من أطلق شائعة إغلاق مجلة العربي؟

07:26 صباحًا الخميس 18 فبراير 2016
شريف صالح

شريف صالح

قاص وروائي وكاتب صحفي، مصر

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

coversتعاني مجلة العربي منذ أكثر من عامين.. معاناة ترتب عليها احتجاب العربي العلمي.. ومشكلات مالية تتعلق بمكافآت المثقفين العرب المتعاونين معها.. ثم انهيار موقعها الالكتروني.. وتقلص أعداد التوزيع من 150 الى 80 ألف نسخة.. وما تردد عن خضوع المجلة قبل النشر لرقابة الموظفين! وأخيرا الغاء ندوتها السنوية.. تراكمات من المشاكل لا يسأل عنها رئيس التحرير د. عادل العبد الجادر الذي تسلم المهمة في فترة مضطربة.. ويبدو أن الرجل استنفد طاقته في متاهة البيروقراطية التي انتهت بتصريح النائب د.عبدالله الطريجي وانزعاجه من أنباء عن احتمال اغلاق المجلة داعيا الحكومة الى التدخل السريع للحؤول دون صدور هذا القرار. نحن لا نتكلم عن مطبوعة عادية بل عن مجلة تربى عليها ملايين المثقفين والقراء العرب.. واستكتبت كبار المثقفين في العالم العربي كله.. المجلة الثانية الأطول عمرا في تاريخ الثقافة العربية بعد الهلال المصرية.. فلمصلحة من عدم معالجة هذه الملفات السلبية التي ألقت بظلالها على مستوى المجلة وباتت تهدد سمعتها واستمراريتها؟! حملنا أسئلتنا في النهار الى رئيس تحرير العربي د. عادل العبد الجادر الذي أجاب بكل أريحية.. فكان هذا الحوار:

633421_654654654654g_main_Newبداية ما صحة ما تردد عن اغلاق مجلة العربي؟
هذا الكلام عارٍ عن الصحة تماما.. بالعكس هناك تفكير جدي في انشاء مؤسسة العربي الثقافية تكون المجلة جزءا منها.. ضمن محاولة لتطويرها بما يعكس الصورة الثقافية للكويت في العالم العربي.. وفي العالم كله.. فالكويت منذ عقود وهي تلعب دورا مهما ومميزا في الثقافة العربية من خلال مجلة العربي واصدارت المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وماذا عن تصريح النائب د.عبدالله الطريجي؟
أعتقد أن النائب د.الطريجي استشعر ما يحدث في المجلة خصوصا عقب قرار الغاء ندوتها السنوية فأراد لفت الأنظار كي يراعي المسئولون الشأن الثقافي بصفة عامة. فمجلة العربي توشك أن تكمل عامها الستين وتركت أثرها في ملايين العرب ولا أظن أن أحدا يفكر في اغلاقها. فهل يعقل مثلا أن يطالب أحد بالغاء هرم خوفو بسبب تكلفة صيانته؟ كذلك العربي هي هرمنا الثقافي ولن يفكر أحد في الغائها.. ولا ننسى أنها صدرت بجهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم.
وكيف وجدت رد فعل الجمهور العربي على مثل هذا الكلام؟
تابعت ما يقال على شبكات التواصل الاجتماعي والتساؤلات مثل أين العربي؟ وانقذوا العربي.. وأتمنى أن يكون الانقاذ فعليا وليس بالكلام ولا بالمظاهرات الهاشتجية بل أن نعمل معا لابقاء وتطوير هذه المجلة الغراء.
لكن ورغم استمرار صدور المجلة هناك شكاوى من عدم وصول الأعداد الى القراء.. في مصر على سبيل المثال؟
لدينا مشكلة بالفعل في التوزيع بعد تقليص الأعداد من أكتر من 150 ألف نسخة الى 80 ألف نسخة رغم أن مصر وحدها كانت تستوعب حوالي 60 ألف نسخة لا يرجع منها سوى النذر اليسير. وبرغم كل الاضطرابات في المنطقة وما تمر به المجلة مازلنا نطبع 80 ألف نسخة وهو رقم كبير مقارنة بغيرنا من المجلات الثقافية.. ويتم ذلك بمنتهى الاحترافية والمهنية.
أليس ثمة عقد ملزم للموزع؟
التعاقد مع الموزع باعتبارنا مجلة حكومية يتم من خلال مناقصة رسمية.. ومنذ تسلمي لرئاسة التحرير طلبت أن يكون لنا رأي عند الاتفاق مع الموزع لوضع تصور مناسب للمجلة وخريطة توزيعها.. والمفترض أن العقد يعطي للطرف الأول الموقف السيادي وليس للمنتفع منه.. وأن تكون هناك شروط جزائية أيضا.. لكن بعض البنود هلامية.. وقناعتي أن العقد به خلل في تركيبته أثر سلبا على حضور المجلة.. لأن الموزع يضمن حقه مباشرة وليس من نسبة بيع النسخ كما هو متبع.. ويفترض أن يعطينا احصاءات دقيقة عن حركة التوزيع ومشاكلها لأن كلانا يكمل عمل الآخر. وهناك مشاكل أخرى لا ذنب للموزع فيها منها الحروب والأوضاع السياسية في كثير من البلدان العربية مثل سورية والعراق واليمن وليبيا.. كل هذا أثر سلبا علينا وعلى غيرنا من المجلات.. وأذكر أن الموزع اتصل بي بخصوص عجزه عن التوزيع في ليبيا فاقترحت عليه تحويل النسخ المخصصة الى ليبيا على دول مجلس التعاون الخليجي.. لكن حتى مثل هذا القرار لا يبدو تنفيذه سهلا بسبب التعقيدات البيروقراطية والدورة المستندية الطويلة. وبالطبع مع قلة عدد الأعداد في السوق المصري وتعذر وصولها الى أسواق عربية أخرى يظن القارئ العربي أنها توقفت أو سحبت من السوق فتزداد الشائعات والأقاويل.

رئيس تحرير العربي د. عادل العبد الجادر يتحدث إلى محرر النهار الكاتب شريف صالح

رئيس تحرير العربي د. عادل العبد الجادر يتحدث إلى محرر النهار الكاتب شريف صالح

ألا يمكن مع تراجع الأعداد الورقية المكتوبة أن تلجأ المجلة الى اصدار نسخة الكترونية؟
لدينا بالفعل تصور لأن يكون لدينا اصدار ورقي لأنه يهم غالبا الشريحة فوق الـ 35 سنة واصدار الكتروني للشباب لأن الشباب اليوم يقضي كل وقته على شبكات التواصل ومع الهواتف الذكية ولن يسعى للبحث عن نسخة ورقية.. ويمكن أن يتميز الاصدار الالكتروني بالتحديث اليومي الى جانب نشر نسخة بي دي اف من العدد الورقي.. ونفكر أيضا في رفع كل أعداد المجلة منذ صدورها عام 1958 وفهرستها وتبويبها للباحثين والقراء.. فهذا كنز ثقافي مهم.
وما الذي يمنع من انجاز هذا المشروع؟
نحتاج أولا الى أن يكون لدينا موقع الكتروني منتظم ثم نبدأ في تنفيذ مشروع الفهرسة والنسخة الالكترونية.
ألا تخشى أن النسخة الالكترونية تكون تمهيدا لالغاء النسخة الورقية؟
بالعكس.. كل التجارب العالمية التي ألغت الورقي واكتفت بالالكتروني فشلت.. وبعضها عاد مرة أخرى الى الورقي.
اذا كانت الحكومة تتحدث عن سياسة ترشيد الانفاق.. فكيف ستواصل المجلة دورها؟ وكيف سيتم تنفيذ مشروع الكتروني لها؟
اذا كان الأمر يرتبط بالميزانية وترشيد النفقات.. يمكننا أن نقدم مبادرات شراكة مع القطاع الخاص.. كأن تتبنى احدى الشركات انشاء موقعنا وفهرسة المجلة في مقابل نشر اعلانات لها.. لكن المشكلة أن تمرير ذلك يتطلب قرارا يتجاوز الدورة البيروقراطية.. فمثلا نحن كمجلة حكومية لا تتغير ميزانيتنا حتى لو جلبنا اعلانات لأن الاعلانات لها ادارة مختلفة وتعود الى وزارة المالية.

غلاف العدد الأول من العربي

غلاف العدد الأول من العربي

وماذا عن مشكلة مكافآت المثقفين المتعاونين مع المجلة؟
هذه أيضا مشكلة تتعلق بآليات الصرف في وزارة الاعلام والتي تتطلب أن يكون هناك حساب بنكي وبعض المثقفين ليس لديهم حسابات بنكية فنضطر لاصدار شيكات تأخذ دورة مستندية وقد لا تصل الى أصحابها وتعود الينا في نهاية الأمر! واقترحنا أن يتم التعاقد مع شركة صرافة كبرى تقوم بتحويل المكافآت مباشرة الى أصحابها وتأخذ عمولتها منهم.. وهذا سيكون أسهل لجميع الأطراف.. لكن البعض لا يرغب في تطوير آليات العمل!
أخيرا.. نأتي الى مشكلة الرقابة.. وما سمعناه عن خضوع المجلة لرقابة الموظفين في وزارة الاعلام.. رغم أنه من المفترض أن من يكتب فيها مثقفين ومبدعين كبار ويدركون سقف الحريات والآداب العامة؟
أنا نفسي عملت في الرقابة لأكثر من سبع سنوات.. واستقلت بسبب شعوري بتراجع سقف الحريات.. أفهم الرقابة على أنها لجنة فسح وليس لجنة منع.. وهذا يتطلب من الرقيب ألا يكون محكوما بالخوف والهواجس بل بمواد قانون المطبوعات.. وعندما يعترض على نص معين يرفق ذلك بالاستناد الى مواد القانون.
أخيرا.. ماذا تتوقع ل العربي في قادم الأيام؟
لنقل انها سحابة صيف وسوف تمر.. وستبقى العربي مجلة كل العرب.. وأثق أن وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود سيعمل كل ما في وسعه كي تستعيد المجلة ريادتها وسوف يذلل كل الصعوبات التي نعاني منها حاليا.. وأتمنى أن تصل المجلة الى مدارسنا وجامعاتنا والى جميع الوزارات.

………………………………..

عن جريدة النهار

2 Responses to من أطلق شائعة إغلاق مجلة العربي؟

  1. سعيدة الزغبي خالد

    خالد سليمان خالد رد

    18 فبراير, 2016 at 3:25 م

    التهاون في امور كثيرة توج بسرقة فونت كتابة كلمة العربي على الغلاف لتوضع على جريدة العربي الجديد المشبوهة و الممولة من قطر .. وربما كانت هناك نوايا خبيثة نعرف من ورائها للسطو على الارث الثقافي العظيم و الريادي لدولة الكويت و هو ما يتطلب تدخل حضرة صاحب السمو أمير البلاد لإنقاذ صرح عظيم شارك هو شخصيا في بناءه

  2. د. بركات محمد مراد رد

    25 أبريل, 2016 at 4:07 م

    لا أتصور أن تختفي مجلة العربي لأي سبب كان فهي إرث ثقافي وحضاري لا يمكن التفريط فيه ، فقد تربينا على مقالاتها ، وعلى المسؤلين في الكويت عمل اللازم حرصا على هذا الصرح العظيم
    د. بركات محمد مراد أستاذ الفلسفة الإسلامي ـ كليى التربية ـ جامعة عين شمس

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات