هل ينجح الأمن فيما لم تنجح فيه السياسة ؟! نقابة موظفي الادارة العامة لوحدات التدخل … المسار الثابت

12:49 مساءً الجمعة 16 سبتمبر 2016
خالد سليمان

خالد سليمان

كاتب وناقد، ،مراسل صحفي، (آجا)، تونس

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

 

تحت عنوان المسار الثابت إنعقد المؤتمر الثاني لنقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل .. أحد أهم القوى الضاربة لوزارة الداخلية التونسية .. ، و كان المؤتمر الأول الذي شهد إجراءات التأسيس في 2011 بمثابة مؤتمر تصحيح المسار لقوات الأمن بوجه عام و وحدات التدخل بشكل خاص .. حيث قرر العاملون بالأمن أنهم لابد أن يتجنبوا أخطاء العقود الماضية .. و أن الأمن لابد أن يصبح أمنا جمهوريا بالمعنى الحرفي للكلمة .. لا ولاء له إلا لعلم البلاد ..
imageو مع الفترة الإنتقالية الصعبة التي مرت بها تونس و أحداثها الجسام التي أثرات على كافة مناحي الحياة كان الأمنيون يتابعون عن كثب و يواكبون الحدث مدركين المخاطر التي تواجهها الدولة التونسية و على رأسها الإرهاب المتفاقم بسبب الأوضاع الليبية .. و الذي أصاب الإقتصاد التونسي في مقتل خاصة على مستويي السياحة و التجارة البينية مع ليبيا ، و تفشي التهريب الناتج عن إنهيار الدولة الليبية و عدم ضبط الحدود من جهتها .. الأمر الذي زاد من العبء على الجانب التونسي ، فضلا عن الإضرابات و الإضطرابات المستمرة التي تقف ورائها أطراف بعينها خارجية وداخلية بهدف إسقاط الدولة الوطنية ضمن مخطط دولي يستهدف المنطقة العربية بالكامل ..

– لذا وجد الأمنيون التونسيون أنهم في حاجة ماسة لتأسيس كياناتهم النقابية على أسس و قواعد ديموقراطية سليمة من أجل النأي بالأمن عن أية تجاذبات سياسية بهدف جعل الأمن في خدمة الدولة الوطنية التونسية و لا ولاء له إلا للعلم الوطني و المجموعة الوطنية التونسية بكافة أطيافها شريطة أن يكون الولاء للوطن و لا شئ غير الوطن ..
و في منحى جديد لا عهد للمنطقة العربية به كانت التحركات من أجل تأسيس النقابات الأمنية على غرار بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا و البرتغال و بعض دول امريكا الشمالية ، و بالفعل تأسست في تونس في أعقاب الثورة 2011 عدة نقابات أمنية كان أكبرها “نقابة موظفي الادارة العامة لوحدات التدخل” التي ينضوي تحتها 33 الف منخرط وهي نقابة عامة كانت من السباقين في التأسيس و عدد المنخرطين ، و كما ذكرنا في عرضنا سلفا وجدت النقابة العامة الظرف مناسبا بعد إستقرار الأوضاع في تونس لكي ينعقد مؤتمرها الثاني و الذي لاشك أنه سيعود بالنفع على منخرطيها و هو ما سينعكس إيجابيا على الدولة التونسية بطبيعة الحال .. لكن النتيجة الأهم هو أن هذا الإنعكاس سيكون له بالغ الأثر على الحالة الإقتصادية لتونس و التي وصلت إلى مستوى حرج يهدد مصالح الدولة و مواطنيها تهديدا مباشرا ..

imageنشاط مؤتمر نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل :

بعد القاء الكاتب العام للنقابة السيد / الأسعد كشو .. كلمة الترحيب .. قام السيد / فاتح معتوق .. المدير العام السابق لوحدات التدخل بإفتتاح المؤتمر ، و الذي أعقبه كلمة رئيس المرصد التونسي للأمن الشامل ، ثم كلمة الكاتب العام للمجلس الأوروبي للنقابات الأمنية Guert priem ، ثم كلمة رئيس نقابة الأمن بالبرتغال Paulo rodreguez ..ليواصل المؤتمر بعد ذلك أعماله التي إختتمت بتلاوة التقرير المالي ..

الندوة الصحفية :

كانت من أهم أعمال اليوم الأول الندوة الصحفية الهامة و التي شارك فيها كل من : الناطق الرسمي لنقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل محمد المسعي ، رئيس المرصد التونسي للأمن الشامل ، كاتب عام المجلس الأوروبي للنقابات الأمنية Guert Priem ، رئيس نقابات الأمن بالبرتغال Paulo Rodriguez .. ، بحضور عدد من وسائل الإعلام المحلية و الدولية .. ، و قد حرص السيد / عبد القادر المثلوثي .. رئيس مكتب الإعلام لنقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل على أن تطرح أسئلة الإعلاميين دون مراجعة أو سقف محدد و بمنتهى الديموقراطية في إشارة واضحة لأن الأمن قد إنتهج نهجا جديدا إزاء الحريات يعكس مدى حياديته و تمسكه بالديموقراطية و صيانة الحريات ، كم حرص على أنصبة متساوية لوسائل الإعلام لضمان تغطية كافة جوانب الندوة بصورة عادلة ..

image تحدث الناطق الرسمي محمد المسعي .. حول فكرة النقابات الأمنية و تطورها .. ، و في إجابة على عدة أسئلة طرحها مراسل ” آسيا إن ” .. أكد أن تعدد النقابات الأمنية أضر بالعمل النقابي ، و كذلك دخول بعض النقابات في مهاترات سياسية قد أضرت بالعمل النقابي و حياد الأمن الجمهوري الذي يقف على مسافة واحدة من الجميع و لا يتدخل في العمل السياسي ، و أكد على حرص نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل على محاولة العمل في إطار مبادئ الأمن الجمهوري المحايد ، كما أكد على معناة الأمنين من محاولات بعض اللوبيات السياسية و غيرها من القوى وضع يدها على النقابات الأمنية ، و تعرض النقابات لمضايقات بسبب حديثها عن تطور الارهاب في تونس .. خاصة و أنه كانت هناك قوانين ” لايت ” في فترة ما تكبل الأمن و تفسح المجال للإرهاب ، كما أكد على سعي النقابة لتوفير الحماية القانونية للأمنيين و أسرهم .. ، و قال أنه بالفعل قد بدأ الإهتمام بتجهيزات رجال الأمن في مواجهة تطور تسليح و اساليب العناصر الإرهابية التي تقف ورائها قوى مخابراتية دولية ، و عن عدم وجود مشاركة عربية .. خاصة من دول الجوار الليبي .. و رغم أن مقر مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس .. قال : أن السبب في ذلك هو أن نظام النقابات الأمنية مازال غير معمول به في الدول العربية كما في بعض الدول الاوروبية و أمريكا الشمالية ، و وافق ” المسعي ” مراسل آسيا إن .. في ضرورة عمل دورات تكوينية للإعلاميين في الإعلام الحربي الخاص بمكافحة الإرهاب حفاظا على حياتهم و سلامة طرق العمل التي تحفظ حياة الأمنيين أيضا و كيفية الحفاظ على المعلومات التي ينبغي التكتم عليها خلال سير عمليات مكافحة الإرهاب .. و ضرورة التنسيق بين الإعلام و الأمن حفاظا على الأمن القومي للدولة التونسية ..

إنتخابات ديموقراطية تميزت بالشفافية :

في صباح اليوم التالي للمؤتمر الذي إستغرق يومين جرت إجراءات الإقتراع على قائمة هيئة القيادة و التسيير و اللجان المنبثقة عنها .. لنقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل ، و كذلك المكتب التنفيذي للنقابة ..
تميزت إجراءات الإقتراع بالشفافية و الديموقراطية .. حيث سجل المعترضون إعتراضاتهم قبل بدء عملية الإقتراع بحضور محلي و إقليمي و دولي .. ثم جرت عملية الإقتراع و فرز الأصوات و إعلان النتائج بذات الحضور المذكور آنفا .. ، وعقب إعلان النتائج قدم الكاتب العام .. السيد / الأسعد كشو .. الفائزين بثقة زملائهم و الذين قدموا انفسهم بدورهم بكلمات شكر مقتضبة مع وعود بأن يكونوا عند حسن ظن وطنهم و من وضعوا فيهم ثقتهم ..
فهل تحقق نقابات الأمن الإستقرار في الأوضاع لمنخرطيها و أسرهم بما يحقق إنعكاسا إيجابيا على الحالة الأمنية في تونس و الذي سيكون له بالغ الأثر في تعافي الإقتصاد التونسي لكي يعود لسابق عهده .. الأمل كبير في أن يحقق الأمن ما لم تحققه السياسة ..

image

image

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات