يبدأ العدد الجديد من مجلة العربي الذي يصدر مطلع مارس / آذار بحديث الشهر لرئيس التحرير الدكتور عادل سالم العبد الجادر، يشن فيه حملة ضد الفساد الذي يستشري في أروقة أجهزة الدول العربية ومؤسساتها، فهو يرى إنه استشراء الفساد في أي مكان لا يترك سبيلا إلى الإصلاح سوى الإبطال عن طريق مكافحته بأنواعه وأطيافه وأساليبه ومذاهبه، دون أن ينسى الإشارة إلى دولية الفساد؛ فهو ليس محليا أو إقليميا، بل عالميا، وقد سعت بعض الدول إلى نشره بأكثر من أسلوب سواء عبر مصطلح فاسد، كالفوضى الخلاقة، أو عبر سياسة التسمين التي تقوم على توفير كل الحاجات والمستلزمات، أساسية وكمالية، لأفراد الدولة، في مقابل أن تصبح الطائفة الكبرى من الشعب، بفضل سياسات الإلهاء والمناهج التعليمية الهشة والمضللة، كالأنعام أو أضل سبيلا، فيدب الكسل والتواكل في أفراد المجتمع، فيساقون كالقطيع، ليذبح واحدهم بكل سهولة.

وتشير كلمة العربي إلى أنه مع احتفال المجلة بدخول عام جديد من تأسيسها، في شهر ديسمبر الماضي، بدأت مجلة العربي تجربة جديدة بنقل محتواها الورقي إلى فضاء سمعي بصري، عبر قناة “العربي” الثقافية، التي يبثها تلفزيون دولة الكويت، وهي التجربة التي يتابعها المشاهدون كل عصر أحد باسم “أسفار العربي”، وهو البرنامج الذي يعده أشرف أبواليزيد وإبراهيم فرغلي.

كل يوم أحد، الساعة الرابعة عصرا بتوقيت الكويت

وتؤمن مجلة “العربي” في مسيرتها بأن أشجار البلوط العملاقة هي نبتة مكتملة لبذور صغيرة، هكذا تعلمنا التجربة التي أنجبت مجلة “العربي الصغير” الذي ولِد كورقة مطوية من 8 صفحات ليصبح مجلة مستقلة هي الأكثر توزيعا بين مجلات الأطفال الشهرية في الوطن العربي. مثلما احتفلنا ببداية مائة جديدة في سلسلة “كتاب العربي” الفصلية. وهكذا، أحلام تلد أحلاما، بالجهد والدأب.

مسعى مجلة “العربي” لإحياء أدب الرحلة أعاد لهذا النوع مكانته، فصارت هناك جوائز باسمه، وتعددت إصداراته، وخصصت له فضاءات بالصفحات الثقافية والمنتديات الفكرية، لذلك تواصل “العربي” عملها لاستكشاف الآخر؛ ثقافته وحضارته وعاداته وتقاليده.

الرحلة تبدأ في الكويت باستعراض مسيرة نصف قرن من العطاء الإنساني يجسدها “الهلال الأحمر الكويتي” لعبد الله بدران، وتمضي إلى بورسعيد، المدينة الباسلة، لاستكناه شخصيتها العربية، بتحقيق للكاتب فؤاد مرسي، وتمر بالعاصمة الكورية الجنوبية في أهم متاحفها الفنية المعاصرة، في جولة بقلم أشرف أبو اليزيد، وصولا إلى جذور السكان الأصليين في القارة الأمريكية في تقرير يقدمه عادل البشراوي .

ولأنها ديوان الثقافة العربية المعاصرة فهي تولي اهتماما خاصا ـ بداية ـ بالحركة الأدبية والفنية الكويتية، فتستعرض بواكير الحركة التشكيلية في الدولة، وتقرأ أحد أعمال أبي الرواية الكويتية إسماعيل فهد إسماعيل، في رؤية نقدية لمقداد مسعود، وتستضيف أقلاما كويتية وعربية وعالمية في رسائل من تونس والقاهرة وبغداد والجزائر ومسقط  وروما والدار البيضاء وغيرها.

وفي حين يلتقي ماجد السامرائي بالشاعر التونسي محمد الخالدي تحت عنوان البحث عن الحقيقة ينبغي أن ينطلق من الإنسان ذاتا، تلتقي الإعلامية التونسية سعيدة الزغبي في حوارات العربي مع بسمة السلطاني مدير البرامج باذاعة تونس الثقافية، ورشا التونسي، معدة ومقدمة برنامج أهواء الثقافي في التلفزة التونسية، ومنصف المؤذن، صاحب ومؤسس موقع هنا تونس، بجريدته الإلكترونية، وقناتيه الإذاعية والتلفزيونية والكاتب والناقد عزالدين المدني، مؤسس وصاحب جريدة الأسبوع الثقافي.

ومن كتاب العدد: فاروق شوشة، عامر ذياب التميمي، عبده حقي، فاطمة حسين، محمد محمد مستجاب، محمد محمود عبد الرحيم، جمال المراغي، أشرف سعد، صلاح الشهاوي، هالة موسى، د. محمد نافع العشيري، د. عادل زيتون، نبيل البيروتي، د. أمينة التيتون، د. حامد فضل الله، د. خالد التوزاني، د. عز الدين عناية، د. محمد صابر عبيد، كما تنشر المجلة في عدها الجديد غزليتين للشاعر الكويتي فاضل خلف، وقصيدة سردية للشاعر المغربي سعيد عبيد، وقصيدة للشاعر العُماني علي بن شافي الشرجي.

Tweet