أماني … فنّانة راقصة من شدّة الحبّ والحياة

01:10 مساءً الخميس 24 ديسمبر 2020
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

بيروت -إسماعيل فقيه :

المرأة المبدعة لا يمكن أن تخرج من ظلالها إلا إذا أرادت لنفسها هذا. والمرأة الراقصة فنانة مبدعة لا يمكن أن تحيد عن خطوتها الواثقة مهما هزّت وتمايلت. والراقصة اللبنانية اماني تسير في خطوات الفن والرقص وفق ما يمليه عليها عقلها الباطني وروحها التواقة للحرية والجمال والانوثة المشرقة.

وتقول الراقصة اماني ل اسيا ان: أنا لم أرى أحداً بحياتي يستغل إلا بإرادته أو تحت تأثيرات معينة. وسألتها ، لماذا المرأة برأيك يتم إستعمال صورتها بشتى أنواع وأشكال الفنون؟

قالت : لأن المرأة وببساطة تجسّد الجمال، والرقي والخير. لأن المرأة موجودة بحياة وبنفس كل واحد منّا مهما علا شأنه ومهما كان جنسه سواء رجل أو إمرأة. فالمرأة في حياة الكل هي الأم، والأخت ، والحببية، والزوجة، والصديقة وكل شيء.

وإذا عدنا الى سبب إبراز صورتها في هذه الميادين نجد أن المرأة يجب أن تكون دائماً جميلة وفاتنة وجذابة وقريبة من القلب لذا يستخدم هذا الجمال في غير مكانه في كثير من الأحيان.

ماذا عن مهنة الرقص الشرقي وهي من أقدم المهن ومن أرقاها ولكن هناك شبهات تدور في فلكها؟

عندما نقول رقص شرقي نربط مباشرة هذه المهنة ببزة الرقص! في هذه الإطار، أود أن أشير أن في رقص الباليه تظهر المرأة من مفاتنها أكثر بكثير مما تظهره الراقصة الشرقية!

ولكن للأسف السمعة تطال الرقص الشرقي لأن بعضهن يعكس ما يقدمنه ما بعد المسرح في حياتهن الشخصية على المهنة وعلى صيت الراقصات الأخريات. فالمرأة التي تحترم نفسها تكون محترمة في أي مهنة تزاولها سواء رقص شرقي أو عرض أزياء أو غناء أو تصوير إعلانات وغيرها من الفنون.

هل إبراز مفاتن المرأة من قبل البعض ينطلي على نوع من الإغراء أم هو تمجيد للمرأة كمخلوق يجسّد الجمال؟

برأيي ان المرأة التي تعاني من “هوس” إبراز وإظهار مفاتنها وكأن هذه هو همها الوحيد تعاني من ضعف في الشخصية وتعوّض عن نقص ما في أدائها من خلال لفت الانظار لمفاتنها. هناك العديد من الأسماء عبر التاريخ احترمن من أجل أدائهن وليس من أجل مفاتنهن.

ما المطلوب من المرأة ومن المجتمع لتصحيح هذا المنهج والاستغلال لها؟

على المرأة ألا تكون مادة أو وسيلة لإشباع غرائز الآخرين. ومن المتعارف عليه أن غزائز الإنسان ثلاثة: الطعام، الجنس، وغريزة المجد أو البقاء والخلود. أنا صراحة أتساءل دوماً لماذا هذا الإستغلال البشع لصورة المرأة على لوحات الإعلانات؟

أتساءل لماذا أجدها دائمأً مستلقاة سواء أرادت أن تسوّق لساعة يد أو عطر أو حذاء أو حتى نظارات شمسية؟ ا

لفن براء من كل هذه التصرفات البشعة، الفن إذا أردنا أو لم نرد هو صورتنا للخارج . دعونا لا نشوه هذه الصورة بمصالح البعض الضيقة ودعوا المرأة تؤسس لجيل واعد ولتهتم بحقوقها وصورتها لتكون للمجتمع خير معيل.

ماذا تقولين في المرأة الفنانة المبدعة وخاصة الراقصة؟

المرأة أعمق وأسمى من ما تصوّره لنا بعض الإعلانات والفنون بإستغلال صورة المرأة في الفنون. لا أحد يستطيع أن يفرض على المرأة ما لا تريد فعله. المرأة أعمق وأسمى من ما تصوّره لنا بعض الإعلانات والفنون. وكفى متاجرة بجمالها وانوثتها وجسدها!!

برأيك أليست المرأة هي الاقدر على تجسيد الجمال في الحياة؟

لا شك ان المرأة منذ القدم تجسّد الجمال والبهاء، ومن خلالها ينقل الشخص غاية معينة في الفن وخاصة الإعلانات. الأسباب كثيرة تتركز في مضمونها الأساسي على إبراز صورة الجسد وبالتحديد الإغراء عند المرأة، والعمل على هذه النقطة أو الصفة بالتحديد. مع الأسف أننا نجد أن بعض أنماط االشخصيات عند النساء تنجرّ وراء الأمور المرتبطة بالإعلان والصورة والشهرة . إجمالاً هناك بعض النساء يتمتعن بما يسمى “الصفات الهيستيرية” والتي تتضمن العوارض التالية: البحث عن لفت الإنتباه، البحث عن كسب أكبر عدد من المشاهدين، والبحث عن الشهرة. ولكن المرأة لا تكون واعية دائماً على خطورة الموضوع أو واعية على الغاية التي من خلالها تريد أن تصل الى المستهلك أو المشاهد. لا شك أن المرأة بشكل عام تسعى دائماً الى الإهتمام بشكلها الخارجي وهذه صفة مميزة بالأنوثة، ولكن يجب ألا يستغل هذا الأمر من أجل إظهارها كسلعة فقط، أو إستغلال هذا الإهتمام بالمظهر بصورة غرضية. فالمرأة مخلوق له إنسانيته وله عواطفه وقدراته العقلية والذهنية.

من هي المرأة المبدعة برأيك؟

المرأة هي أنثى، والأنثى تتمتع بثلاثة أدوار أساسية بالمجتمع: دورها تجاه نفسها وما يتضمنه من الإعتناء بمظهرها وجمالها، ودورها تجاه أسرتها، ودورها الفعّال تجاه المجتمع. يتمحور هدف بعض الفنون التي تُستغل فيها المرأة إلى تسليط الضوء فقط على دور المرأة تجاه نفسها أما المضمون فغالباً ما يكون مشوّهًا ومجمّلاً وغير صائب. لا بد أن نتوجه للمرأة بالقول إن دورك يجب أن يكون فعّالاً، وأنت لست عاملاً جذّابًا من حيث الشكل فقط بل يجب أن تكوني جذّابة بفكرك وأخلاقك وعلمك .

لماذا ترقصين؟

الرقص بالنسبة لي هو خير الروح الذي يفيض في الجسد. لا يتحرك جسد الراقصة من دون مروحة الروح. وأنا أرقص من شدّة الحب والحياة والامل.

هل قيّد (كورونا) جسد الراقصة اليوم؟

يستحيل لأي كائن وأي مرض وأي فيروس أن يلوي هيكل الفن والفنون، جسد الراقصة المبدعة.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات