الفنانة التشكيلية رنا الخليل … أناقة المكان والإنسان

02:31 مساءً السبت 13 مارس 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

رنا الخليل مهندسة ديكور فنانة متعددة المواهب، فهي ترسم اللوحة، وتهندس الأشكال، وتبتكر الألوان، وكل هذا يصبّ في مساحة ابداعية لافتة.
لوحات ومعارض وأعمال فنية متنوعة قدمتها الخليل، وفي كل عمل كانت امينة لموهبتها وحققت ما سعت اليه.
في معارضها المتنوعة حاولت تحقيق صورة مغايرة لعملها، فقد اقامت معرضاً يحاور الجريدة اليومية، واتخذت من الصحيفة مدخلاً لبناء الشكل واللون والصورة.بالاضافة الى معارض اخرى ترتكز الى الابتكار اللوني والهندسي. ويبقى الديكور الداخلي هو الشكل الأنسب لأناقة حياة تهواها.
ماذا تقول رنا الفنانة والانسانة عن مسيرتها وأعمالها؟
• كيف تسمين لوحتك، وما دورها في حياتك؟

  • اللوحة بالنسبة اليّ مدخل الى البيت، الى المنزل، الى الحياة بكل تفاصيلها. مدخل الى الانسان وأيامه وما يحققه في سعيه اليومي. ارسم كي ارتب المشهد المعيوش والمحسوس، وفي المقابل ادوزن الشكل الذي اعيش داخله.
    لوحتي مزدانة بألوانها المشرقة لتقول الفرح، ولترسم لعيون الآخرين مساحة ذاكرة راقية، تساهم في اسعادهم.
    اسم لوحتي من اسمي، ولا شيء ينفصل فيها عن نفسي. انها انا وهي انا. وحين تكون اللوحة مرآة لحظاتي، فهي ايضاً مرآة الآخر.

  • الى اي مدى تحضرين في لوحتك، في أي معنى واي شكل؟
  • في كل فاصلة وفي كل نقطة ضوء تبثها الألوان. حضوري في اللوحة حالة انبعاث وظهور، وايضاً حالة غياب وتخف. اللوحة التي ارسمها ترسمني في اغلب الاحيان، وأجد نفسي دائماً في مدار حركتها ونشاطها. تحضر شخصيتي في اللوحة من خلال اللون، ومن خلال الشكل المرتجى الذي يسعى اليه قلبي وتجاهد لأجله روحي. المدى الذي تعيش فيه لوحتي لا حدود له، لا آفاق تحدّه، وهو المدى الذي يشبه الحرية. فلا مدى يحصر الحرية، انه مفتوح حتى ابعد اللحظات، انه الوقت برمّته. ان شكل اللوحة لا ينفصل ابدا عن الشكل الذي تبثه روحي في الاوقات السعيدة، وحتى الصعبة.
  • في معرضك الاخير، حضرت لوحات مختلفة عن تجربتك، وكان للجريدة او الصحيفة حضورها، الى ماذا تردين هذا الشكل من العمل؟
  • اردت من هذا الشكل الجديد اشراك المشهد الثقافي في الواقع الفني، وكانت الجريدة اليومية هي المدخل لبناء هذا التفاعل. فالجريدة اليومية اشبه بحاجة للقارئ اليومي، وقبل كل هذا، هي انعكاس للواقع وتقدم الينا الاخبار الكثيرة. لذلك ارتأيت ان استعمل الجريدة وفق اصول خاصة، ووظفتها داخل الشكل واللون، وكانت الصورة او النتيجة مرضية بالنسبة الي. حاولت استحضار الصحيفة من خلال كلامها وحروفها، وأدخلتها في شيء يشبه العاصفة المحببة، عاصفة لونية، تعكس وهج الخبر المكتوب، وتبثّ همسات الكاتب
    او الصحافي الذي يكتب هذا الخبر.
    • هل يمكن القول ان لغة الجريدة وحروفها وحتى شكلها لها علاقة وثيقة بالصورة واللوحة، ولذلك حاولت اقامة الرابط بين هذه التفاصيل الفنية؟
  • ربما يكون هذا الاستنتاج في محله، ولكني لا استهدف هذا الامر مباشرة، بقدر ما اسعى الى جعل الجريدة اليومية على مسافة مباشرة مع العين التي تراقب الايقاع اللوني اكثر من تلك التي تقرأ. حاولت اقامة الرابط المعرفي بين العين المتلقية للخبر والعين المتلقية للوحة ومحتواها الفني واللوني. انها محاولة لتفسير الشكل بالشكل واللون، محاولة لاقامة لغة تواصل، وهذه اللغة متجانسة ومتفاعلة: الحروف تتدخل مع اللون وترسم اللحظة. وربما نجحت في تبيان الشكل الغامض الذي يرسمه احساس القارئ اثناء تصفّحه الجريدة اليومية.

  • • حضرت ايضاً في معرضك اشكال اخرى، كالأبواب المزركشة والمرصّعة، او الأواني والاضواء المتفاعلة مع الشكـــل، لماذا هذا الـــتنوع؟
  • هذه الاشكال وسواها هي الاعمال المتممة للتفاصيل التي سعيت الى تثبيتها في المشهد الفني الذي كان هدفي اليومي، وعلى فترات متزامنة مع حالة عشتها. ارسم وأدوزن الشكل، وحين اسعى الى ذلك، احتاج الى عدّة عمل وأشكال متنوعة كي احقق المشهد المرتجى. وكما اللغة تحتاج الى حروف كثيرة كي تكتمل القصة، انا ايضاً، في عملي الفني، احتاج الى ما يشبه هذه الحروف، وتكون احياناً في اللوحة وأحياناً في الاشكال الاخرى. لا تنس انني مهندسة ديكور، وهذه الاشكال هي نتيجة هذه الهندسة وما تمثله وتجسّده في ذاتي وخيالي من قوة جمالية فاعلة.
    • الى اي مدى يحضر احساس المهندسة اثناء قيامك بالرسم؟
  • كل الحضور. هندسة الديكور تعني هندسة الشكل، والشكل لا ينجح جمالياً اذا لم يكن للهندسة حضور فيه. هندسة الديكور هي اختصاصي ودراستي، واستطعت من خلال هذه الدراسة الوصول الى ما يشبه القرار الصائب: استعمال الهندسة في بناء الشكل الفني الذي ابتكره وأحققه. وأغلب اعمالي الفنية، كانت ولا تزال تدور في هذا المدار الهندسي الجمالي.
    • انت مهندسة ديكور ام فنانة تشكيلية؟
  • اكاديمياً درست هندسة الديكور وكذلك الفن. انا في الاثنين احيا وأنتج وأبدع، ولا يمكنني الا التماشي مع هذا التزاوج الابداعي، فقد اعطاني الكثير.
    • متى ترسمين؟
  • الرسم في حياتي «هبة باردة هبة ساخنة». ولكن اجمالاً ارسم في شكل يومي وان بتفاوت غير منظّم. وهذا العمل المستمر يعطيني شيئاً من القوة والتحريض، ويساهم في تفعيل لغة الخيال التي تتحرك في اوقاتي. فالاستمرار بالرسم، ولو للحظة في اليوم الواحد، يساهم في تمرين الذاكرة والعين والخيال، وبالتأكيد يشغل العقل. وانطلاقاً من هذا الاساس، أتواصل مع العمل كي لا اخسر الوقت الثمين الذي يحوي الجمال الابداعي. يمكنني القول انني ارسم كي اعيش اكثر.
    • متى لا ترسمين؟
  • في لحظات الخوف والعذاب، وفي لحظات القلق، حين تتجمّع الحسرات في ذاتي.
    حسرات؟
  • نعم، الحسرة تحضر في ذاتي احياناً وتخرّب منطق الابداع فأركن الى عزلة، لكنها لا تستمر طويلاً، فأعود الى طبيعتي وأرسم بغزارة بما يشبه التعويض، تعويض الذي خسرته في تلك اللحظات القاسية.
    • وفي لحظات السعادة ماذا ترسمين وكيف؟
  • السعادة طاقة كاملة تحرضني على الاجتهاد والابداع. وأغلب اعمالي الفنية انتجتها في لحظات سعيدة.
    • ماذا تعني لك العاطفة وكيف تحضر في لوحتك؟
  • العاطفة حاجة للانسان، فمن دونها نخسر انسانيتنا. اعتمد على هذه العاطفة كثيرا وهي مؤثرة في كياني، وتالياً مؤثرة في حياتي الفنية بكل اشكالها وألوانها.
    • ما دور الرجل داخل هذه العاطفة؟
  • الرجل نصف العاطفة في الحياة والمرأة النصف الباقي. الرجل والمرأة هما العاطفة كلها

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات