أصدرت الشيف والكاتبة المعروفة ديمة الشريف، التي تعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة، أول كتاب لها للطبخ بعد طول انتظار بعنوان”ميراث في صحن” Plated Heirlooms. ويتجوّل الكتاب الذي يتألف من 500 صفحة في أروقة فلسطين – موطن ديمة – ويسبر أغوار التاريخ الغني لمطبخها عبر أجيال من فنون الطهي الفلسطيني.
احتفالا بظهورها الأول في عالم الأدب، رحبت ديما بضيوفها من خلال مطعم عصري تواجد في معرض موجو الفني، حيث استمتع الضيوف بقائمة من ثمانية أطباق مستوحاة من التراث الفلسطيني العريق و المستوح من محتوى كتابها. تذوق الضيوف هذه الأطباق في المعرض الفلسطيني الذي يضم تحفٌ من تاريخ عائلة ديما ليأخذهم في رحلة تراث عريقة إلى أرض الوطن الحبيبة فلسطين
وبينما ترعرعت ديمة كجزء من الشتات الفلسطيني في الأردن، كانت مُحاطة دائماً بالأطعمة ذات النوعية العالية.لقد كانت عائلتها تملك أول وأكبر مزارع للحمضيات في الأردن، لتعرف ديمة تماماً، ومنذ نعومة أظافرها، مدى أهمية المكونات عالية الجودة في تحضير المأكولات. وهي تُـدين بالفضل إلى والدتها وجدّتيها في جعلها تُــؤمن أن الطعام الجيد يعتبر عنصراً ضرورياً للحياة الهنيئة. لكنّه كان بمثابة درس في الحياة لم يؤجّج أحاسيس ديمة حتى أصبحت أماً بنفسها، لتُدرك بينما تُقيم في بلد أجنبي، مدى اشتياقها للطبخات التي كانت عائلتها تحضّرها في المنزل.
إلا أن ديمة قد صنعت من هذا الشغف مهنة حقيقية لتصبح طاهية متخصصة، ولكن أكثر ما أحبّــته، من خلال رحلتها مع الطبخ ومشاركة وصفات عائلتها، كان شعورها العميق بقوة ارتباطهذا المطبخ بالتراث والثقافة العامة الفلسطينية.
وتقول ديمة الشريف: “بالنسبة لي، يُعــبّر مطبخنا عن ثقافتنا الفلسطينية و جميع نواحى حياتنا، متأثراً بصورة جوهرية بمدى تقــديرنا للأرض وعطائها من المحاصيل. إن فلسطين بأرضها الخصبة، وتاريخها الغني والعريق، تعكس ثقافة الطبخ فيها ذلك تماماً. فهناك احترام للطعام، حيث لا يُهدر منه شيء أبداً، كما يمكنك مثلا معرفة أصل عائلة ما من مكونات طبق المسخّن الذي تحضّره”.
واستغرقت ديمة ثلاث سنوات من البحث والتحضير لتأليف الكتاب، وأبحرت في ذكريات الطفولة التي قضتها في المطبخ مع جدّتيها ووالدتها، ومع أفراد أسرتها وعائلتها الكبيرة، وأيضاً مع الأصدقاء وزملائها في حياتها المهنية من أجل إعداد الوصفات الأصيلة للمأكولات الفلسطينية. ويتضمن الكتاب ما يزيد عن 250 وصفة، كانت ديمة قد اختبرتها جميعها للتأكد من دقتها.
واستلهمت كل وصفة أيضاً من قصص وحكايا عائلية، تنسج فيما بينها تاريخاً حافلاً وتنوّعاً جغرفياً وثقافياً من فلسطين. وقد تحققت ديمة بدقة متناهية من صحة جميع القصص التي يسردها الكتاب، مع تضمين دلالات مرجعية لها.
وعبر ثمانية فصول، تستكشف ديمة أوجه المطبخ الفلسطيني التقليدي، وأساليب الطبخ، علاوة على عدد من المكونات الفلسطينية الأصيلة والفريدة من نوعها. وهناك قسم مخصص بالكامل لشجرة الزيتون وثمارها، في حين أن الفصل الأكثر شمولية في الكتاب يُسلط الضوء على عادات تحضيروحفظ المونة. وتصف لفظة “مونة”“أسرار تخليل أو تخزين الأطعمة الموسمية لاستخدامها خلال الأشهر التي لا تتوفر فيها، أو كما هو الحال في فلسطين، لضمان توافر الطعام أثناء الفترات العصيبة.
وتُضيف ديمة: “إن المطبخ الفلسطيني هو الأقل شهرة من بين جميع مدارس الطبخ بدول الشرق الأوسط. لقد عانى من الاحتلال والشتات منذ عشرات السنين، فضلاً عن اقتلاع أشجار الزيتون، والتدمير الشامل للمزارع. ومع ذلك، سيبقى المطبخ الفلسطيني والثقافة الوطنية دائماً في قلوب شعبنا أينما كانوا، ميراث يتناقلهالأجيال”.
كتاب “ميراث في صحن” يتواجد حاليًا في مكتبة كينوكونيا، ومركز مبادرة التغيير. كما سيتوفر الكتاب في العديد من المكتبات المتواجدة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال شهر مارس الجاري. ويمكنكم أيضًا زيارة “سوق المزارعين على الشرفة” The Farmers Market on The Terrace، والذي يقام كل يوم جمعة في الباي أفنيو، منطة الخليج التجاري، لتحصلوا على نسختكم الموقعة من الكتاب.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.