#دبي_الثقافية

ارتبطتُ بها منذ كانت جنينا، نفكِّر كيف سيكون ميلاده، الذي استقبله الشارع الثقافي ملزمة في أسبوعية الصدى باسم “المبدعون”، ثم فصلية، فشهرية، تكبر أحلاما ومشاريع، وتجمع أسماء في قائمة بلا نهاية، بين إصداراتها الورقية وفعالياتها الثقافية.

إذ يتوقف صدور “دبي الثقافية” يعني أننا لن نراها كل شهر، لكن الذي سيبقى هم صناعها الذين حلموا بها وكانت جزءا من حياتهم، الأصدقاء ناصر عراق ومحمد غبريس ونواف يونس ويحيى البطاط وسيف المري، وباقي كتيبة الحلم الأدبي الذي حرك موجًا في نهر الثقافة العربية المعاصرة.

في أعراس “دبي الثقافية” البينالية كنا نلتقي وجوها يندر أن تجتمع معا، وسم من شئت من أعلام، ستجدهم هناك مرة أو أكثر، بين شيوخ كتبهم أعدادها تطال قامتهم، وشباب ينتظرون طباعة كتابهم الأول. لم أكن أدرك، ولا من حضر، أن عرسهم الأخير سيكون أخيرا.

لقد وقف د. صلاح فضل يحكي عن سلسلة المجلات الثقافية، تبدأ بالهلال في مصر، والآداب في بيروت وصولا إلى العربي في الكويت، ليقول أن دبي الثقافية تأتي لتأخذ من خصالها جميعا. افترق الجميع قبل شهور وهو يحلم بما ستقدمه غدا، ولم يدرك أن الغد لن يأتي.

لقد نكأ غياب “دبي الثقافية” المدوي جرحا لن يندمل، وسيلقي بظلاله على مستقبل النشر الثقافي، ولكن للحديث بقية.

Tweet