أصبحت الترامبية ظاهرة معاصرة، ليس فقط في حوار الدول وساستها، والصحافة وكتابها ورساميها، ولكنه أصبح رجل الشارع الكوزموبوليتاني بامتياز. لا تندهش أن يضع أحدهم في بقالته شطيرة برجرية على هيئته. ولكن اكتشاف اليوم، بالنسبة لي، هو أن هناك حقيقة اختيارية قلما يعرفها أحد وهي أن الرئيس الأمريكي الخامس والأربعين دونالد چيه ترامب ظل لزمن طويل شاعرًا مرموقا!
هذا ما يكشف كتابٌ صدر مؤخرا كتبه روب سيرز يمثل أول أنطولوچيا مكتملة للشاعر الأمريكي المخضرم. يعد المؤلف Rob Sears كتابه بمثابة إضاءة لبقعة مهملة من العالم الأدبي عبر استعراض أكثر كلماته تألقا وكشفًا في شكل لم يره أحدٌ من قبل.
وسواء كان الخطاب النقدي معنيا بالسياسة، أو جليًّا على صفحات التواصل الاجتماعي، أو يتناول قضايا النوع الجنسية، أو كان يعالج عبقرياتهم فإن المؤلف يرى في قصائد ترامب أنها ليست أقل من أن تكون جميلة ومرعبة ومدهشة في آن. تكشف قصائد ترامب جانبا حساسا وحييا في شخصية ترامب ربما يعيد تقييم شخصيته حتى بين منتقديه.
بعض تلك الاتهامات التي تلقى جُزافا على دونالد ترامب ولغته من قبل مفبركي الأخبار المزيفة هو أن استخدام الرجل للإنجليزية مكرور على نحو كسول؛ وكأنها لغة شخص فارغ الرأس عيي الفكر. ألا يقرأ هؤلاء الشعر الجديد؟
انظروا إلى التحفة الأدبية التي يكتبها؛ مثل الكلمتان اللتان أفضلهما (ص 117) … إنهما مكررتان ، نعم، ولكنه بلغة النقد المعاصر للشعر الجديد ؛ تكرارٌ مقصود له تأثيره. وانظروا إلى كلماته المحالة للحب في “كل شخص يحبني” (ص45) وكلمة “جميل” التي تكررت اثني عشر مرة في قصيدته “حياة بسيطة جميلة” (ص 3) . هذا أدب لا ينتمي لرجل ممل وإنما هو تعبير جمالي يعبر عن شخص يعد نفسه ينبوعا للحب وعينا من المشاعر.
نقرأ معًا قصيدته الهايكو عن باراك حسين أوباما (ص9):
ليس من تظنه
أسوأ الرؤساء على الإطلاق
مؤسس داعش
سأترككم مع صفحات من الكتاب | الديوان، الذي لا تقل شروحه وهوامشه أهمية عن متون سطوره المأثورة ومفرداته المكرورة.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.