الإخوان المجرمون و قطعانهم و مرتزقتهم و مطاياهم لا يؤمنون بفكرة الدولة الوطنية و يعملون على هدمها .. ، و لا يفقهون معنى أن تتكاتف الدول في الأزمات .. ، و دائما ما تؤلمهم مكانة مصر و تشعرهم بالدونية .. و تحرك لديهم مركب النقص المتخلد في أعماقهم ..
مصر وتونس: رئيسان وشعبان معا
– و لأنهم لا يفقهون معنى الإخوة في الإنسانية .. لا يدركون مغزى أن تقف الشعوب و الدول إلى جوار بعضها البعض من هذا المنطلق .. فما بالك إن كانت تلك الشعوب و البلدان أهل و أشقاء تربط مصر بهم روابط و وشائج شتى .. سواء كانت عرقية أو جغرافية أو تاريخية إلخ ..
– لم تكن دولة الصين العظمى ، أو إيطاليا ، أو الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة العالم منذ إنتهاء الحرب العالمية الثانية في حاجة إلى يد العون التي مدتها إليهم مصر ، و لا كانت مصر التي إقطتعت من رغيفها و أموالها و دوائها تتدخل في شئونهم الداخلية أو تدفع من جيب غيرها كما يزعم الأغبياء و المرتزقة .. ، لكنه كان تعبيرا عن تضامن مصر و تحضر مصر التي أشرق منها على العالم بأسره فجر الضمير و ذروة الحضارة .. مصر التي جاءت أولا ثم جاء التاريخ .. ، بهذه الطريقة كانت مصر تتحدث عن نفسها ..
– تضامنت مصر مع هؤلاء الكبار و قبلهم و بعدهم أشقائها في آسيا و أفريقيا أمس و اليوم و غدا لأنها مصر الكبيرة و هذا قدر الكبار ..
مصر التي دعمت و ناصرت بالمال و السلاح و العتاد و الأنفس و السياسة كل حركات التحرر إنطلاقا من العالم العربي و إفريقيا و آسيا و ليس إنتهاء بثوار أمريكا اللاتينة و أسألوا ” فيديل كاسترو ” ، و ” أرنستو تشي جيفار ” ، و ” نيلسون مانديلا ” مرورا ب ” باتريس لومومبا ” و ” نكروما ” و ليس إنتهاء بضابط صغير يدعى ” هوجو شافيز ” أقر عندما أصبح رئيسا لبلاده فنزويلا أنه كان من الضباط الناصريين في الجيش .. ، ظن الأقزام أن فحيحهم أو نباحهم أو نهيقهم يمكن أن ينال من مصر و مكانتها و زعمائها فوصل التطاول إلى خالد الذكر ” جمال عبد الناصر ” و السبب معروف بطبيعة الحال خاصة من التنظيم الإجرامي الذي تربى منذ عام 1928 في حجر المخابرات البريطانية (M I 6 ) ..
و في الختام فأن مصر حين تتضامن مع أشقائها أو إخوتها في الإنسانية فأنها تعطي دون مَن أو تعال من قوت شعبها و ماله تقتسم ما لديها مع إخوتها لأن هذا واجبها الحضاري في مختلف أحوالها .. في يسرها و عسرها ، و إن كان هناك من يراها فقيرة .. فقد جاد الفقير بما عنده لأنه غني النفس كريم المحتد رفيع الشرف مرفوع الهامة ..
و لمن لا يعرف ممن يعايرون مصر بوقاحة بفقرها أنها كانت أغنى دولة عربية تخرج منها كسوة الكعبة المشرفة حتى 1963 و أياديها بيضاء على الجميع دون إستثناء عليه مراجعة التاريخ كي لا يفضح جهله المطبق ..
و من ثم فإن دفء مصر و نسمات المحبة التي تخرج من قلوب أهلها الطيبين لا يختنق منها إلا من إعتاد تنفس الحقد و أدمن الجهل و الإصطفاف مع القتلة
مؤسس جمعية الصحفيين الآسيويين، ناشر (آسيا إن)، كوريا الجنوبية
الرئيس الشرفي لجمعية الصحفيين الآسيويين، صحفي مخضرم من سنغافورة
روائية وقاصة من الكويت، فازت بجائزة الدولة التشجيعية، لها عمود أسبوعي في جريدة (الراي) الكويتية.
آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov
كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.