أيّام دمشقية … يصدر في عَمَّان

08:50 صباحًا الأربعاء 10 فبراير 2021
  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
الغلاف

عن (دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع) في الأردن، التي يديرها الفنان التشكيلي والشاعر محمد العامري، صدر في عمَّان كتاب (أيامٌ دِمشْقية) لأشرف أبو اليزيد، والذي تعتزم الدار المشاركة به بين إصداراتها الحديثة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2021، ضمن سلسلتها (سفر).

الكتاب صممه العامري، ورسم غلافه الفنان السوري عصام الشاطر، وضم أسفار المؤلف على مدى أكثر من عقد في مدن سورية، منها العاصمة، وحلب، والقصير – حيث دارت معركة قادش – والرقة وغيرها.

من أجواء “أيام دمشقية”:

“كلما وصلتَ إليهَا، وعشتَ فيها، أحسستَ، يومًا بعد يوم، أنَّ المسافاتِ بين دُورها ودروبِها تضيق، حتى تتلاشى!

فما كنت تقطعه بالأمس في ساعتين، تمشيه اليوم فلا يستغرق إلا دقائق، وما حاولت أن تستهدي المارة إليه في السابق، يدلك القلب عليه الآن، بعد أن صرتَ كائناً مغرمًا بخفته. ستظل تتسع بك الرؤى، وتضيق معك العبارات، حتى يأتي موعد السفر، فتدرك أنها صارت مثل قطعة في القلب، عزيزة عليك، ولك أن تختار، بين أن تتركها، أو تأخذها معك!

حنا مينه يستقبل أشرف أبو اليزيد

وأزعم أنني في كل مرة كنت آخذ دمشق معي، صورًا وحكاياتٍ، يكتبُ سطورَها المبدعون، وترسمُ أنفاسَها الأماكنُ، وتتوزعُ حواراتها البيوت الحميمة والشوارع الآمنة والمقاهي الصاخبة.

نصعد قاسيون، الجبل النبيل الجميل، أو الحضن الذي هدهد البشر زمنا طويلا، قبل أن يهبطوا منه للسفح، فتولد دمشق.

مثل دراويش المولوية ندور في صعودنا لسمائه، نلف معه رحلة التجلي، كأننا نريدُ أن نرى ابنته بعينيه. نصل إلى المكان الذي نظنه الأعلى، ولمَّا ينتهي الجبل بعد، لكن مشهدًا آسرًا للغروب يستوقفنا.. كانت حكايات دمشق تودع النهار، ويختلط حلوها ومرها في السماء، فتصنع نسيجا نورانيا، تمتزج فيه الألوان: بكاء الفرح والألم، هنا تتدفق صاعدة آمال الدمشقيين وآلامهم، يودعونها وهم على أمل بغد، أكثر بهجة.

قاسيون هو المدينة الأولى للدمشقيين، عاش به أجدادهم الأُولُ، وحين وهبهم حكمة المعرفة، ونعمة النسل، وخبرة التجربة، تركوه للسهل والغوطة التي وهبت اسمها لدمشق. لكن كثيرين منهم يأتون الجبل، يوميا، ربما لأنهم يحنون إلى الجذور. وهنا كانت النبتة الأولى. كل منهم يأتي إلى حيث سالت المياه الأولى، مياه بحيرة العائلة الدمشقية.

تتسلل أصواتٌ في الساحة المتسعة التي توقفنا بها.

باعة متجولون وصوت ربابة. يقترب بائع الربابة التي يدل شكلها على أنها قطعت رحلة طويلة من بادية الشام، إلى قمة قاسيون. يعزف لحنا لأم كلثوم، تساعده الأذن على تلقي الدندنة بحب. لكن خيط اللحن ينقطع، ويهرب البائع إلى خلف السور المطل على المدينة، أدركنا أن البيع المتجول ممنوع حين لمحنا ما أخاف عازف الربابة.

بعد قليل، تنقشع غيمة بعيدة عن الشمس، ويعود العازف المختبئ، ونشتري الربابة: لا يغنِّي لي عازفُ الربابةِ العجوزُ فوقَ الجبل، بل لامرأتِه التي تركهَا وحيدًة ترعى حكاياتِه وعنزاتِه، وعندَمَا باعني ربابَتَه، وهبني كُل أحْزانِه، وذكرى ابتسامتِه.”

وأشرف أبو اليزيد روائي وشاعر وصحافي وكاتب لأدب الرحلة. عمل في الصحافة الثقافية لأكثر من ثلاثة عقود. حصل على جائزة مانهي في الآداب عام 2014 (كوريا الجنوبية). نال جائزة الصحافة العربية في الثقافة عام 2015 (الإمارات العربية المتحدة). عضو اتحاد كتاب مصر ورئيس جمعية الصحفيين الآسيويين، ورئيس تحرير “آسيا إن” العربية؛ شبكة أخبار المستقبل، وشقيقتها الورقية “ماجازين إن” التي تصدر في سيؤول باللغات الكورية والإنجليزية والعربية، ورئيس تحرير سلسلة إبداعات طريق الحرير. له 40 كتابا في الرواية والشعر وأدب الرحلات والسير الذاتية والترجمة وأدب الأطفال. من كتبه في أدب الرحلة (نهر على سفر)، (قافلة حكايات مغربية)، (سيرة مسافر)، كما حقق رحلة الشيخ مصطفى عبد الرازق في فرنسا ومصر بكتابين. صدرت بعض مؤلفاته الشعرية والروائية باللغات الإنجليزية، والألمانية، والإسبانية، والتركية، والكورية، والفارسية، والسندية، ولغة الماليالام في الهند.   

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات