ماجازين إن بين القط الآسيوي ودومينو الشرق الأوسط!

01:14 مساءً الجمعة 29 ديسمبر 2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

MN1801_-1تبدأ ماجازين إن  العام الجديد بثورة في إخراجها، بدءا من حرف (N ) الذي يرمز لكلمة (شبكة)، والتي تعتزم المجلة ربط عناصرها معًا، فهي تسمو إلى أن تلهم القادة، وتمكِّن الشعوب، وتقود التغيير.

آيفان ليم، الرئيس الشَّرَفي للناشر؛ جمعية الصحفيين الآسيويين، يشير في مقاله إلى الخطر الذي تنبه إليه تقارير نشرت في بلده؛ سنغافورة، وهو تسرب الأسرار الرسمية للدولة عبر الإنترنت، عندما اكتشفت صحفية شابة، هي جامنيس تاي Janice Tai من الجريدة الأكثر توزيعا The Strait Times  عملية إعادة بيع لمنفذ رقمي كانت وكالة الأخبار الرسمية للدولة تنشئه، دون أن تعلن عنه، حتى موعد افتتاحه المعتزم في يناير، لكن تسرب المعلومات الصحفية جعل من التقرير جريمة عدتها الشرطة اعتداءا على أسرار حكومية. وكان ذلك اختراقا لسعي الحكومة إلى الاستحواذ على كعكة إعلانية وخبرية، ليس فقط في ستغافورة، بل بالمنطقة كلها.

ويحذر رجل السينما الوثائقية الهندية برامود ماتور مما تخشاه المجتمعات التقليدية من مخاوف الغرق في التقاليع خارج نسق الجيلين الأول والثاني ما بعد الجمهورية، لدى الشباب المنتمي للجيل الثالث. ففي 1947 جاء الجيل الأول متحررا من السلطة الإمبراطورية للمسلمين (ألف سنة) والإنجليز (300 سنة) لكن تقاليد الذلاذة عشر قرنا بقيت تؤثر في هذا الجيل حتى بدأ التعليم يؤتي ثماره، رغم بقاء التراتبية الأبوية متجذرة في المجتمع والعائلة.

وجاء الجيل الثاني ليثور على ذلك كله، ساعيا لطريق أكثر تحررا، رغم مخاوفه، لذلك اتبع قول بوذا: “إذا شددنا الحبل بقوة انقطع، وإن أرخيناه أضعنا كل شيء، وحده ما بينهما يمكننا أن نسمع موسيقاه، فاختاروا الأمور الوسطى”.

هذا النهج المعتدل في المجتمع هو ما تتحدث عنه نيليما ماتور في السياسة، خاصة بين دولتين على طرفي نقيض؛ الهند والصين، تتصارعان على مصادر المياه العذبة، بما يجعل القضية مثالا عالميا لكثير من الصراعات الحدودية على مصادر المياه؛ الأنهار.

لللللويقدم نصير إعجاز؛ الصحفي الباكستاني المخضرم، نموذجا دوليا للتعاون في مجال الثقافة، حيث دعمت كل من جمهورية كوريا والأمم المتحدة ممثلة في اليونسكو، برنامجا لتدريب العاملين في مجال التنقيب الأثري، أقيمت ورشته في كراتشي بمشاركة خبراء من بنجلاديش ووالأردن ونيبال وسلطنة عمان، في قلب أشهر مواقع المقابر الأثرية، في ماكلي، وتضم رفات غزاة وملوك وملكات وشيوخ.

وفي مقال أشرف أبو اليزيد، رئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، يستعرض الكاتب تاريخيا ما أسماه بتأثير قطع الدومينو التي تسقط بشكل متتال، حين يسقط أولها، وهوما تجلى في الحقب السياسية بالمنطقة، في العصر الحديث، باحتلال أوربي، ثمثورات قومية، وديكتاتوريات، وثورات، وردات دينية متطرفة، تتبادل مواقعها على فترات، كماحدث في سنوات الربيع العربي وما بعدها، وأفضى إلى الحروب التي اشتعلت في أكثر من بلد ومنطقة، وبدأ موسم الانفصالات والانقسامات السياسية كخاتمة لانهيار قطع الدومينو.

ومع الاهتمام الكبير ثقافيا ومجتمعيا بعالم القطط في آسيا، تخصص ماجازين إن تقريرا شاملا ومصورا عن هذا الكائن الثري بحكاياته، والمعتقدات حوله، من اليابان “بلد القطط” إلى مصر، بحضارتها التي مجدت القط وخلدته فكانت إحدى آلهة قدماء المصريين. ورسمت على هيئة القطة الوديعة باستيت، مرورا بانتشار ثقافة اقتناء القطط وعلاجها في كوريا وشقيقتها الآسيويات.

وتخصص ماجازين إن أبوابا للكتب والأفلام الجديدة، وقد ألقت الضوء مطولا على مسلسل المرآة السوداء الذي يسائل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا.

ونشرت المجلة تقريرا عن شخصيات العام 2017 في آسيا، والتي تمنحها جمعية الصحفيين الآسيويين في السياسة والاقتصاد وخدمة المجتمع.

وقد فاز الرئيسي الفلبيني رودريغو دوتيرت بالجائزة في فئتها السياسية، ونالها الصيني جاك ما رئيس مجموعة علي بابا في الاقتصاد، كما منحت الجائزة لأسماء كل نساء آسيا اللائي عانين خلال الحروب العالمية من جرائم الاغتصاب، ممن سمين تاريخيا بنساء الراحة comfort women، وذلك في فئة الشخصية المجتمعية.
وقال أشرف أبو اليزيد في الجمعية إن الرئيس دوتيرت قام منذ يوليو الماضي بتنفيذ سياسة فعالة ضد معضلة الفساد في بلاده الفلبين، وخاض حربا مؤسسية على المخدرات، التي هددت الاستقرار بين مواطني البلاد.
واستعرضت لجنة الاختيار اقتراحات أعضاء الجمعية في أكبر قارات العالم، واتخذت قرارها بعد المناقشة مع شخصيات إعلامية وفكرية بالجمعية وخارجها، مثلما جاء استقصاؤها من المقيمين ووسائل الإعلام المحلية في مانيلا عن ممارسات الرئيس الفلبيني التي لم تفسرها وسائل الإعلام الدولية، ولتتأكد جمعية الصحفيين الآسيويين، أن “حرب دوتيرت على المخدرات تنبع من رغبة الأبرياء في تخليص مجتمعهم من مرض تعمقت جذوره، مما يجعل قائد هذه الحرب أيقونة للجائزة الآسيوية للعام 2017”.
كما اختارت رجل الاقتصاد جاك ما مؤسس مجموعة علي بابا الصينية باعتباره “واحدا من رجال الأعمال الأكثر نشاطا في القرن الحالي، حتى أصبح ـ حرفيا ـ أسطورة سوق التجارة الإلكترونية من خلال تنفيذ أساليب غير تقليدية في قطاع الأعمال”. وجاء في بيان الجمعية: “نؤمن بنجاح أسلوبه، مثلما نحيي الوسيلة التي جمع بها خبراته ورؤيته لمستقبل شباب آسيا”.

وعمل جاك ما على تجاوز العرقيات واختصار الزمن، وربط البشر في عالم تحركه تكنولوجيا البيانات، حتى أنه حقق في 11 نوفمبر الماضي، رقما قياسيا جديدا في مبيعات عبر الإنترنت، تثبت توجهه ونفاذ بصيرته كرجل أعمال صيني قبل كل شيء.
وفي مجال المجتمع ستمنح جمعية الصحفيين الآسيويين درع جائزتها لجميع نساء الراحة في آسيا، اللائي عانين منذ منتصف القرن العشرين، وكن في شبابهن من ضحايا الأعمال الأكثر شرا في العالم من الكراهية. “وإذ نختار هؤلاء النساء بوصفهن المتلقيات للجائزة، فإننا نأمل ألا نرى مصل هذه الفظائع مرة أخرى في العالم، وقد مرتبها بلدان كوريا والفلبين وإندونيسيا وتايوان”.

ألباجو سيانسي

ألباجو سيانسي

ومن مقابلات العدد الكثيرة حوار مع الإعلامي التركي المقيم في سيؤول، ألباجو سيانسي، الذي يقدم برنامجا رفيها بإحدة القنوات التلفزيونية، ويقدم بابا شهريا بالمجلة عن هوايته الأشهر: العملات الورقية حول العالم.

وتختتم المجلة بتقرير نقدي يستعرض مدارس الفن المعاصر في آسيا من خلال المعارض ما بعد الحداثة، التي تقدم صورة للفن غير تقليدية، في بلد  ظلت الفنون التي تميزه هي النابعة من النقاليد والحضارة والتاريخ.

فف

 

 

 

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات