سليم . يتهامسون خلفي وأمامي . يقولون . كيف أبدأ بالكتابة وأنت لا تعرفني . وأنا لا أعرفك إلا من خلال نسيم المعاني.
ولكن يا سليم قل لهم . انك تعرفني . فلقد التقينا على نبع دفء يفور بمحتواه. يلامس الأرض والسماء . فعرفتني . عندما اختبأت بين أوراق النعنع أنتظر بعضا منك . أن يلامسني.
قل لهم . إن دهاليز الروح تلتقي في تعرجاتها . في انبساطها . تلتقي
والآن ما علينا . لا بد يا سليم لا بد يا سليم . أنه قد أتاك حديث ذاك الطائر . الذي امتطى عباءة الأبدية . الحكيم محمد معاذ
فقلت لحالي . لعل سليم قد غابت عنه صورة محمد معاذ مع ذاك الطفل . لسبب أو آخر . ها أنا ارسلها لك.
من غيرك يا سليم يستطيع أن يرسم نظراته. من غيرك يا سليم يستطيع أن يناجي تضاريس وجهه . لتقول كلاما ليس باستطاعتنا نحن أن نسمعه بوضوح . إلا إذا أنت يا سليم . أعطيتنا البداية.
وذاك الطفل الذي امتدت له تلك اليد أو البركات . سمها ما شئت . فلسوف يكبر هذا الطفل ولسوف يعرف أي سر اختبأ في قلبه .
وقد قيل من قبل “مبارك الغصن الي لا ينسى أصله” . هذا الطفل هو امتداد لمحمد معاذ . ليس لأي كان ستنمو ستنمو إني أراها بعد سنين وسنين نبتة ريحان في جوفه كلما دار واستدار واقترب وتطاول. سيملأ المكان الزمان عبق الرياحين . يا سليم لا تتأخر . فأنت تعرفني . إذا ما تأخرت سوف أحضر لك جداول من ملائكة الأطفال . يطوفون حولك ويقولون لك . أكتب أكتب عنه . لكي لا نستوحش هذا الغياب.
يا سليم . تلك السماعة التي تلف رأسه . من يستطيع أن يستنطقها غيرك.
ستنمو قصائدك مجددا بين الينابيع . ومع العشب . سنحملها ونطوف حولها ومعها. ونقول لا نقول وداعا لا نقول.
نناشدك يا سليم . أعطينا بعضا من سحرك . بعضا من كحل الحروف.
منذ الأمس . والعيون في حيرة لا تعرف اتجاهاتها.
ولقد خفت خفت إن جاء صباح آخر أن تكون دموعي قد جفت . لا أريد هذا.
أريد لقصيدتك كلما كفت عيوني عن التحديق بمشوار محمد . تذكرني به و بك . بجداول سماوية خضراء . هذا اللون الذي تلون بقميص محمد معاذ . وتلك الممرضة ذات اللون الزهري . وهذا الطفل . أليست هي كل الحكاية؟
لا تتأخر نحن بانتظارك . إني بانتظارك . جديلة ألفها حول روحي . هي قصيدتك يا سليم.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.