اذا كان فى مصر يوجد “ سيد النقشبندي” و “ نصر الدين طوبار” وعرفوا بأسم “المنشدين” ففى باكستان يوجد إيضا “ القوَّالي” تعرف عليهم بالسطور القادمة وعلى بدايتهم و مدى شهرتهم .

من هم القوَّالي ؟

هم مجموعة من المنشدون وبالأخص للمذهب الصوفى وأتت “الصوفية ” من أصل كلمة “الصفاء” التى يبحث عنها عباد الله والزهد بالدينا أو بالمعنى الصحيح غذاء الروح الذى يبحث عنه الكثيرون   .

وأصل كلمة “القوالى” هى عربية “قوّال“، أي كثير القول ظهرت “القوّالي” كشكلٍ من أشكال الموسيقى الدينية الصوفية في جنوب آسيا، خاصةً فيالهند، قبل ما يقارب 700 عام ، على يد الشاعر الهندي “أمير خسرو” الذيكان يلقّب بعندليب الهند، حاملةً معها العديد من المعاني الصوفية الساميةوالرسائل الملهمة والابتهالات الدينية الإسلامية التي تدعو إلى التسامح وحبالخالق.

وازدادت بسرعة أهمية موسيقى القوَّالي في الهند التي أصبحت في العصورالإسلامية الوسطى مهد الفنون الفارسية؛ وفي تلك الأيَّام تأثَّر الكثيرون منالهندوس بأغاني أمير خسرو بحيث أنَّهم اعتنقوا الإسلام كما تروي الكتبالتاريخية. واليوم تشكِّل موسيقى القوَّالي جزءًا مهمًا في حياة المسلمين الدينيةفي جنوب آسيا والذين يزيد عددهم عن ثلاثمائة وخمسين مليون شخص. ولايكاد يوجد مزار صوفي في الهند أو باكستان لا تُعزف فيه أغان من مخزونموسيقى القوَّالي.

ويعتبر “ القوَّالي” مهنة يمتهن بها الكثير بباكستان وبقيت فى الهند ولكن إزدهرت أكثر بباكستان لوجود أشهر مغننين “ القوَّالي” بباكستان مثل :  (نصرت فتح علي خان) الذى وصلت شهرته للعالمية وأبهر المملكة المتحدة بحفلاته هناك حيث كان يغنى لعدة ساعات متواصلة دون إنقطاع وبحدة صوتية عالية , (راهت فتح علي خان) هو إبن شقيق (نصرت فتح على خان) ليعرفك إن ” القوَّالي ” مهنة متوراثة وشرف لهم إيضا .

اذا إردت ان تبحث عن “ القوَّالي” إذا اذهب إلى الاضرحة سوف ترى الكثير منهم هناك , ولكن لن يمنع ذلك الدولة الباكستانية على إحياء فن “ القوَّالي” فى أذهان الأجيال الجديدة وذلك عن طريق إخراج دفعات كثيرة ناضجة واعية لذلك الفن بطريقة واعية وليست مهنة عشوائية (المسرح القومى الباكستانى للفنون الشعبية) وإحياء التراث القديم لفن “ القوَّالي“.

بالأغلب فرقة “ القوَّالي” تتكون من ثلاثة أشخاص إلى ثمانية وما يعتمده المنشد ماذا غير حنجرته القوية , وتنظم فرق تراثية باكستانية مهرجاناتموسيقية محلية ودولية. .

ولكن من الناحية أخرى تواجه موسيقى “القوّالي“ الصوفية في باكستان خطرالاندثار تحت تأثير الحداثة وإعراض الشباب عنها، وهى تكافح التطرف وتعرض إحدى أشهر المنشدين “أمجد صبرى” للاغتيال فى 2016 و قتل أمجدبالرصاص في عملية قتل مستهدفة من قبل جماعة منشقة عن طالبانالباكستانية التي اتهمت صبري بازدراء الدين.

وإن “ القوّالي ” فن يقصد الألتحام الذات الألهية وتحقق المعنى الوجودى للأنسان الذى يبحث عنه تبعث موسيقا “ القوّالي ” رسالة سلمية من الحب والأخاء لتعايش السلمى بالعالم , وهذه من أهم الرسائل التى توجها  “ القوّالي ” لنا ….

Tweet