لم يكن فيكتور خارا (28 سبتمبر 1932 16 سبتمبر 1973) مجرد أكاديمي موسيقي أسس حركة الموسيقى التشيلية الحديثة بل عُرف كمخرج مسرحي، ومغنٍّ وكاتب أغنيات، ولكن نشاطه السياسي خلال الانقلاب العسكري في بلاده ١٩٧٣ عرضه للتعذيب وأصدر أحد ضباط الديكتاتور بينوشه أمرا بقتله وهو ما تم قبل أن يلقوا جثته تحمل رصاصة الموت بأحد شوارع سانتياجو وحملت آخر قصائده عنوان : في الاستاد عن الآلاف من المعتقلين الذين يتم تكديسهم لتعذيبهم وإعدامهم
في بريد أول أيام العيد وصلتني هدية بمثابة عيدية من الطرب والألم معًا حين قررت مجموعة من المبدعين تحية روح فيكتور خارا بأغنية تفيض حبا وثورة بعنوان بسمة في الجحيم – مرثية لـ فيكتور خارا، وتقول كلماتها:
سالتْ دِماه ع الأرض تتقصَّع
على مهلها بتحضن عيال حافية
سِدر الجيتار بالدم مترصَّع
مجنون بريحةْ لمستُه الدافية
وآدي الصوابع ياللي قاطفينها
مِن رقصها الأخضر على الأوتار
لو حدّ منكم جايّ يدفنها
لازم يطوَّق قبرها بأسوار
على كُلّ سور
لازم جيوش وجيوش
وتكون قلوبهم حجر
علشان مايترعبوش
بُكرة الصوابع ياللي دافنينها
ترفض تطاطي لقبر يسجِنها
تطرح تزلزل أرضكو بأزهار
والزهرة صرخة أمل
متعمِّدة بالنار
مين اللي يقدر فيكو يخفيها؟
بُكرة الزهور تكبر تصير فراشات
بُكرة الفَراش يُرقص على الجيتارات
ينده بحِسّ المطر
تِتمدّلُه الأبصار
يضحك فـ وشّ الخطر
كلّ الحيطان تنهار
يحيي فـ قلوب البشر
غنوة الخلاص فيها
لا تُحنِ رأسَك تحتَ أنيارِ الليالي
ماذا يَضِيرُكَ مِنْ نَعيبِ الهَازئينْ؟
فابْسُمْ كأنَّك لم تكنْ يومًا تُبالي
وانزِفْ غناءك لا يُمازِجُهُ الأنينْ
لا تَنْزَعِ الكَأسَ المَريرةَ عَنْ فَمِكْ
كُنْ عِطرَ أنغامٍ تَمزَّقَ بالرَّصاصْ
فالموتُ غَيثٌ والحَرائقُ فِي دَمِكْ
هذا خَلاصُكَ مِنْ أحَابيلِ الخَلاصْ
كُنْ بَسمةً تَهفو إلى قَنْصِ المُحَالِ
واحْمِ الأقاحِيَ مِنْ نِعالِ العَابرينْ
إن كانَ صمتُكَ مَوئِلًا لكَ مِنْ زوالِ
مُتْ نَابِشًا فِي الجُرحِ عَنْ شَدوٍ دَفِينْ
لا تَنْزَعِ الكَأسَ المَريرةَ عَنْ فَمِكْ
كُنْ عِطرَ أنغامٍ تَمزَّقَ بالرَّصاصْ
فالموتُ غَيثٌ والحَرائقُ فِي دَمِكْ
هذا خَلاصُكَ مِنْ أحَابيلِ الخَلاصْ
يا غنوة راقدة فـ سجن عايز يقتلِك
أوِّل ما قُلتْ اشتاقتلِك صحُّوا السِّلاح
زَعَق الرُّصاص فـ ضلوعي لمَّا ضِحكتلِك
وطِّيتْ بدمي رسمتلِك مليون جناح
هذا خَلاصُكَ مِنْ أحَابيلِ الخَلاصْ
……………………
الغناء والإلقاء العذب والمؤثر لم يكن مجرد صوت صدح به الموسيقي والمطرب الفنان أحمد شوقي بصحبة فنانة لا يقل أداؤها فهمًا وتأثرا هي مريم حلمي بكلمات وألحان ورؤية أنطونيوس نبيل مزج فيها بين العامية والفصحى مثلما جمع بين الصولو والدويتو والإلقاء والاداء والطرب ، بتوزيع مريح للفنان جون إسطفانوس وكمان العازف محمد علي وهندسة صوتية لميشيل عبد الملك على خلفية من الرسوم المهداة من الفنان مينا المرسنلي جعل فيها مشاهد من صور وحياة شيلي المناضلة وفنانها الراحل، في الكليب الذي قام بتحريره المونتير هيثم عزت وبث على يوتيوب وحمل شكرا خاصا لأسماء زكي وجمال عمر من إنتاج رهاف للإنتاج الفني.
لا يوجد أبلغ من الاستماع إلى الأغنية لنعيد الحديث مجددا عن دور الفن، مثلما يتأكد الشعور الجمعي للإنسانية ضد الظلم. تتعدد الأسماء والمسميات وتتباين الجغرافيات والتواريخ وتبقى الحرية واحدة يسعى لها الحالمون بعد أفضل.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.