في المواسم الأخيرة علا اسم برج البرلس، وبلطيم،ومحافظة كفر الشيخ إعلاميا بفضل الحدث التشكيلي الدولي الكبير “ملتقى البرلس الدولي للرسم على الحوائط والمراكب” الذي  تقيمه مؤسسة الفنان عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفنون والتنمية، واختتم عامه الرابع منتصف الشهر الماضي.

حراكٌ كبير شاهده أهل البرلس بأجيالهم، وهو المكان الذي تجتمع لهجغرافيا استثنائية بين بحر مالح وبحيرة عذبة، بين أسماك مقيمة وطيور مهاجرة، بين روح القرية وطابع المدينة، بين النخل الطالع بتمره والشجر الياع بثمره.

يأتي أسبوعا الملتقى للموسم التشكيلي مع الخريف ليتبدل الحال مع ظهور وجوه من الشرق والغرب، فيتوافد صحفيون ومصورون، وتتجلى مذيعات وكاميرات، وأخبار في الصحف وعلى الشاشات، وجيل يطالع حينا ويشارك حينا وهو بين مطرقة الحياة وسندان العولمة. هنا يريد بعض من هؤلاء الشباب أن يسمع صوتهم أحد، ومنهم الفرقة التي وجدت قائدها يحدثني على الماسنجر يطلب مني زيارة صفحة فرقته، والاستماع إلى أغنياتهم، وأن أكون فاتحة خير على مشروعهم الغنائي الوليد.

بأبجدية الفرانكو آراب يكتب الفريق اسمه Sotna fl shar3 أو صوتنا في الشارع! من هؤلاء في الصورة معك يا محمد ومن يكتب الأغنيات ويلحنها؟ “نحن محمد وخالد وحسن أبناء البرلس … وملحن وموزع الأغنية خالد واسم الأغنية “الشارع زحمه بلون مختلف!”

رغم أن الشارع في الفيديو المصور بتقنية السيلفي لا يظهر إلا في الكلمات، تبدو الزحمة في الكلمات، وفي المخيلة، بينما فضاء البرلس الجميل يعطي الحرية لتأمل هؤلاء المراهقين وهم يريدون أن يغنوا “من أجل أكل العيش”. هؤلاء يحكون هموم جيل كامل وليس مستغربا أن يشاهدهم اليوم ثلاثة آلاف وأن يراهم غدا ثلاثون ألفا. فالهم كبير ويشاركهم فيه الملايين. هم لا يريدون أن يغادروا ساحل البرلس إلى بحر مجهول، وإنما يريدون أن يزرعوا موهبهم وأ يحصوا ثمارها في وطنهم.

بالطبع روح “الراب” في أغنيات فريق Sotna fl shar3 أو صوتنا في الشارع، وقد غزا الشمال الإفريقي ، حتى الخليج العربي، بل وعبر مع مهاجري الجزائر والمغرب إلى الأرض الأوربية. هل سيكون له مكان بين آذان تعشق الطرب، أم أن الأذواق الجديدة ستمهد الطريق لصوتنا في الشارع؟

لنسمع معًا

صوتنا في الشارع

Tweet