة قائمة على اتفاق تاريخي بشأن اتفاق نساء المتعة.

وقالت بارك في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبيه إن على كوريا الجنوبية واليابان أن “تستخدما الاتفاق كفرصة ثمينة لاستعادة شرف وكرامة نساء المتعة وتضميد الجراح”، وفقا لمكتب الرئاسة في سيئول.

في محادثة هاتفية دامت 13 دقيقة أعرب آبىه أيضا عن الاعتذار القلبي إلى جميع أولئك الذين أصابهم الألم كنساء متعة وتحملوا الندوب.

وجاءت المحادثة الهاتفية بعد ساعات من توصل كوريا الجنوبية واليابان إلى اتفاق يمكنه ان ينهي الخلاف الذي طال أمده بشأن النساء الكوريات اللاتي أجبرن على العبودية الجنسية لصالح الجنود اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، في واحدة من القضايا الدبلوماسية الشائكة بين البلدين الجارين.

وطلبت بارك أيضا من “نساء المتعة” و العامة تفهم الاتفاق من منظور أوسع.

التقت بارك أيضا مع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا بعد اتمام الاتفاق بين مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سيه في سيئول.

الاتفاق المبرم بين البلدين ركز على قبول اليابان تحمل المسؤولية عما ارتكب في زمن الحرب ودفع تعويضات لنساء المتعة الكوريات ضحايا الاسترقاق الجنسي الياباني خلال الحرب العالمية الثانية.

وبموجب الاتفاق وافقت اليابان على تقديم 1 مليار ين (8.3 مليون دولار) كتعويضات للضحايا من خلال صندوق يتم إنشاؤه من قبل الحكومة الكورية الجنوبية.

وافقت على العمل على معالجة مطالب طوكيو بشأن إزالة تمثال فتاة يرمز إلى نساء المتعة من أمام السفارة اليابانية في سيئول

تعهدت كوريا الجنوبية من جانبها بإنهاء النزاع إلى الأبد إذا ما وفت اليابان بمسؤولياتها، كما وافقت على العمل على معالجة مطالب طوكيو بشأن إزالة تمثال فتاة يرمز إلى نساء المتعة من أمام السفارة اليابانية في سيئول.

كما قال آبيه لبارك إن اليابان سوف تعمل بأمانة لتنفيذ مشروع لاستعادة شرف وكرامة نساء المتعة وتضميد الجراح، مشيرا الى أن الاتفاق هو الحل النهائي لقضية نساء المتعة، وأنه لا رجعة فيه.

كوريا الجنوبية واليابان شريكان اقتصاديان وثيقان وحليفان رئيسيان للولايات المتحدة على الرغم من فترة الصراع الطويلة والنزاعات التاريخية الناجمة عن فترة الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية (1910-45).

اتفقت بارك وآبيه أيضا على التعاون الوثيق على تحسين وتطوير العلاقات الثنائية.

وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ-سيه يصافح نظيره الياباني فوميو كيشيدا بعد ظهر اليوم الاثنين في مقر الوزارة بسيئول قبيل عقد المحادثات بينهما لمعالجة قضية نساء المتعة من قبل الجيش الياباني خلال الحرب العالمية الثانية

عبرت المسنة لي يونغ-سو، 88 عاما من العمر، وهي ضحية من نساء المتعة للجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية، عن عدم رضائها بما توصلت إليه الحكومتان الكورية واليابانية عبر محادثات وزيري الخارجية بينهما حول قضية نساء المتعة، قائلة إنها ستتجاهل كليا ما جاء في الاتفاق.

وصرحت “لي” في مؤتمر صحفي في مكتب الجمعية الاستشارية الكورية لقضية نساء المتعة، عقب الإعلان عن نتيجة المحادثات اليوم، قائلة “يبدو أن ما توصل إليه البلدان أثناء المحادثات يخلو من أي اعتبار منهما للضحايا النساء”.

وأكدت “لي” على ضرورة تقديم الحكومة اليابانية تعويضا قانونيا للضحايا وليس تقديم دعم، قائلة “ما كننا نطالب به هو تقديم اليابان اعتذارا رسميا لتجنيدها نساء المتعة، وتقديم تعويض قانوني” بالإشارة إلى أن قرار اليابان لتقديم دعم مالي يختلف عن التعويض القانوني الذي نطالب به، نحن نطالب اليابان بتقديم تعويض عن أخطائها، بينما الدعم المالي هو مجرد مساعدة للتعاطف معنا”.

وقالت “نحن لم نصر على هذه النقطة لأننا نحتاج إلى المال، بل ندعو إلى ضرورة التعويض الرسمي عن الجرائم التي ارتكبتها اليابان، ولن نقبل هذا الاتفاق”.

تظاهرة كورية جنوبية لصالح نساء المتعة

يشار إلى أن وزير الخارجية الياباني أيضا أوضح أن ضخ واحد بليون ين في صندوق دعم الضحايا من نساء المتعة، ليس تعويضا لهن.

وحول روايات تشير إلى أن مراجعة الحكومتين لمسألة نقل تمثال على شكل فتاة يرمز لنساء المتعة أمام مبنى السفارة اليابانية في سيئول، رفعت صوتها قائلة “انه تصرف ينم عن صلف اليابان، فعليها أن تعتذر لنا حتى لو نصبنا تمثالا آخرا وسط العاصمة طوكيو.

وعبرت عن رفض خطة وزارة الخارجية الكورية لإقناع الضحايا بنقل التمثال، قائلة إنها لن تخضع لخطة الوزارة.

وحول موافقة إحدى الضحايا الأخريات على قرار الحكومة، قالت إن موقف الضحايا لا يتم إلا بموافقة الجميع بالإجماع.

ويعتبر هذا الاعتذار الأول من نوعه الذي تقدمه الحكومة اليابانية ورئيس الوزراء شينزور آبي بصفته رئيس الوزراء والاعتراف بالمسؤولية عن قضية نساء المتعة.

وحول تأسيس صندوق الدعم لنساء المتعة ، قال وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ-سيه ” تم الاتفاق على تأسيس الحكومة الكورية للصندوق، وضخ الحكومة اليابانية ميزانية الصندوق وتنفيذ مشاريع لاستعادة شرف وكرامة الضحايا بالتعاون بين الحكومتين.

Tweet