الشاعر والفنان والناقد اللبناني سمير الصايغ شخصية رائدة في عالَم الخط العربي الحديث، استطاع جوهرة الحرف العربي وأخذه الى فوق،الى تحليق بمروحة فائقة الدوران في المتاهة المنظمة الجميلة.
اشتهر الصايغ بابتعاده عن الأنماط التقليدية على مستوى اللغة والمعنى، ويقول عن ذلك: “الفهم الذي كوّنتُه هو أن الخط لا يحمل المعنى النهائي. الكلمة الأخيرة ليست هي تلك الظاهرة في اللوحة أو الرسمة. والمعنى الحقيقي للرسمة ليست الفهم الذي يكوُّنه المُشاهد”.

لقصيدته منارة لغوية خاصة تبث حروفا بألوان مبتمرة وخاضعة للتحليق والتغريد.
وُلد الصايغ في بيروت عام 1945، درس تاريخ الفن في المعهد الوطني العالي للفنون الجميلة في باريس. له إصدارات وكتب عديدة عن الفن العربي المعاصر والفن الإسلامي والشِّعر الصوفيّ. وكان أستاذاً محاضراً في الجامعة الأمريكية في بيروت .

انطلاقاً من اهتمامه بالخط الكوفيّ أعدّ الصايغ عدة أنماط للأحرف العربية، وركّزت أعماله على القيم الجمالية للكلام المكتوب لخلق لغة بصرية عالمية. من خلال المكوّنات الشكلية للخط والفراغ، يستخدم الفنان الأحرف والكلمات العربية بأسلوب تجريدي وتراكيب هندسية حيوية ليُشكّل جسراً يربط بين الخط العربي والتبسيط الهندسي.
أقام الصايغ معارض فردية في أرجاء العالَم العربي.

يعيش اليوم الصايغ في بيروت وسط صمت المدينة وناسها، وهيمنة كورونا على انفاس الحياة والانسان ونشاطه. وفي ذلك الصمت الرهيب يرفع شاعرنا راية القصيدة بحروفها الكوفية ،مواصلا ترتيب جمال الحياة والزمن.

Tweet