دار فواصل تصدر (شربة قَطَا) للشاعر والصحافي السوري هاني نديم

12:26 مساءً الثلاثاء 5 يناير 2021
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

هاني نديم، شاعر وصحافي سوري وكاتب أفلام وثائقية، يعمل في الصحافة المكتوبة منذ أول التسعينيات، صدر له 18 كتاباً بين الشعر والصحافة والمسرح، صدر له أحدثها (شربةُ قَطَا) عن دار فواصل في سورية.

هاني نديم

عن الكتاب:
في عصرٍ متسارعٍ دون هوادة ومتغيرٍ بوحشية، تضطرب المعلومة وتبدو خجولةً غير كاملة الملامح فيما نقرأه في صحافتنا اليومية التي شهدت بدورها تغيرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، إذ نال منها المحتوى المجاني وجعلها أكثر عرضةَ للإهمال والتخلي والهجران.
ورغم ما تقدّم، تظل الكتابة الصحافية الرصينة محميّة بأقلام جادة لا تلتفت لفكرة العجالة و”الديليفري” في مقالها، وهو أمر يستحق الاحتفاء والتوثيق. وهذا ما نفعله في “شربة قطا” الذي يقدم نموذجاً رفيعاً من المقال الصحافي بما فيه من لماحية ومقاربة ومعلومة أكثر بكثير من وصف عنوانها. إن هذا الكتاب ليس مجرد شربة لطائر يقضي عمره باحثاً في الصحراء عن “كشتبان” ماء محاطاً بالصيادين والخوف والجفاف، إنها مقالات في العمق وللعمق.

في أحد أعمدته (من برة لبرة) يكتب هاني نديم ” بين عالم الإعلان وعالم الأدب

كثيرون هم من يصنفون صناعة الإعلان ضمن دائرة الفنون، وإن صح هذا، فهذا النوع من الفن هو الأقرب إلى الشعر من بقية الفنون وذلك بالنسبة للمجاز والكناية والدلالة والإحالة، وتموضع الكلمة الرئيسية وإهمال الكلام الزائد، والتراتبية بالفصل بين المتن والهامش والمُخرج البصري وغيره من المقاربات الشعرية.

هذا يفسر أن مؤسسي أكبر وكالات الدعاية والإعلان جاؤوا من خلفية الكتابة، مثل ديفيد أوجلفي الشهير، مؤسس “أوجلفي” العظمى، ساحر الجمل البيعية والذي كتب كتاباً هائلاً أهم من عشرة دواوين شعر اسمه: “اعترافات رجل إعلان”، إلى جانب السيد “ليو بورنيت” مؤسس الوكالة العالمية المشهورة باسمه، وهو الصحافي والكاتب والشاعر الذي أذاب الكلام في الصورة وقررّ أن تكون الصورة كلام غير منطوق، ورسالة لا تحتاج لشرح.

Jane Mass

“جين ماس”، الملقّبة بالأسطورة، المرأة الأعظم في عالم الإعلان، تركت لعالم الإعلان من الفكر الأدبي الكثير، فهي صاحبة أنجح حملة سياحية في التاريخ I LOVE NEWYORK والتي أنقذت نيويورك من الإفلاس آخر السبعينيات. كما أنها تركت مؤلفات عدة منها “مذكرات فاترة” وهو من أجمل الكتب التي قرأتها في السيرة الذاتية.

والعلاقة بين عالم الإعلان ومهنة “السيناريست” كبيرة وممتدة أيضاً، فنجد على رأس تلك العلاقة رسام الكاريكاتير والممثل والشاعر والسيناريست “تيري جليم”، إلى جانب “لورانس كازدان” صاحب سيناريو فيلم “الحارس الشخصي” لكيفن كوستنر وويتني هيوستن، والذي رفض عمله 67 مرة قبل أن تتجرأ شركة “وارنر” على انتاجه لينجح نجاحاً مبهراً ويكتب بعدها فيلمه الأشهر “حرب النجوم”.

أما عن الأدباء والروائيين فثمة عدد هائل منهم عملوا في صناعة الإعلان، على رأسهم: “جون باورز”، و”روبرت كولر” صاحب كتاب “سر العصور” الشهير، و”ليستر وندرمان”، و”جيمس باترسون” حامل الرقم القياسي وفق غينيس ببيع أكثر من مليون كتاب الكتروني.

ومن المفاجئ أن نعرف أنه حتى الشاعر والمسرحي الروسي العظيم “فلاديمير ماياكوفسكي” كتب إعلانات عدة، إضافة إلى الروائي الاسترالي “بيتير فيليب كاري” الذي فاز ببوكر مرتين والشاعرة والمسرحية الانكليزية “دوروثي سايرز”، إضافةً إلى “سلمان رشدي”، بل حتى العظيم “غابرييل غارسيا ماركيز” كان في فترة من الفترات موظفاً في JWT ككاتب نصوص إعلانية!

وليام برنباخ، أحد أكبر صناع الإعلان في التاريخ، والذي جاء من الأدب والكتابة أيضاً، يقول: “الحقيقة ليست هي الحقيقة إلى أن يصدقك الناس، ولا يستطيع الناس تصديقك إذا لم يفهموا ما تقول، ولا يمكنهم إدراك ما تقوله إذا لم يستمعوا إليك، ولن يستمعوا إليك إذا لم تكن مثيراً للاهتمام، ولن تكون مثيراً للاهتمام إلا إذا قلت أشياءً مبدعةً، مبتكرة وطازجة”.

يلخص برنباخ نفسه كل ما كتبناه بالعلاقة بين الأدب والإعلان بقوله: ” يمكن للفكرة أن تتحول إلى ركام مثلما يمكنها أن تتحول إلى نجاح ساحق؛ فالأمر كله متعلق بالموهبة التي تتعامل بها، نعم.. قد يكون الإبداع هو آخر ميزة غير عادلةٍ يُسمح لنا من خلالها قانونياً أن نقتل منافسينا ونقضي عليهم“.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات