ياسر عاطف، سفير مصر لدى الكويت، يهدي درع الإبداع للكاتب سليمان الشطي، وفِي الصورة الدكتور نبيل بهجت، الملحق الثقافي

تحت رعاية وحضور ياسر عاطف سفير مصر بالكويت ، وفي إطار التعاون المشترك بين بين البلدين الشقيقين وتعميقا للعلاقات الثقافية أقام المكتب الثقافي المصري بالكويت حفل تكريم للروائي والناقد الكويتي الكبير سليمان الشطي وذلك مساء أمس الأربعاء.
وفي هذه المناسبة تحدث السفير المصري إن تكريم المبدع الكويتى الكبير يأتي باعتباره رائدا من رواد الأدب والرواية العربية في العالم العربي وفي الكويت، ولمنجزه الأدبي المهم والذي يعد إضافة بارزة لمنجز السرد الروائي العربي المعاصر،وتناوله النقدي لروايات الأديب العالمي نجيب محفوظ .
وأضاف بهجت ، يأتي هذا التكريم ضمن خطة الأنشطة الثقافية التي يقوم بتنفيذها المكتب الثقافي المصري بالكويت للاحتفاء وتكريم الرموز الثقافية التي أثرت في الواقع الثقافي العربي ، وأضافت بصمة واضحة إلى الثقافة العربية على مستوى السرد ، أو النقد .
في البداية قدم الدكتور وجيه يعقوب ورقة نقدية تناول فيها إبداع الدكتور سليمان الشطي وخاصة دراسته النقدية لرواية ” أولاد حارتنا ” للأديب العالمي نجيب محفوظ ، حيث قال : لو استعرضنا منهج الأديب الكبير عباس محمود العقاد وحديثه عما أسماه مفتاح الشخصية وطبقناه على الناقد الكبير الدكتور سليمان الشطي ، لوجدنا أن مفتاح شخصيته هو ” الجد والمثابرة والعمل الدؤوب والتزام المنهج العلمي الصارم في تحليله للنصوص ” وهو ما انعكس بالفعل في دراساته النقدية والأدبية ، وعلى طريقته في التدريس والتواصل مع زملائه وطلابه ، وعلى مشاركاته وإسهاماته في الحياة الأدبية والفكرية داخل الكويت وخارجها .

المنصة البحثية حول أعمال الدكتور سليمان الشطي

وأضاف ، ولتوضيح منهج الدكتور سليمان الشطي النقدي ، اخترت دراسته المبكرة والجادة : الرمز والرمزية في أدب نجيب محفوظ ، خاصة دراسته لرواية أولاد حارتنا المثيرة للجدل . ولهذا الاختيار أسبابه ، أن القراءة الحرفية والأيدلوجية للأدب بشكل عام ولهذه الرواية بشكل خاص ، هي المسؤولة عن وضع هذه الرواية في هذه الخانة الضيقة ، وتصنيف كاتبها على نحو متعسف ومجاف للحقيقة . ويمكن الرجوع إلى كثير من الدراسات التي صدرت عن الرواية ، تجد هذه الدراسات وهؤلاء النقاد يسقطون أفكارهم ومعتقداتهم الشخصية على النص ، مستعينين بمقولات وتصريحات أو تصرفات تنسب للكاتب للتأكيد على وجهة نظرهم ، وهو ما يتنافى مع المنهج النقدي الصحيح الذي لا ينبغي أن يجعل اهتمامه منصبا على النص ذاته ، لا على الأشياء التي تقع خارج النص . وعلى العكس من ذلك نرى الدكتور سليمان الشطى في دراسته المشار إليها ينأى بنفسه عن هذه النظرة الضيقة ويتجنب الانحياز والانغلاق ، ويتحلى بالإنصاف والموضوعية قدر المستطاع ولا يقحم رأيه الشخصي في تفسير النص ، إلا بما يسمح به المنهج الذي اختاره وارتضاه لتحليل النص واختباره وهو المنهج الفني ، ذلك لأن معركته مع النص ذاته ليس مع شيء أخر .
أما العالم اللغوي وأستاذ اللسانيات بجامعة الكويت الدكتور سعد مصلوح فقد أدلى بشهادته عن رفيق دربه الدكتور سليمان الشطي ، واصفا العلاقة الحميمية التي تربطهما وزمالة العمل في الجامعة واللجان العلمية التي شاركا فيها تحت قيادة الشطي ، مؤكدا مدى الجدية التي يتمتع بها والخبرة الكبيرة في العمل ، إضافة إلى ذلك ثقافته العربية الإسلامية الواسعة التي تجعل حضوره جميلا في أي مناقشة يدلي برأيه .
وختم الدكتور مصلوح شهادته قائلا : إضافة إلى نجاحه في العمل وإلى كتاباته الروائية والنقدية ، وتميزه الشديد في كتابة المقال فهو شخص متعدد المواهب والطاقات الإبداعية ، وفوق كل ذلك هو إنسان تجد في قلبي كل معاني الخير والجمال ، فهو محب لكل الناس ، ومعروف ببساطته وتواضعه الجم مع طلابه ، ومع كل من تعامل معه ، متمنيا له دوام الصحة والعافية لاستكمال مشروعه الإبداعي الذي هو إضافة حقيقية للمكتبة العربية والثقافة العربية .
من جانبها قدمت الناقدة الدكتورة سعاد العنزي ورقة نقدية حول رواية الورد لك .. الشوك لي للأديب المحتفى به سليمان الشطي ، مؤكدة أنها من أجمل الروايات العربية التي تعالج الموضوعات الإنسانية بنظرة معرفية فلسفية تبتعد عن التفسيرات الاعتباطية والرؤى غير الناضجة ، ، وبنفس الوقت لا تقف أمام إشكالية واحدة ، بل أمام إشكاليات متعددة تمس المجتمع الكويتي ، إذ تعالج فكرة القدرية التي تحاول ان تتحكم بمصير الأفراد وعلاقة الأجيال بالآباء ، والأبعاد الثقافية الرمزية لهذه العلاقة الإنسانية ، كما تطرح قضية المرأة بالبعد الاجتماعي والبعد الديني للموضوع ، إذ يقدم لنا الشطي في نصه نظريا وعمليا إشكالية النظرة الدونية الموجهة ضد المرأة ، فتعالج على المستوى الاجتماعي العملي قهر المرأة في المجتمعات الأبوية التقليدية والصدمة الناتجة عن غدر الرجل بالمرأة ، وعلى المستوى الفكري قضية التأويلات المؤدلجة والصدمة الناتجة ضد المرأة ، وأخيرا إشكالية الطائفية في المجتمع الكويتي .
وفي ختام الحفل أشاد السفر المصري بما قاله الكاتب الكبير د سليمان الشطي عن مصر وقال أن مثل هذه الشهادة تأتي من الكبار ثم قدم السفير ياسر عاطف والملحق الثقافي درعا تكريميا يحمل صورة نجيب محفوظ للأديب الكبير الدكتور سليمان الشطي وسط حضور كبير من المثقفين والإعلاميين . وقدم حفل التكريم الدكتور إيهاب النجدي .

Tweet