إيفا تحاور سانتي: أحلم بمهرجان شعري حيث التقى الإسكندر الأكبر بأرسطو!

10:51 مساءً الإثنين 25 يناير 2021
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
هنا التقى الإسكندر الأكبر بمعلمه أرسطو

حوار بين مبدعتين نشرته مجلة (The Poet)، عن الأدب والشعر والهجرة والترجمة والإلهام والأحلام. إيفا تحاور سانتي:

شكرًا لك سانتي (Xanthi)، على قضاء بعض الوقت للدردشة معي في هذا اليوم الشتوي في أثينا. هل تتذكرين متى كتبتِ كلماتِك الشعريةَ الأولى؟


Odysseus Elytis



كتبت قصيدتي الأولى في حوالي الخامسة عشرة من عمري، كنت أحرر ذاتي! كانت القصيدة باللغة الألمانية، حيث كنت أعيش في ألمانيا في ذلك الوقت، وقد قرأت للتو شعرًا للشاعر اليوناني أوديسيوس إيليتيس” Odysseus Elytis ” في وقت لاحق من نفس العام أردت حرق قصيدتي، لكن صديقًا أخذها وعرضها على مدير المدرسة، الذي وافق على أنها لا تستحق الحرق، واحتفظ بها منذ ذلك الحين!

هل مررت مبكرا بتجارب أثرت في إبداعك؟

Johannes Poethen



نعم. ذات يوم أعطاني الأخصائي الاجتماعي في المدرسة كتابًا لقراءته واقترح عليّ أن أبدأ في تدوين أفكاري. كان كتابًا للكاتب والشاعر الألماني الشهير يوهانس بويتن  Johannes Poethen، الذي كتب الكثير عن اليونان. قرأتُ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف، وهذا ما حفزني حقًا. شارك Poethen بنشاط كبير في تأسيس جمعيات للشعراء، ودعاني – من خلال الأخصائي الاجتماعي الذي كان يعرفه – للمشاركة. لكن كان عمري 15 عامًا فقط ولم يسمح لي والداي بذلك. ومع ذلك، بعد عشر سنوات التقيت به مرة أخرى في فعالية ثقافية – كان جالسًا أمامي تمامًا. بدأنا الحديث وأخبرته أنني كتبت الشعر، وأنه هو الذي ألهمني في البداية. أصبحت على الفور عضوا في ورشة الشعراء. شتوتجارت شريفتستيلرهاوس، بيت الكتاب، في شتوتغارت.

سانتي


كيف تطورت بعد ذلك كشاعرة؟

حسنًا، الإلهام شيء واحد. مهارات الكتابة الحقيقية تتطلب في الواقع الكثير من التدريب، كما هو الحال مع كل الأشياء؛ كلما كتبت أكثر، تطور أسلوبك. اعتدت على الكتابة بشكل مجازي ومضغوط للغاية. لقد استمر الجانب المضغوط بالفعل في عملي، لكنني أدركت أنني لست مضطرة لأن أكون غامضة لنقل رسالتي إلى القارئ.

عندما بدأت الكتابة لم أكترث، وكتبت عن الأشياء التي لا أحبها، ومشاكل الأجيال. أردت أن أغير العالم كما يفعل كل الشباب. لكن بعد ثلاثة عقود من الكتابة، أدركت أن خلفيتي هي التي تقود شعري بالفعل. كان والداي مهاجرين يونانيين في ألمانيا، وسببت لي حقيقة أنني كنت أملك اسمًا غريبًا في بيئة أجنبية الكثير من الألم. وجدت في الشعر طريقة ليس فقط لتخفيف هذا الألم، ولكن أيضًا لمشاركته مع العديد من اليونانيين الآخرين الذين يعيشون في الخارج. في الآونة الأخيرة، اكتشفت أن اليونانيين ليسوا وحدهم من يغادرون أوطانهم بحثًا عن حياة جديدة، وقد يختلف سبب قيام شخص ما بذلك، ولكنها الرغبة الأساسية في إعادة الاتصال بحس وجوهر الوطن ذاته.

باقة غير متوقعة

Unexpected Collection

(مهداة لابنتي الجميلة والموهوبة آنا)

جمعتُ

الشمسَ والجبلَ والبحارَ

من الكون

لأصنعَ مهرك.

ذهبتُ لأتحدث إلى الليالي

حتى تكتبَ النجومُ مستقبلك مشرقًا.

جلستُ لأسمع صوت الزهور

وألوان الطيور

لتكون حياتُك مليئة بالظلال الجميلة.

لكني حين أصغيتُ

كان صوتُك الدقيق صدى  

حياتي الملآنة

بالموسيقى والألوان والضوء


مسارات

Paths

حيث تمشي أرواحنا

بخفة

كأنها بحلم

حيث تكتب

الأحرف الأولى من اسمينا

مستقبلنا على قماش دانتيل

وتظهر رغبتك

في ضوء الشمس

هذا هو حيث

أريد أن أقابلك



ما هي الموضوعات التي تلهمك للكتابة الآن؟

الموضوعات التي أجدها كثيرًا ما تلهم قصائدي محورها الألم، وفقدان الوطن أو الانتماء، والحب – ولكن ليس الجانب الجنسي من الحب. أحيانًا ما يشق التطور الشخصي والأحداث التاريخية الطريق إلى كتاباتي أيضًا، وفي كثير من الأحيان يختبئ حدث تاريخي وراء القصيدة دون أن يكون واضحًا للغاية.

صفي لنا عملية الكتابة الخاصة بك

العملية بسيطة. بالنسبة لي، الأقل هو الأكثر، وأنا أحاول اختزال أكبر قدر ممكن من القصيدة بحيث تكون في أبسط أشكالها. أنا أكتب فقط شيئًا أركز عليه. يبدأ بسطر واحد قد يصل في أي وقت كمصدر إلهام. هذه الفكرة هي بداية تطور القصيدة. في بعض الأحيان، قد يستغرق الأمر مني سنوات لإنهائها، لأنني أجرب القصيدة، وقد أنشرها لمعرفة ما إذا كان الناس يحبونها، وأقوم بتغييرها مرة أخرى، أقوم بدمجها وألوي عنقها وأقلبها، لكن في الغالب أبسّطها . أجد أنه كلما كان الأمر أبسط، كان ذلك أفضل. لا أحب المبالغة في تصفيف قصائدي ولا أشرحها. إذا نجحت في الوقوف بمفردها، فلا داعي لإخبار أي شخص من أين تأتي.


قائمة التسوق

Shopping List

أَنَّى تأتي

آتني

بلوز مالح

وحُبيبات الجيلي الحارة الخضراء الصغيرة

وإبريقا فخاريا كبيرًا أزرق اللون

ومن الخباز

آتني

بفتات هذا

التفاؤل


أحيانًا

Sometimes

أحيانا

يفتح الباب بحسرة

لكنك لن تأتي

ولن تذهب إلى الحديقة

لاكتشاف الأكاذيب.

ولا لتغرس أية آمال

بألوان اللافندر.

لا زلت واقفة

عند باب الجراج المفتوح

منتظرة

لكي تجيب

كل سؤال طرحته الوردة …



كيف تشعرين عندما ترين إحدى قصائدك منشورة؟

عندما أنشر قصيدة فإنني أشبه بعرض جزء من نفسي في الخارج ليراه الجميع. إنها تجربة شخصية للغاية ومختلفة تمامًا عن نشر كلماتي ككاتبة وصحفية.

ما هو الاصدار الذي تفخرين بنشره؟

أكثر ما أفتخر به هو مقال صحفي نُشر عني وعن شعري في أكبر صحيفة في شتوتغارت، فقط عندما بدأت في نشر شعري للعامة. كنت صغيرة جدًا، وحصلت على مكانة مرموقة بين الشعراء المشهورين آنذاك، مما جعلني أدرك أنني ربما حظيت بهدية. ولكن مع هذه الهدية تأتي أيضًا مسؤولية كبيرة.

هل لديك مساحة الكتابة المفضلة؟

نعم، وهو أمر غريب. أحب أن أكتب عندما أسافر. أي نوع من الرحلات يجعلني أكتب. هناك شيء ما في طريقة السفر دائمًا ما يكون مصدر إلهام خلاله. بقدر ما يمكن أن يكون السفر مرهقًا في بعض الأحيان، فإنه يمكن أيضًا أن يدفع قلمي لبدء فصل جديد.


وأخيرًا سانتي، ما هي خططك المستقبلية كشاعرة؟

أنا أعمل على نشر كتابي الأول، حيث أعتقد أن عملي جاهز الآن للوقوف بمفرده في الأماكن العامة، وسنرى أين يأخذني من هناك. أود أيضًا أن أقيم مهرجانا شعريا دوليا – بعد COVID – في المسرح القديم لميزا، (Mieza)  وهي قرية سابقة في مقدونيا القديمة ونقطة التقاء الإسكندر الأكبر ومعلمه أرسطو. من المهم خلال هذه الأوقات الاستمرار في الحلم بمشروعات جديدة والحفاظ على نشاط العقل.



شكرًا لك مرة أخرى على وقتك، ونحن، في THE POET، نتطلع إلى قراءة المزيد من الأعمال منك في المستقبل.

ترجم الحوار: أشرف أبو اليزيد

~

نشأت Xanthi Hondrou-Hill في شتوتجارت وهي ابنة عائلة مهاجرين يونانيين، ودرست الأدب الألماني والصحافة وإدارة العلاقات العامة في شتوتجارت. عاشت في بريطانيا وهولندا، قبل أن تستقر في قرية ناوسا في باروس باليونان. تعمل مترجمة يونانية وإنجليزية وألمانية، وقد نشرت في عدد من المختارات والمنشورات عبر الإنترنت. وهي حاليًا أيضًا محررة قسم الشعر في المجلة الإلكترونية APEIRONART

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات