الشاعر اللبناني أسعد جوان: لستُ عدواً للمرأة

08:12 صباحًا الأحد 4 أبريل 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print
رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

كتب الكثير وما زال يكتب. تميّزت اشعاره وكتاباته بخصوصية وكادت تكون خارج كل السياقات المتعارف عليها في الادب والشعر واللغة. انه الشاعر اللبناني اسعد جوان الذي يشكل نقيضاً للشعراء الذين تغنّوا بالمرأة، فهو يقول عن نفسه انه شاعر ضد المرأة، يكتب ضدها، لا يهادنها، ويرى فيها ما لا يراه سواه من اخطاء وصور غير مجدية.
كتب بالفصحى والعامية، وله اكثر من عشرين كتاباً.وأصدر تسعة كتب دفعة واحدة.
• تجاهر دائماً بأنك ضد المرأة، لماذا هذا العداء للسيدة التي يحتاج اليها الرجل؟

  • صحيح انني اجاهر وأعترف دائماً بانني شاعر ضد المرأة، لكنني لست عدواً لها. اكتب ضد المرأة من موقع خاص اجد نفسي داخله، وهو موقع قد لا يراه سواي من البشر. فالمرأة بالنسبة اليّ صورة غير متطابقة مع مواصفاتها المتعارف عليها، انها دائماً في المساحة التي لا تشبهها، لأنها تظهر في شكل ما وتدل اشاراتها على ظهور آخر. يجب ان تكون متطابقة ومتلازمة مع ذاتها، وان تكون في مرآة الرجل، صافية العينين وخطواتها ثابتة وغير «مفركشة».
    لست عدواً للمرأة لكنني ضدها، ضد سلوكها في الحياة، فهي غير امينة على ذاتها، ولم تنجح في اداء دورها كانسانة حقيقية يحتاج اليها البشر وخصوصاً الرجل. لم تكن النصف المكمل للرجل.
    • اذا لم تكن المرأة النصف الآخر للحياة (شريكة الرجل) فمن تكون في رأيك؟
  • ويا للاسف انها شريكة نفسها ولا تشكل شيئاً سوى ذلك. انها وحدها ومعها وحولها، لا احد معها ولا تحب ان تكون شريكة احد.
    • هل ينطبق هذا الكلام على جميع النساء، او على حال نسائية معينة؟
  • اعتقد ان المرأة واحدة، لا يمكن فصلها عن ذاتها، لا يمكن المرأة الا ان تكون نفسها، ولا تفكّر الا في نفسها. لا ارى فيها سوى ذلك، ومن يرى غير ما ارى في المرأة، اتمنى عليه ان يدلني ويعرفني على مكامن السعادة التي توحي بها، تلك السيدة التي تقف وسط الحياة كمن تمسك بالعصا من وسطها.
    • كأنك تحاول الغاء دور المرأة من الوجود؟ أليست المرأة هي التي ولدتك؟
  • الأم ركن الحياة الحقيقي، وخارج هذا الركن لا وجود للمرأة الحقيقية والمكملة للبشرية. امي ولدتني طبعاً وما زلت اقبّل يدها كل يوم ولكني ألومها لأنها ولدتني في زمن يخلو من المرأة الحقيقية. المرأة التي انشدها ليست موجودة وربما لم تولد وبالتأكيد لن تولد في زمني.
    • ثمة من يعتبر انك تسعى الى اختراع شخصية شعرية تلتزم عنوان العداء للمرأة على عكس الشعراء الذين يتغزّلون بها. فهل سنصل معك الى عنوان جديد هو الشاعر ضد المرأة؟
  • نعم، انا شاعر ضد المرأة.
    • هل تسعى الى قتلها؟
  • طبعاً لا، الشاعر يحمي الحياة ويسعدها.
    • هل تنتظر امرأتك «الموعودة»؟
  • الكتابة والشعر واللغة هي كل هذا الانتظار.
    • لنخرج من حديث المرأة وندخل في الشعر؟
  • الشعر لغتي التي انطق بها لأعبّر عن ايامي ومعنى وجودي. من خلال القصيدة استطعت تحقيق الكثير من التفاصيل الصعبة، ولولا الشعر لكنت وقعت في الهاوية وسقطت الى الحضيض من دون رجعة. لقد انقذني الشعر من ورطة الحياة، وأعاد لي توازني واستقامتي، ربطني بالاستمرار وفتح لي باب الأمل على مداه.
    • متى تكتب، هل ثمة طقوس معينة؟
  • اكتب في شكل مستمر، ولي كتابات كثيرة مطبوعة وغير مطبوعة. ولكن ثمة لحظات الجأ اليها اثناء الكتابة، هي لحظات الصمت الثقيل، حيث تكون طاقتي في عزّ تألقها.

  • • ماذا تقصد بالصمت الثقيل؟
  • اقصد لحظات «الهجوم» هجوم الافكار والأحوال دفعة واحدة على روحي وقلبي. في حال كهذه تكون لحظاتي مثقلة بالصمت الثقيل. وحين اقول الصمت الثقيل اقصد التعب والعذاب والقهر والبهجة المزدحمة بالظنون المستحيلة.
    • هل تحتمل قصيدتك الكتابة ضد المرأة؟
  • من قال لا؟ الشعر وعاء الحياة يحمل ويحتوي كل ما من شأنه تفسير الانسان وأحواله.
    • هل يُقرأ الشعر المعادي للمرأة؟
  • طبعاً، والوقائع كثيرة. كثيرون يطلبون ما اكتبه عن المرأة، ولم يعد في مقدوري تلبية هذه الطلبات.
    • وما رأي المرأة في الكتابة ضدها وتحديداً في القصيدة؟
  • رأي المرأة معروف، ولا داعي لتفسيره.
    • لماذا؟
  • «دموع المرأة اقوى قانون».
    • قصائدك بالمحكية اللبنانية كيف تصنفها داخل «اللغة» اللبنانية؟
  • تجربتي بالمحكية اللبنانية لها حضورها ودورها وحاولت من خلالها تقديم مزيد من المعنى والشعر اللذين لم يخرجا في الفصحى. كانت المحكية الجواب التالي على سؤال الحياة. واستطعت تحقيق توازني في اللغة والشعر من خلال الابحار عميقاً في مفردات هذه المحكية. هذا الابحار جعلني اصل الى المجازفة الناجحة. والحمد لله استطعت تخطّي المجازفة بكثير من الحذر، وها انا اليوم في مساحة الوضوح الجميل واللحظة المشرقة على فرح اللغة، وفرح المعنى، والرأي الذي لا يمكن الا ان يكون في مساحة الوعي النشيط.
    • تفضل المحكية على الفصحى؟
  • لا تفضيل بين اللغة، الشعر او المعنى او المضمون كلها تحت سيطرة اللغة، مهما كانت، وفي اي حلة اطلّت. لذلك لا اجد نفسي في شرك التفضيل. ان افعل التفضيل لا يأتي الى لغتي، يبقى خارجها. التفضيل يبقى للجوهر. مضمون القصيدة هو الذي يحدد الشكل واللغة والأسلوب.
    • اين يكمن الشعر اكثر، في الفصحى ام المحكية؟
  • المحكية خزّان كبير للشعر فيها مفردات مشحونة بالشعر والشاعرية، وايضاً الفصحى لها خصوصية ومليئة بالومضات الشعرية. ولكن لا بد من القول ان المحكية تخاطب الاكثرية وتدخل الى تفاصيل حياتهم اكثر، وان كانت محصورة في وطن واحد. أهمية الفصحى انها تمتد على مساحة الوطن العربي وتالياً، يعرفها الجميع، في حين ان المحكية يعرفها ابناء وطن واحد، لا ابناء الوطن العربي كلّه.
    • اين تجد نفسك اليوم، في الراحة، القلق، الحب، القهر، التعب…؟
  • انا موجود في كل المناخات، الباردة والحارة، في كل اللحظات الصعبة والجميلة.
    • كيف تستطيع التكيّف مع هذا التناقض؟
  • لا يمكن أي قوة ان تقهرني. فحين يكون الشعر سلاحي، انظر الى الحياة بثقة. وحين تكون الكتابة معي، ارى ما اريد، وحين تكون اللغة مرآتي، لا مانع او موانع تقف بوجهي.

One Response to الشاعر اللبناني أسعد جوان: لستُ عدواً للمرأة

  1. محمد درويش الاعلامي الشاعر رد

    5 أبريل, 2021 at 12:12 م

    أسعد جوان شاعرلبناني متمرد قادر على احداث زلزال بل يكسر ويحطم زجاج التقليلد في الشعر ، انه شاعر خاص بينما يحاكي العام انه ساحر من طراز آخر ، لا شك انه فريد من نوعه بكل ما كتب ..ان كل ما جاء في قصائده اللبنانية انما هو صورة عن النفس اللبنانية بكل غناها وتنوعها
    انه باختصار من خلال الحوار الذي كتبه اسماعيل فقيه الشاعر البارز والناقد الغني بحضوره في الوسط الاعلامي والثقافي في لبنان والعهالم العربي بل في باريس وعواصم أخرى يشير بكل جرأة الى تجربته ويلخصها كأغنية من نوع جديد جميل هو في صراحته المعهودة بل في واقعيته وطرافته ولطافته وبراعته ..
    ..موفق هو الشاعر الناقد الاديب الساطع اسماعيل فقيه في هذا الحوار كعادته اننا نحييه ونقترح ان يجري دراسة في شعر اسعد جوان كي يستفيد منها الجيل الثاني من الشعر في لبنان
    فهل يحقق لنا حلمنا في هذا المجال وهو العبقري في دراسة ظواهر الشعر في النثر والعامية وسواها من كلاسيك اللغة …

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات