اسكتش تحليلي

Diego Velazquez
Las Meninas 1656
Oil on canvas 318 cm × 276 cm (125.2 in × 108.7 in)

كالعادة هذا تحليل له علاقة بالمفتاح التصميمي للوحة ولا علاقة له بالتحليل الأدبي
عندما كلف الملك رسام البلاط فلاسكويز برسم بورتريه لأبنته الأميرة كما يفعل دائماً في كل مراحل حياتها منذ ولادتها فكر فلاسكويز في عمل شئ مذهل تصميمياً يدافع به عن الفن ذي السمعة المتدنية في عصره وأراد أن يقول أن الفن أعمق بكثير من مجرد تسجيل صورة أو حدث أو منظر خلوي أو طبيعة صامتة تزين الحوائط وتتماشى مع الأثاث فتوقف وقرر عمل معجزته الفنية.

أصر فلاسكويز على وضع مفتاح الطريقة التي صمم بها اللوحة على الباب كما هو مبين في الشكل واحد ولا يخفى لماذا الباب لأنه بكل بساطة هو وسيلة الدخول لأي شئ .. وهي هنا طريقة  إتنين | تلاتة |  إتنين | تلاتة وهكذا وذلك لسبب جوهري جداً وهو أنه كان معجب أشد الإعجاب بروبنز الذي رسم لوحتين عن حرب الأله مع الموسيقيين وحربه مع غازلة السجاد يعني حربه على الموسيقى والفنون التطبيقية ومحاولة روبنز الدفاع عن الاثنين بلوحتين ، لهذا صنع فلاسكويز اللوحة الثالثة ليدافع بها عن الفنون الجميلة، أو للدقة عن التصوير لأن روبنز وفلاسكويز مصوران بعدما وضع لوحتي روبنز على الجدار المقابل كما هو مبين في الشكل رقم اثنين.

وبما أن كل إثنين في اللوحة ككل لهما ثالث وهي الأميرة نفسها التي وضعها كنقطة تثليث لأي شخصين في اللوحة كما هو مبين في الشكل رقم ثلاثة فإنك كمشاهد المفترض أن تسأل عن نقطة التثليث للوحتي روبنز الموضوعتين بالأعلى وستصل بهذه الطريقة إلى أن نقطة التثليث هي لوحته التي نشاهدها بدون شك وهي الأهم من الأميرة محور التثليث داخل اللوحة بل نقطة تثليث فلاسكويز هي اللوحة الأكبر من كل شئ داخلها.

ولم يفت فلاسكويز وضع نفسه متحدياً وهو يرسم ، ولكن ما المبرر التصميمي لوجوده داخل لوحة يرسمها هو والمفترض أنه خلفها وليس بها؟
فعل عدة أشياء أولها أنه جعل الجميع لا ينظرون في إتجاه المشاهد وكأنها لقطة عفوية من رسام أخر يسجل معركة فلاسكويز مع الأله للدفاع عن الفن وكان من الضروري أن يضع نفسه يرسم ولكن ماذا يرسم في هذه اللوحة الضخمة التي تليق بالأميرة الصغيرة نفسها أو بأبويها الملك والملكة .. نعم إنه يرسم الملك والملكة وقد وضع أهم جزء في معركة وجوده في اللوحة وهو المرآة التي خلفه وبها تنعكس صورة الملك والملكة بكل غرورهما

ولم ينس إطلاقاً أن يضع بجوار المرآة ذلك الرجل خادم البلاط الذي يحدثه فلاسكويز نفسه بقفاه كي يضبط ضوء المكان بالستارة التي يزيحها الرجل بناء على تعليمات فلاسكويز لهذا ينظر الخادم لفلاسكويز ولا ينظر للستارة التي يفتحها بحذر فصارت اللوحة حوار حول الضوء والظل الذي هو أساس الرؤية وأساس الرسم عامة، ولهذا أصبحت يد الخادم هي نقطة تلاشي المنظور وأصبح الضوء مركز معركة فلاسكويز مع من يقول أن الفن خلق للتزيين أو لتكميل الأشياء
عاش فلاسكويز صانع أهم لوحة في تاريخ الفن من وجهة نظري

العشاء الأخير

ملحوظة: إستوحى فلاسكويز شكل النوافذ من لوحة العشاء الأخير لإضافة قدسية على نفسه في حربه المقدسة المتحدية لكل من سبقوه ومن سيآتون بعده في صناعة لوحة لو فككنا رموزها.

Tweet