السندباد السوري يصل القاهرة بفهرست ابن النديم

11:27 مساءً الخميس 24 يونيو 2021
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

يستقبل معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية بعد الخمسين أحدث إصدارات الشاعر والإعلامي السوري هاني نديم. الكتاب الصادر عن روافد للنشر والتوزيع يحمل عنوان “لوغارتم الوجوه.. متتالية الخطى”، ويعرض في الصالة (1) بجناح B 61، ويمثل إضافة نوعية لأدب الرحلة العربي.

 وقد صدر للشاعر والكاتب السوري هاني نديم، الذي يعمل في الصحافة المكتوبة والأفلام الوثائقية منذ أول التسعينيات، 18 كتاباً بين الشعر والصحافة والمسرح.

من مقدمة (فهرست ابن النديم)، نقرأ:

منذ أن ولدت وحتى كتابة هذه المقدمة، قامت حياتي على المصادفات، لا شيء مخطط له على الإطلاق، إنه تدافع الشغف، لم أفعل شيئاً سوى أنني آمنت بالتعب، ووضعت كل ثقتي في طاقة العمل والمثابرة دون انقطاع على أن تختار لي الحياة بحكمتها المحل الأنسب بيديها الحصيفتين. هذا ما كان. اعتمدت على الشغف والعمل المتواصل وما أحبّ.

وما أحبّ هو الشعر والموسيقا والسفر والبلاد والعباد. فوجدت نفسي دون أن أدري أقحم معارفي ومكتسباتي وأوجّه حياتي المهنية صوب الشعر والسفر. وهذا ما حملني على ظهر الخرائط. أسافر شاعراً وأسافر رئيس تحرير لمجلة طيران أعمل بها منذ عقدٍ من الزمن، وإن توقف سفري من الشعر ومن الصحافة، سافرت ككاتب أفلام وثائقية لوزارات وهيئات وشركات إعلامية وإعلانية كبرى، وإن شحّت “السكريبتات” و”السيناريوهات”، سافرت كبقية خلق الله، سائحاً هارباً من ضغط سفرٍ إلى آخر!

في حقيقة الأمر، نمت في الفنادق البعيدة المجهولة أكثر مما نمت في بيتي، من بافاريا لنفاريا، ومن بريدة السعودية إلى بريدا الهولندية، السبت في السودان والأحد في المكسيك، ألاحق رزقي من الحياة والتفاصيل والتدوين والروائح، أكتب عن البهارات والفيلة ووحيدي القرن والمقابر وفراشي الأسنان ومنتجات الشيبس وكل ما يمكّنني من قطع “بوردينغ” والطيران.

مصادفات تلو مصادفات، وسفرٌ أخذني إلى سفر وعملٌ متصل خلال أكثر من ربع قرن لم أهدأ فيه ولم أستقر. وإن حصل وأمضيت شهراً كاملاً دون رائحة زيت هيدروليك الطيارات قلقت في معاشي وتقلبت في فراشي حتى أخترع وجهةً جديدةً أمضي إليها، وقد قُيّض لي أن أعمل مع جهات ثقافية وسياحية كبرى، في الإمارات والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ولندن وبيروت ومدن أخرى كثيرة تنقلت في جنباتها أعمىً وعدت نصف بصير.

يقول الشاعر هيثكوت ويليامز في قصيدته العميان والفيل:

في قصة العميان

كل أعمى أعطى للفيل وصفاً مختلفاً

حسب أي عضوٍ تحسّسه

والآن لن يبقى لهم

إلا أن يتحسّس واحدهم الآخر

ها أنا أقدّم في هذا الكتاب ما رأيته من “العالم الفيل” وما لمسته بيديّ الصغيرتين ومعارفي الضئيلة، مقدّماً فهارس للأشخاص والأماكن والأغاني والمقاهي، معترفاً بكل جرأة ووعي، أنني لم أستطع أن أكون حيادياً فيما كتبت كما لم أكن يوماً حيادياً اتجاه الكثير من مفردات حياتي التي أدافع عنها وألاحقها بكل شراسة. كتبت ما شعرت أن عليّ كتابته بعد زيارة كل أوروبا ونصف آسيا وربع أفريقيا وثُمن الأمريكيتين. أهملت دولاً كبيرة وأخرى صغيرة لضآلة تجربتي فيها أو لسفري الخاطف في مهمات عمل قصيرة غالباً ما تضر الوصف أكثر مما تنفعه. كتبت اعتماداً على إحساسي بهذا المكان دون غيره، ولا أعلم إن كنت سألحقه بجزءٍ آخر أتناول فيه بقية الزيارات أو أتوسع بما مررت عليه هنا كشربة القطا إن سمح لي العمر.

إنني في هذا الكتاب لا أقدم نفسي كمؤرخ لا قدّر الله! أنا شاعرٌ وصحافي شاء لي ظرف عملي أن أكون ذا سفرٍ متصل، وصيّادٌ يذهب إلى طريدته مباشرة ينصب لها الفخاخ في كل معابرها وأنا وحظي! حظي الذي منحته ما يريد فأعطاني ما أشتهي. وإن خذلني مرة فقد أسعفني مرات، إذ بينّت وتبيّنت أن السفر هو غاية لا وسيلة، وأن المسافر، كل مسافر، لديه خرائطه الخاصة وأمصاره التي يتوهمها ويستنتجها ويكافح لإثباتها دون غيرها.

ستجد في هذا الكتاب فهارس ومسارات وقصصاً للأغاني وحكايا عن الناس وأساطير الأمم ومروياتها إلى جانب ما نبشته من هوامش البلاد وأزقتها الخلفية ووضعته في المقدمات والمتون…

إنه كتاب عن السفر وللسفر وفيه، كتابٌ كتبته بطيني وتكويني الأول؛ أنا ابن الأماكن المفتوحة والأسواق المحتشدة والطمي والطين والزمهرير والجرد والجروف ورائحة المارة المتبدّلة على الرصيف وكأنك في مطبخ الله؛ الله الذي يطعم هذه الحياة…

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات