يجد المراقب للجدل الدائر فى الإنتخابات الأمريكية وإستطلاعات الرأى العام والدراسات التى تصدر عن مراكز الأبحاث القريبة مندوائرصنع القرار حول القضايا التى تهم الناخب، أن قضية الإنسحاب الأمريكى من بعض أماكن الصراع فى منطقة الشرق الأوسطوافغانستان تحظى بإهتمام بالغ يعكس مزاجا عاما، ربما لان الأمر فى حقيقته يتحقق على الأرض منذ وصول دونالد ترمب إلى البيتالأبيض فى 2016.
ولم تترك القوى الإقليمية والدولية هذا المعنى يمر دون إدراك لطبيعة الفرص السانحة لإعادة صياغة المواقف والمحاور والمصالح والتقارب معبعضها على حساب البعض الأخر، فى ما حاول البعض أن يقنع واشنطن أنه خير حليف يحمى مصالحها حال إنسحابها التام أو الجزئىمن بعض المناطق، وتأسست مجموعة جديدة من التفاهمات وشبكات المصالح بين دول فاعلة رغم العداء التاريخى بينها وجاء التقارب التركىالإيرانى تحت سمع وبصر ورؤية وحذر روسى ليدفعنا إلى إعادة قراءة نتائج هذا التغيير وتأثيراته على مسارح العمليات خاصة فى سورياوليبيا واليمن والخليج العربى والقرن الأفريقى.
والبعض قد يستغرب دور تركيا التى ترغب فى إبتعاد الولايات المتحدة عن المنطقة؛ ولكنها رغبة مشروطة بأن تكون أنقرة هى الوكيل الحصرىالذى يخدم مصالح واشنطن ويكون لديها مساحات حركة تسمح ببناء علاقات وتحالفات ومحاور تساعدها فى مشروعها للتمدد الإقليمى معتوفير موارد إقتصادية مستدامة خارج حدودها تدعم هذا الحلم.
على الأرض، تعمل ثلاث قوى غير عربية – إيران وتركيا وروسيا – بالفعل للدخول في الفراغ الناشئ عن تصور الانسحاب الأمريكى. من بينهؤلاء إيران الأبعد على مدى العقدين الماضيين، وبفضل الأخطاء الاستراتيجية الأمريكية، عززت إيران وجودها ونفوذها في العراق وسورياولبنان واليمن وأفغانستان وبحر قزوين. تعمل إيران جنبًا إلى جنب مع وكلائها وتزودهم بأسلحة دقيقة تصيب اهدافها خاصة فى الخليج،وتقوم بعمليات سرية مزعزعة للاستقرار بإستخدام بعض المواطنين الشيعة، ومؤخرا استخدمت القوة العسكرية المباشرة عبر الحدود وفىالمياه الدولية، ويبدو أن قرار واشنطن باستخدام طائرة بدون طيار لقتل اللواء الإيرانى قاسم سليمانى جعل طهران أقل استعدادًا لتهديدالأمريكيين علنًا، على الرغم من استمرارها فى هدفها العام المتمثل فى إخراج الولايات المتحدة من المنطقة.
على جانب أخر؛ جاء الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى منصبه بأجندة إسلامية وهو يقدم بشكل متزايد تركيا، وبالتالي نفسه، على أنهالزعيم والخليفة لمسلمى المنطقة، ولا سيما “السنة” وفى سبيل ذلك تخلت تركيا عن تقاليدها العلمانية الكمالية فى القرن العشرين لصالحإرثها العثمانى القديم، وتخلت عن علاقتها “العلنية” السابقة بإسرائيل، وانحازت بدلاً من ذلك إلى جماعة الإخوان المسلمين، وشنت تركياعمليات عسكرية غاشمة فى سوريا والعراق وليبيا، وأقامت قوات عسكرية فى قطر التى تشارك تركيا وجهة نظرها مع جماعة الإخوانالمسلمين. وتشارك بفاعلية فى اليمن والصومال والسودان؛ ويهدف إلى أن يصبح لاعبًا رئيسيًا في المنافسة على موارد الطاقة فى منطقةشرق المتوسط؛ في حين أن تركيا لا تزال حليفًا رسميًا للولايات المتحدة من خلال حلف الناتو، أدت الإجراءات التركية إلى توتر العلاقاتالثنائية مرارًا وتكرارًا، الأمر الذي ربما يكون قد وصل إلى أدنى مستوياتها عندما قررت أنقرة شراء وتشغيل نظام الدفاع الجوى الروسي S-400.
ويأتى اللاعب الروسى فاعلا ومراقبا وحذرا؛ حيث أهداف روسيا فى الشرق الأوسط التى تتناقض مع المصالح الأمريكية، فشاركت فى حربشرسة لدعم نظام الرئيس بشار الاسد فى سوريا بالتحالف مع إيران، وتسعى لبيع أسلحة متطورة فى المنطقة تهدف إلى تهديد الجيشالأمريكي وتوسيع وجوده فى البحر الأبيض المتوسط من أجل تهديد الناتو فى مناطق نفوذه التقليدية. ولعبت موسكو دورًا دبلوماسيًا بارزا،حيث وضعت نفسها فى مركز أى قرار فى سوريا التى طورت فيها قواعدها البحرية والجوية وأصبحت نقطة إرتكاز وإنطلاق محورية فىالإستراتيجية الروسية، وبذلك نجحت فى تحسين علاقاتها مع إسرائيل وتركيا.
وتحاول روسيا تدخلاً آخر منخفض المخاطر وعالى المكاسب فى ليبيا من خلال إرسال قوات غير نظامية للقتال إلى جانب الجيش الوطنىالليبى بقيادة المشير خليفة حفتر، فى عودة للشرق الأوسط بقوة بعدما نجحت الولايات المتحدة فى إبعاد الاتحاد السوفيتى ووريثته روسيا عنساحة المنطقة لسنوات.
ما تبقى لمواجهة الصعود غير العربى هو “تحالف جديد” ناشئ من البلدان التى لم تكن كل منها من قبل قوى إقليمية، على الرغم من ثروتهاالنسبية وظهرت بدايات ذلك التحالف عندما أجتمع مسئولين من الإمارات والبحرين وإسرائيل فى واشنطن حيث تشعر هذه الدول، إلى جانبدول أخرى فى الخليج، بتهديد مباشر من إيران وتهديد غير مباشر من جماعة الإخوان المسلمين إنهم يفضلون الاعتماد على اتفاقياتهمالثنائية التقليدية مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بمتطلباتهم الأمنية، لكنهم يتحوطون ضد مستقبل غير مؤكد من خلال إظهار العلاقات السريةسابقًا فى العلن ومن خلال تطوير علاقات جديدة مع الصين، وروسيا التى لا يثقون بها. لطالما كانت فائدة هذا التحالف الخليجى–الإسرائيلىواضحة لطرفيه من منظور أمنى واقتصادى، لكنها دائمًا ما تستمر كإشكالية من المنظور الثقافى نظرًا لاستمرار موروث وصدى القضيةالفلسطينية. ونتيجة لذلك، فقد ظهر بشكل أبطأ بكثير مما ينبغى، على الرغم من تشجيع الولايات المتحدة لعدد كبير من دول المنطقة لاستكمالترتيبات المنطقة فى مواجهة تنامى القوة الإيرانية والروسية والتركية التى قد تخرج عن السيطرة.
شواهد التنسيق بين طهران وأنقرة
وللمزيد من التحليل والتفاصيل نجد أن عدد من التقارير والأبحاث قد صدرت فى كل من طهران وأنقرة ترصد أن إيران وتركيا تعملان بشكلمتزايد على تنسيق السياسات فى جميع أنحاء الشرق الأوسط حيث تتحركان معًا فى العديد من القضايا، ونجد أن علاقتهما قد نمت سريعالأن كلاهما يعارض وجود الولايات المتحدة فى سوريا ولكل أسبابه التى تبدو مختلفة ولكن الهدف واحد، ولديهما مصالح مشتركة أخرى، مثلالتجارة للالتفاف على العقوبات الأمريكية ومحاربة الجماعات الكردية المنشقة. وهناك أيضًا تنسيق وتفاهم فى دعمهم لحماس وأيضًا خطابعدائى للإستهلاك الإعلامى تجاه إسرائيل، وخلاف كبير يصل إلى حد العداء مع معظم دول الخليج العربى الرئيسة؛ مما قد يجعل طهرانوأنقرة قريبين بشكل متزايد من القضايا في جميع أنحاء الشرق الأوسط ، من اليمن إلى سوريا وليبيا مرورا بالعراق.
فى 15 يونيو الماضى ذهب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تركيا، وهو أحد أكثر الاجتماعات رفيعة المستوى التى عقدهاخلال جائحة كورونا (كوفيد –19) كانت أجندته واضحة: يريد من تركيا أن تساعد فى تخفيف العقوبات وحظر الأسلحة؛ ولأجل زيادة التجارةستساعد إيران تركيا فى عدة ملفات حيث شمل ذلك إعلان إيران بوضوح دعمها لدور تركى في ليبيا وتأييد لتركيا فى تجنيد مقاتلين سوريينللقتال في ليبيا حتى تتمكن أنقرة من تأمين ما تدعيه من حقوق التنقيب عن الطاقة قبالة الساحل والسيطرة على الوضع فى الغرب الليبى؛ ولمتعترض على إرسال تركيا طائرات مسيرة وأسلحة إلى ليبيا لدعم الحكومة فى طرابلس ضد الجيش الوطنى الليبى.
أعلنت إيران دعمها لحكومة الوفاق الوطنى الليبية المدعومة من تركيا ومقرها طرابلس. جواد ظريف فى زيارته لاسطنبول وأثناء مؤتمر صحفىقال “نسعى لحل سياسى للأزمة الليبية وإنهاء الحرب الأهلية، نحن ندعم الحكومة الشرعية ولدينا وجهات نظر مشتركة مع الجانب التركىفي الطريق لإنهاء الأزمة في ليبيا واليمن “.
وأشار تقرير لمؤسسة “مودرن ديبلوماسى” إلى دخول الميليشيا الشيعية العراقية “سارية الأنصار“، والتى تعمل أيضًا فى سوريا إلىالأراضى الليبية لدعم تركيا وتم توقيع اتفاقيات تعاون أمنى ودفاعى بين تركيا وإيران، وفى أعقاب معلومات متداولة إعلاميا عن أن سفينةتابعة للحرس الثورى الايرانى قامت بتسليم الأسلحة إلى الميليشيات فى ليبيا.
وأكد التقرير أن الموارد الطبيعية فى ليبيا، هى الهدف الأساسى لهذا التقارب الإيراني التركى، الذى يسعى إلى تشكيل كتلة إسلامية جديدةتضم تركيا وماليزيا وقطر وباكستان وتونس وليبيا، علاوة على ذلك، تسعى كل من أنقرة وطهران للسيطرة على المنافذ البحرية التى تعداستراتيجية جديدة فى سياسة البلدين، مشيرة إلى أن تركيا تسعى جاهدة لممارسة المزيد من الضغط على أوروبا لمنحها عضوية الاتحادالأوروبي. وشددت، على أن معظم الأراضي الليبية الشاسعة وموارد النفط مرغوبة بشدة بسبب ندرة الموارد في تركيا، علاوة على ذلك، تريدتركيا بقيادة الرئيس أردوغان استعادة وضعها القديم وأراضى الإمبراطورية العثمانية”. وأفاد التقرير بأن الموقع الاستراتيجى فى الخليجالعربى، ومضيق هرمز وسيطرة أنقرة على مضيق البوسفور هى الأساس الوحيد للتعاون فى مجال الطاقة بين تركيا وإيران، معتبرة إن دعمالميليشيات الإيرانية سيوفر قوة لتركيا فى ليبيا، وسيجبر العناصر المناهضة للحكومة على الانحناء أمام حكومة الوفاق غير الشرعية برئاسةالسراج.
كما نسقت تركيا وإيران لضرب الجماعات المسلحة والمتمردين الأكراد، حين شنت تركيا عمليتى “مخلب النسر” و“مخلب النمر” فى شمالالعراق فى 17 يونيو الماضى بالتنسيق مع طهران، تهدف العمليات إلى زيادة القواعد التركية فى المنطقة الكردية شمال العراق وإلى محاولةعزل حزب العمال الكردستاني عن حدود إيران؛ وقد عارضت جامعة الدول العربية والعراق ودول أخرى غزو تركيا وإيران لشمال العراق، حيثبدأت إيران من جانبها في استهداف من تطلق عليهم “الإرهابيين” على الحدود الإيرانية العراقية حيث تتواجد التجمعات الكردية؛ فيلقالحرس الثوري الإسلامي، الذي تعتبره الولايات المتحدة جماعة إرهابية، ينسق الآن مع تركيا، وفقًا للتقارير، وتقول أخبار تسنيم الإيرانية إنالحرس الثوري الإيراني يستعد لمحاربة التهديدات “الإرهابية” من “إقليم كردستان العراق“.
وقد بدا سعى الحرس الثورى الإيرانى إلى تنسيق السياسة مع تركيا فى عام 2014، وتسربت أخبار وتقارير عن عقد اجتماعات سرية فىتركيا بين الحرس الثورى الإيرانى والتنظيم الدولى لجماعة الإخوان المسلمين، وتم خلال الإجتماعات تنسيق النشاط ضد مصر والمملكةالعربية السعودية. برعاية حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا؛ لذلك ليس من المستغرب أن مصر ودول الخليج، باستثناء قطر، قد أعربتعن قلقها من دور تركيا وإيران فى العراق. وأدانت مصر بشدة فى بيان لوزارة الخارجية، فى 19 يونيو، الهجوم الإيرانى التركى على العراق.
وتم التنسيق بين طهران وأنقرة فى الخطاب الإعلامى “الشعبوى” المعادى لإسرائيل لكسب أرضية تؤيد أى تحركات لهذا التحالف الجديد؛بأن يبدو التنسيق الإيرانى التركي في شمال العراق وليبيا موجهاً إلى الأطماع الإسرائيلية و“أعداء الأمة الإسلامية: سنة وشيعة” على حدسواء فنجد أن وزارة الشؤون الدينية التركية تقول للفلسطينيين إنها ستعبئ “الأمة الإسلامية” للدفاع عن القدس من الضم، كما تعهد النظامالإيراني بجعل الوقوف مع الفلسطينيين “أولوية للأمة” أو المجتمع الإسلامى بل و دعا المرشد الأعلى لإيران إلى “المقاومة المسلحة” فى 21 مايو الماضى.
تشمل الشواهد على التنسيق التركى والإيرانى معارضة تركيا للغارة الجوية الأمريكية التى قتلت قائد الحرس الثورى الإيرانى قاسمسليمانى، ومحاولة تركيا معارضة العقوبات الأمريكية على إيران، والتى تكررت مؤخرًا فى منتصف يونيو الماضى، كذلك التنسيق الوثيق معقطر، حليف تركيا والتى لها علاقات وثيقة مع إيران فى كل الملفات.
وأشارت تقارير صحفية وإستخباراتية إلى دور تركيا في اليمن، ليس فقط مساندة للدور الإيرانى فى دعم المتمردين الحوثيين الذين يقاتلونالمملكة السعودية والإمارات بل أيضا لايجاد موضع قدم دائم فى ساحل يؤثر على الملاحة فى البحر الأحمر. وتقوم تركيا وإيران بالتنسيق فىإفريقيا جنوب الصحراء أيضًا، حيث سعت إيران بشكل متزايد إلى دعم الجماعات التى تعمل بالوكالة وحيث تستثمر تركيا أكثر فى التواصلالعسكرى.
هناك أيضا العمل الوثيق مع حماس وهو جزء من العلاقة التركية الإيرانية، لطالما استضافت تركيا حماس ودعمتها، وكذلك إيران. وكثيرا مايحج إسماعيل هنية زعيم حماس إلى قطر المدعومة من تركيا ويلتقى بمسؤولين من روسيا وإيران. زعيم حماس الآخر، خالد مشعل، موجودأيضا في قطر لعقد اجتماعات تنسيقية؛ ففى ديسمبر 2019، زار هنية تركيا والتقى بالرئيس التركى، وكان هنية فى إيران لحضور جنازةسليمانى فى يناير 2020.
ورغم كل ذلك، ووفقا لمعادلات المنطقة الكلاسيكية التى تتميز بالمتناقضات، لا يوجد شىء يسير فى طريقه وفق منهج ثابت وخطط مرسومة،نجد أنه بينما استضافت روسيا إيران وتركيا في محادثات أستانا وسوتشى بشأن الصراع فى سوريا، هناك خلافات فى بعض الأحيانبينهما. إنهم جميعًا يشتركون فى معارضة الدور الأمريكى فى سوريا. لكنهم ليسوا على ذات الوفاق فى ليبيا، وهنا تدعم روسيا قوات الجيشالوطنى الليبى بقيادة حفتر. بينما ظاهريًا، تركيا وروسيا على جانبين مختلفين أيضًا فى سوريا، لكن تركيا تشترى نظام الدفاع الجوىالروسى S-400 وتقوم تركيا وروسيا بدوريات مشتركة فى سوريا.
عندما غزت تركيا شمال سوريا وأمرت إدارة ترامب بالانسحاب من سوريا، كانت روسيا هى التي توسطت في صفقة مع تركيا، بينما سعتالولايات المتحدة إلى دعم دور تركيا فى إدلب وأيضًا فى ليبيا، فى ظل النظرية القائلة بأن تركيا تتنافس فى سوريا وليبيا مع روسيا، وجدتالولايات المتحدة عادةً أن أنقرة تفضل العمل مع روسيا وتقسيم هذه المناطق، لذا فإن واشنطن تراقب الحليف التركى على مدار الساعة وهويناور ويتحالف مع كل أعداء الولايات المتحدة وتخطط لتوظيف تلك التحركات فى خطوات قادمة محسوبة ستتحدد بعد أن تنتهى حالة الخللفى التوازن الإستراتيجى وغياب تحديد الأولويات التى تعانى منها المؤسات الأمريكية بعد الإنتهاء من مارثون الإنتخابات الشهر القادم.
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.