نيرمين الخنسا كتبت الأمل والألم: “حضر الحب في أيامي ونصوصي.. ولكن..”

08:20 صباحًا الخميس 20 مايو 2021
اسماعيل فقيه

اسماعيل فقيه

شاعر وكاتب وصحافي من لبنان

  • Facebook
  • Twitter
  • Rss
  • Mail
  • Print

كتبت نيرمين الخنسا العديد من الروايات والقصص والحكايات. حاولت من خلال البوح المكتوب أن تدخل الى عالم يخصّها ، عالم تعيشه وتعرفه في الحياة اليومية،لكنها لا تفقهه بأبعاده الدفينة والغامضة، وربما كانت الكتابة هي العامل الفاعل والمؤثر الذي ساعدها على رؤية أعماق هذا الواقع، فاتجهت الى كتابته وبلورته بالصورة المكتوبة، فكانت الرواية هي المدخل الذي أضاء لها درب الحكاية.
أصدرت نيرمين عدداً من الروايات وليس آخرها “نصيبك في الجنّة”، وتعمل على إصدارها الجديد،رواية بمضمون جديد ومبتكر،كما تقول. وتحدثني نيرمين وتخبرني عن الكتابة، فماذا تقول وتشرح؟:

رسالة بيروت – إسماعيل فقيه

ماذا تكتبين اليوم. أما زالت الكتابة الروائية هاجسك؟
ــ لقد شرعت في كتابة رواية جديدة، تتمايز من حيث الفكرة والطرح عن سابقاتها من رواياتي. وأنا أعمل عليها بشكل جديد ومختلف. اتمنى أن تلقى هذه الرواية الجديدة استحسانًا لدى القرَّاء وأن تشكل علامة فارقة في مسيرتي الروائية. أما بالنسبة لسؤالك الثاني ، أؤكد لك أن هاجس الكتابة الروائية لم يفارقني يومًا، وأنا على يقين بأنه سيلازمني حتى النفس الأخير.
كيف بدأت علاقتك مع الكتابة والرواية ولماذا؟
ــ لا شك أن موهبة الكتابة تظهر عند أي كاتب منذ الصغر. ولعل أول من يكتشف تلك الموهبة لديه، هم أساتذة اللغة العربية في المدرسة. وهذا ما حصل معي . فقد كنت أتمايز في كتابة مواضيع الإنشاء عن زملائي . ما جعل اساتذتي يشجعونني على المضي قدمًا في الكتابة والعمل على صقل هذه الموهبة التي كانوا يعتبرونها مميزة ولافتة. إلَّا أنني اعترف بأنني اهملت هذه الموهبة واتجهت الى الاختصاصات العلمية(برمجة وتحليل برامج كومبيوتر) ظنًا مني بأن هذه الاختصاصات هي الأهم وهي التي ستدعمني في بناء مستقبلي. لكن الهاجس الذي تحدثت عنه في السؤال الأول بقي يلازمني رغم تجاهلي له لفترة طويلة. هذا الهاجس الذي كنت أقمعه وأطويه داخلي، تمرد في لحظة أعتبرها لحظة مفصلية في حياتي. فأطاح بقوة بكل تلك الاختصاصات واعادني الى فلكه الجميل.


هل تعتبرين نصك الروائي أو القصصي ضرورة في حياتك؟
ــ بالتأكيد. وإلا ما استمريت طوعًا في السير على هذا الطريق الشاق والمضني والذي أسميه أنا القهر اللذيذ. فكتابة القصص و الروايات ليست بالشيء السهل وهي تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا. وهذا الأمر لا يتحمله الا من كانت الكتابة بالنسبة له أمرًا ضروريًا بل وأساسيًا في حياته.
هل كتبت نيرمين ما هو مختلف عن سواها، كيف؟
ــ لا شك ان المواضيع و الإشكاليات التي يطرحها الكتَّاب في رواياتهم تكون في كثير من الاحيان متقاربة سيَّما في الروايات الاجتماعية والانسانية. لكن الاختلاف يأتي في كيفية طرح الاشكالية ومقاربتها. وهذا كله مرتبط بالأسلوب وطريقة السرد وكذلك قدرة الكاتب على حبك ألاحداث المشوقة التي تساهم في جذب القارىء حتى نهاية الرواية. بالنسبة لي المختلف في رواياتي هو الأسلوب الذي كان للنقاد رأي إيجابي فيه. وكان عاملًا أساسيًا في جذب القرَّاء الذين باتوا يتابعون أعمالي بشوق. وهذا بالطبع أمر يسعدني كثيراً ويحفِّزني على الاستمرار والمضي قدمًا في كتابة الروايات.

موضوع المرأة حضر كثيرًا في كتاباتك، لماذا المرأة وهل هو نوع من مناصرة للمرأة في مجتمع لا ينصفها؟
ــ لا أحد يستطيع أن ينكر أن المرأة العربية استطاعت أن تثبت قدراتها في العديد من المجالات العلمية والفكرية والمهنية والابداعية. وقد نجحت بذلك الى حد بعيد. لكن وللأسف، هناك العديد من المجتمعات التي ما زالت تسيطر عليها العقلية الذكورية، تتجاهل هذا النجاح وتنكر على المرأة حقها و دورها الفاعل في المجتمع.. هذا الأمر، يعنيني كوني امرأة بالدرجة الاولى. وبحكم أنني كاتبة فمن واجبي تظهير هذه الصورة من خلال نصوصي. لكن هذا لا يعني أنني أتغاضى عن الأخطاء التي ترتكبها بعض النساء بحق ذاتهم وبحق الآخرين. فكما انه هناك نساء رائدات وفاعلات وناجحات في المجتمع كذلك هناك نساء ظالمات ومستبدات وجاهلات الى أبعد الحدود. لذا حرصتُ دومًا على أن اقف على مسافة واحدة بين المرأة والرجل في رواياتي وأن أعطي لكل ذي حق حقه.

الحب كيف حضر إلى نصك وحياتك؟

ــ لقد حضر الحب في حياتي وفي نصوصي بأشكال وأوجه متعددة. هذه الاشكال والاوجه المتعددة أثرت تجربتي العاطفية بحلوها ومرِّها. وغيرت قناعاتي في كثير من الامور . هذا الأمر انسحب بالطبع على نصوصي التي تعكس سطورها تارة الحب النقي والصادق والرقيق وتارة اخرى الحب الكاذب والمخادع والمتلون.

هل حضر الحب الواقعي في نصك.أقصد قصة حبك؟
ــ تستطيع القول أن هناك بعض الاسقاطات من تجربتي العاطفية في رواياتي. وأنا لم أصل بعد الى قناعة بكتابة قصة حب عشتها. قد يأتي يوم وأفعل هذا الأمر. لكن حتى الآن لا أفكر في ذلك.
إلى أين تريدين الوصول بالكتابة؟
ــ أنا أكتب لأتنفس بالدرجة الاولى. وما أريد الوصول إليه بالكتابة هو نقل آفات المجتمع وهموم الناس إلى الأوراق. ولعل أقصى ما أطمح إليه من خلال تجربتي الروائية هو أن اترك بصمة خلفي يستفيد منها الاخرون.


كيف تقرئين في تجربة جيلك الروائي تحديدًا؟
ــ تجربة كثيفة ومتنوعة. تجد فيها جميع مستويات الكتابة. ففيها الجاد والمميز وفيها الهزيل و”التجاري” إذا صح التعبير. لكن في النهاية يبقى المتلقى هو من يحكم والزمن هو من “يغربل” تلك الاعمال.
10- هل أخذت المرأة المبدعة حقها بالبوح من خلال إبداعها أو هناك عوامل تمنعها؟
ــ رغم أن هناك مبدعات عربيات تحدين المجتمع وكسرن قيد المحرمات من خلال ابداعهن، إلا أنه لا شك بأن معظم المبدعات في مجتمعاتنا العربية ما زلن يعانين من ضيق المساحة المعطاة لهن اجتماعيًا. وهذا الأمر ينسحب على أبداعهن الذي نرى فيه البوح خجول وفي كثير من الاحيان متوار خلف كلمة أو لون أوشطر. فدروب حرية التعبير والبوح في مجتمعاتنا نصف معبدة. والطريق ما زالت طويلة.


الى أي مدى يصل الكاتب في معالجته لوقائع الحياة، بمعنى آخر، هل يمكن للكتابة أن تكون المنبر الذي يمكّن الكاتب الإطلالة من خلاله ولفت الآخر والواقع والمجتمع الى درب جديد قد يحتاجه ؟
ــ أعتقد أن الكتابة هي فعل مؤثر جداً في الإنسان والواقع. وربما تفعل الكتابة الكثير في بناء المجتمع وفي رسم مساحة التغيير والتطور في أي مجتمع كان. واذا ما نظرنا الى تجارب الكبار في الأدب والكتابة،على مساحة العالم ، نجد أن المبدع الذي كتب عن واقعه ومجتمعه استطاع تحقيق الكثير لواقعه ومجتمعه. وثمة بلاد لا نعرفها ولكننا نعرفها من خلال كتابها وأدبائها. لا شك أن الكتابة هي بمثابة حياة الظل للواقع، للمجتمع وللإنسان. ومن المنطقي القول إن الكتابة هي تدوين للحياة. وهي فعلاً كذلك. تدون الحياة وترسمها وتقدمها بصور مختلفة، كل كاتب يرى ما لا يراه سواه في الواقع، وتتكاثر صور التشكيل، وتكبر مرآة الحياة من خلال ما كتب ويكتب وسيكتب.

اترك رد

كوريا الشمالية: الأسرة والزواج وأشياء أخرى!

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

آندريه نيكولايفيتش لانكوف Andrei Nikolaevich Lankov

كاتب روسي حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة الدولة في ليننجراد ، درس في جامعة كيم إل ـ سونج، أستاذ في الجامعة الأسترالية الوطنية وجامعة كوكمين.

أحدث التغريدات